+A
A-

سالم العلان... الضوء المقبل من أعماق الإبداع

تمر اليوم الجمعة الذكرى الـ 39 لوفاة عملاق الفن الأصيل وأشهر النهامين والحدائين في الخليج قاطبة، النهام والمطرب الشعبي البحريني الكبير سالم العلان رحمه الله، الذي رحل عن عالمنا في 25 سبتمبر العام 1981 عن عمر ناهز 67 عاما، تاركا لنا وللأجيال القادمة إرثا فنيا كبيرا، تشبه في خلودها أشعار الإلياذة والأوديسة. فالنهام سالم العلان كان مثل الضوء القادم من أعماق الإبداع بصوته الشجي الجميل المتميز، حيث كان رحمه الله يتصف بأساليب وقدرات أدائية يصعب تكررها.

وفيما نستعرض سيرة هذا العملاق الذي مازال بريق نجمه يلمع في أجنحة السماء.

ولد سالم العلان في قرية قلالي العام 1914 وشارك في العام 1975 بمسرحية “توب توب يا بحر” مع مسرح الجزيرة، والتي قام بتأليفها راشد المعاودة رحمه الله.

سجل سالم العلان الكثير من “التنزيلات والفنون” لتلفزيون وإذاعة البحرين برعاية واهتمام من الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة رحمه الله عندما كان وكيلا لوزارة الإعلام، والذي حرص على توثيق الفنون الشعبية والمحافظة عليها من الضياع، كما له الكثير من التسجيلات النادرة في دولة قطر والكويت، والكثير من اللقاءات في الإذاعة والتلفزيون.

في العام 1978 سافر سالم مع جمعية البحرين للفنون الشعبية إلى باريس؛ وذلك للمشاركة في تسجيل الأسطوانة 100 لليونسكو، وهي أسطوانة خاصة عن فنون الغوص في البحرين.

أضافة إلى ذلك شارك سالم العلان ضمن الوفد الذي مثل البحرين في الكثير من المحافل، منها مهرجان قرطاج الدولي بتونس، وفرنسا وألمانيا وأستراليا، وله حضور متميز في دولة الكويت، حيث تم فيها تسجيل فنون البحرين بأمر من وزير الإعلام الكويتي آنذاك.

بعد توقفه عن العمل، لازم سالم “دار مرزوق بن أمان” في قلالي، وكان نهام الدار كما أسس “الدار الجديدة”، ثم “دار سالم العلان” في قلالي، وقد لازم في حياته كلا من دار مرزوق بلال، ودار جناع بن سيف المقلة، ودار بن حربان، وكان يزور دار علي بن صقر، والدار العودة، كما تربطه علاقة متميزة مع دار حمد بن حسين في الكويت، ودار مبارك بن سعيد في قطر.

كان يشكل مع زميله النهام أحمد جاسم بوطبنية ثنائيا جميلا أبهر العالم في كل محفل يشاركان فيه.

وفي كتابه “الدور والفرق الشعبية في البحرين. العادات والتقاليد والفنون” يذكر الفنان والباحث جاسم محمد بن حربان: أن سالم العلان ركب الغوص نهاما مع شمسان المناعي، وبعد استيفاء سفن شمسان من قبل النوخذة عیسی بن هندي، ركب معه نهاما حتى نهاية الغوص، ثم عمل موظفا في وزارة الأشغال مع شخص يدعى السيد هاشم وآخر يدعى محمد سلمان وبعدها التحق بإحدى الشركات لفترة من الزمن، ثم وبعدها أخذ يتردد على دول مجلس التعاون نهاما وحداء مع فرقهم الشعبية، التزم مع دار مرزوق بن أمان في قلالي، ثم أنشأ دارا أسماها “الدار الجديدة” وبعد ذلك التزم مع دار بن حربان، ثم مع جناح بن سيف.

ويضيف بن حربان: يتميز العلان بصوته الشجي ذي البحة المتفرد بها عن غير والحشرجة المليئة بالحزن، شكل ثنائيا جميلا مع المرحوم أحمد جاسم محمد بوطبنيه، وملأ بصوته إذاعات البحرين وقطر والسعودية والكويت، له عدة أشرطة نهمة – حداء- وكان متجددا في نبراته الصوتية متمكنا بذكاء خارق ومتميز، تربع على عرش الغناء في البحرين وفي أقطار الخليج العربي.