+A
A-

مزاعم باختراق حسابات طلبة بجامعة البحرين... وبلاغ للجرائم الإلكترونية

أتحدث هنا عما كنت مررت به كوني طالبة. كنت أسعى لتسجيل مواد دراسية في جامعة البحرين، حيث تبدأ معاناة أي طالب مع استعداده لدراسة عدد من المواد المفروضة عليه، إلا أنه لا يحصل على المجال للتسجيل فيها، مرجعين السبب إلى أزمة التسجيل التي تزداد سنةً بعد سنة.

في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي أقرّت من خلالها جامعة البحرين نظام التعليم عن بعد كيف لا يمكن للطالب أن يجد مقعدًا أمام شاشته الإلكترونية؟ أم أنه كيف بعد أن أتمّ تسجيل مواده يتفاجأ في وقت لاحق بعدم وجودها دون أن تعرف أي جهة المتسبّب وراء ذلك؟

وماذا عن خدمة الطلبة التي لا تجيب عن أي من استفسارات الطلبة في وقت هم بأوجّ الحاجة إلى من يهتم باستفساراتهم ويجيب عنها؟

آخر المقاعد

تقول بهية إبراهيم طالبة جامعية (تخصص حقوق) “عندما أعلنت جامعة البحرين عن فترات التسجيل حسب النسب المجتازة، كان من المفترض أن يكون تسجيلي في الفترة الثالثة الذين اجتازوا 42 % فما فوق؛ كوني مقبلةً على السنة الثالثة، ولكن لكثرة الضغط على الموقع الجامعي لم أستطع الدخول إلا بعد مرور 15 دقيقة من الوقت، لكنني حصلت على آخر المقاعد في جميع المواد التي أريدها، وهي 6 مواد أي ما يعادل (18 ساعة)”.

وأكملت “ولكن المفاجأة في اليوم التالي عند دخولي موقع الجامعة، عندما رأيت أن إحدى موادي قد حذفت، واستبدلت بمتطلبها السابق رغم اجتيازي له، علما أني لم أحدث أي تغيير في المواد، لأفاجأ أيضًا أنه قد أشيع بين الطلبة أن طلبةً آخرين يخترقون الحسابات الشخصية للطلبة، ويقومون بحذف المواد وسرقتها، وبعد محاولاتي المتكررة للتواصل مع خدمة الطالب لم أحصل على أي تجاوب أو نوع من المساعدة حتى الآن، والأغرب من ذلك هو صمت الجامعة إذ لم نشهد تشكيل لجنة تحقيق في هذا الأمر”.

 

ليس خللا

إلى جانبها تحدثت الطالبة فاطمة علي رضا (تخصص تمريض) عن المشكلة ذاتها قائلةً “حصلت على المواد التي كنت أسعى إليها بصعوبة، نظرًا للضغط الكبير على موقع التسجيل واستجابته البطيئة، وعندما فتحت الموقع في وقت لاحق من اليوم، تفاجأت بأنه تم تغيير شعبتي لأحد المواد إلى شعبة أخرى، تساءلت عن ذلك وظننت بأنه خلل مؤقت، ولكنني صدمت مرةً أخرى عندما لاحظت بأنه تم حذف أحد المواد الأخرى التي سجّلتها!”.

وأكملت “عندما تصفحت برنامج التواصل (تويتر) ورأيت العدد من الطلبة يشكو من المشكلة نفسها، تيقنت بأن الأمر ليس خللًا فني كما كنت أعتقد، بل هم أناس مرضى وأنانيون يفعلون ذلك من خلال اختراقهم إلى حسابات الطلبة، حاولت بعد ذلك التواصل مع خدمة الطالب لكنني لم أحصل على أي جواب، مما اضطرني الأمر لتقديم بلاغ في الجرائم الإلكترونية بعد تغيير الرقم السري”.

قلة المقاعد

وأسهم الطالب ناصر جابر عباس من طلبة (تخصص تمريض) بقوله “دائمًا ما نواجه مشكلة بطء الدخول إلى موقع التسجيل، بسبب عدم قدرته على تحمل العدد الهائل من الطلاب في الوقت نفسه، ذلك ما يؤخر دخولنا إلى الموقع ومن ثم يؤخرنا في تسجيل المواد.

وأكمل قائلًا: كما يواجه معظم طلبة الدفعة مشكلة قلة المقاعد في بعض مواد التخصص، هذا يعني أنه في حين عدم حصولهم في هذا الفصل على المادة، سوف يتم تأخيرهم إلى ما بعد عام كامل؛ لأن نظام التسجيل في مثل هذه المواد يتطلب ذلك، بسبب تسجيل هذه المادة مرةً واحدة من كل سنة دراسية، فلا بد من زيادة المقاعد الدراسية في مثل هذه المواد، خصوصًا وأننا نمارس التعليم عن بعد”.

مشكلة التعارض

وعلقت الطالبة فاطمة الماجد (تخصص إعلام) “دائمًا ما واجهتني مشكلة تعارض أوقات الامتحانات النهائية وأوقات المحاضرات أثناء تسجيل المواد، وذلك بسبب قلة المقاعد الدراسية، ما يضطرنا إلى تسجيل مواد لا تتناسب مع دفعتنا، فبالكاد نحصل على عدد مواد ملائم لسد الحاجة، ذلك ما أدى إلى تأخير تخرجنا، فلماذا لا يتم توظيف الرقمنة بآلية معينة، بحيث تكون جداول الطلبة مجهزة من قبل الجامعة مع إمكان تغييرها؟”.

مزعج وبطيء

وعبر الطالب علي مرهون (تخصص أعمال مصرفية وتمويل) “أعتقد أن نظام التسجيل الإلكتروني الخاص بالجامعة نظام مزعج، ولا يعمل بكفاءة، ويشكو البطء في التجاوب مع الأوامر، بدليل أننا في فترة التسجيل ننتظر إلى فترات طويلة حتى يكاد يفتح، فهو المشكلة الأولى التي يواجهها معظم الطلبة، والتي بسببها لا نستطيع تسجيل المواد التي نرغب فيها بسبب تأخير دخولنا إلى الموقع حتى 15 دقيقة وأكثر؛ لأنه في حينها تكون المواد قد اختفت”.

مشكلات تقنية

إلى جانبه قالت الطالبة فاطمة طالب (تخصص لغة عربية) “إن المشكلات التي يواجهها موقع الجامعة مشكلات تقنية وتنظيمية، فالمشكلة التقنية الأولى التي يعاني منها معظم الطلبة هي عدم قدرة الخادم على تحمل عدد الطلبات من الطلاب في نفس الوقت، فأرى أنه من من الممكن توافر حلول مناسبة تتمثل في تحديث جهاز الخادم وجعله بمواصفات أفضل ليستوعب أكبر عدد من الطلبات، مما يساعد الطالب على تسريع عملية التسجيل”.

صعوبة التواصل

وشاركت الطالبة مريم الحبيشي (تخصص تربية رياضية) برأيها “إن المرحلة الجامعية مرحلة مليئة بالصعوبات، وأصعب ما يمر على الطلبة في هذا الوضع الاستثنائي هو انعدام التواصل المباشر، فلا يوجد أية طريقة بديلة نتواصل فيها مع الجهات المختصة سوى المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني، والذي نادرًا ما نحصل على الإجابة من خلالهما، فأعتقد إنه لا بد من تفعيل ذلك؛ لكي نتمكن من الحصول على إجابات وافية تتعلق باستفساراتنا في هذه الفترة الطارئة”