+A
A-

بهاء: أذهب إلى الميتافيزيقية وأحيانا الفانتزية (2/2)

كاتبته قائلا: بهاء يا صديقي “أعد لكتاب جديد ضمن مشروعي المجنون/‏ محاورة فنانين عرب، زي ما أنت عارف.. إلخ سأكون سعيدا لو تكون معي في هذا الكتاب، الأسئلة ستصلك عبر الإيميل أو أية وسيلة تراها مناسبة. رد قائلا يا عباس ما زلت في بالي دائما وبفتكرك حكاياتك عن الفن بعد منتصف الليل في الفندق/‏يسعدني أن أكون معك/‏ التقيته في العقبة ضمن مشاركتنا في سمبوزيوم آيلة للفنون في العام 2017/‏ استوقفني شغله المغاير والمميز والمختلف، إنه يرسم في منطقة ربما تكون وعرة في بلداننا العربية، إنها السريالية، أليس مستغربا أن يذهب شاب موهوب إلى السريالية؟

ما الذي أغواك للذهاب إلى جمع وثائق وصور لكبار الفنانين؟

لعله السبب نفسه وكونها كانت معلقة أمامي طوال الوقت وكان هناك تحد في فهم تلك العمال لحامد ندا، حسن سليمان، عفت ناجي، سيف ولدهم وانلي كانت ضمن المجموعة الشخصية لوالدي أذكر أن بعضها كان مخيفًا لي في سن مبكرة وبعضها كان مضحكا والبعض الآخر يحمل دراما كنت أري جزءا منها بأفلام الكرتون وقصص الأطفال إلى أن استوعبت تلك الأعمال لاحقا، وتكونت بيننا ألفة وروابط عاطفية كانت تلك الأعمال الفنية القيمة والتي أحبها كثيرًا ومازلت أحتفظ بها هي النواة التي بدأ من عندها شغفي لاقتناء الأعمال الفنية والاستمتاع بها.

قل عن مصر ثم عرّج على القاهرة وحدثني عن علاقتك بها؟

مصر بلد جميل وحضارة عريقة وناس طيبون يتجلي هذا بوضوح في أوقات معينة عندما يتوقف الضجيج، إلا أنه لا يتوقف أبدا ولو حدث ذلك يكون كوميض سريع لتعود الضوضاء مرة أخرى، إلا أنني أحبها ويبقي معدن أهلها الطيب والذي يظهر بوضوح وقت الأزمات، هو العزاء الوحيد أما عن القاهرة فتجد في كل بقعة منها حكاية جديرة بأن تقف وتتأملها.

عن تجربتي مع آدم حنين

التقيت آدم عن قرب في العام 2011 أثناء قيامي بترميم مقتنيات متحفه الخاص من لوحات وأعمال نحتية انتجها خلال مسيرته الإبداعية الغنية، خلال تلك الفترة تبادلنا الحديث عن الفن وعن التجربة الشخصية لكلينا، كان يصفتي دائما - أنت عفريت - وكنت أفرح كثيرًا عندها وقال لي في أحد تلك النقاشات.. أنت تذكرني بنفسي منذ سنوات عدة مضت وكنت أراه وقتها كالأب الروحي لي.. كان بسيطا جدا على المستوى الإنساني حتى في فنه كان يلخص معاني كثيرة وفلسفة عميقة في جملة فنية بسيطة مختصرة وغير متكلفة تحكي الكثير عن رؤيته الاستثنائية وخبرات على مدى عقود من ممارسته الفنية، إلى أن بدأنا العمل سويا على مشروع فني تحت عنوان “الملاز الاكثر حلاوة The SweetestHeaven “ في العام 2015 كنت استشعر حينها رابطا جعلنا على اتصال دائم بالسماء وأطلعنا على أسرار مخفية لهذا العالم لم نتمادي كثيرا في الحديث المطول عنها كونها أسرارها مغلقة يصعب الوقوف عليها وإدراكها إدراكا كاملا، إلا أنها كانت الملهم وهمزة الاتصال في تلك التجربة الاستثنائية التي انتهت بعرضنا الثنائي.

قرأت في سيرتك أن بهاء عامر يعتبر من فناني مراسم الأقصر، ما الذي يعنيه ذلك؟ هل هو انتماء مثلا؟

بالنسبة لمراسم الاقصر فهي باختصار شديد ملتقى فني يلتقي خلاله سنويا مجموعة من الفنانين المصريين من أعمار مختلفة وباتجاهات ورؤى مختلفة في صورة ورشة عمل تمتد لأسابيع وأحيانا لأشهر يتم خلالها العمل سويا وتبادل الخبرات.

“إيه حكايتك مع السريالية”... من أين جاءتك؟

أظنها شيئا غير مكتسب فهي ما وجدت نفسي عليه منذ طفولتي المبكرة لم أكن أعي حينها أن هناك مذاهب واتجاهات فنية وبالأخص السريالية إلى أن أدركت هذا في سن الخامسة عشرة مع اطلاعي على المراجع والترجمات في الفن والفلسفة لاجدني أنتمي إلى هذه المنطقة في الفن.

أظنها ليست السريالية بالمعني المعروف أو الأكاديمي فأنا أذهب إلى الميتافيزيقية بشكل عام وأحيانا الفانتزية منها دون الالتفات إلى المعايير والضوابط السريالية. أظنها ارتباطا بشكل ما بهذا العالم الميتافيزيقي أكثر منه انتماء إلى اتجاه أو مدرسة فنية.

 

أجرى الحور: الفنان عباس يوسف