+A
A-

الخط العربي والعرضة على طاولة النقاش

عقد الملتقى الوطني الثاني للتراث الثقافي غير المادي مساء أمس أولى جلساته المباشرة عن بعد، واضعاً على طاولة النقاش عنصرين من عناصر التراث الثقافي غير المادي في مملكة البحرين، هما الخط العربي وفن العرضة التراثي. وشهد الملتقى حضور المدير العام للثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة ، ومدير إدارة المتاحف والآثار بهيئة الثقافة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة  ومدير إدارة التراث الوطني بالهيئة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة ، إضافة إلى مشاركة عدد من المتخصصين والخبراء والمهتمين.

واستضاف الملتقى كلاً من الخطاط البحريني إبراهيم عبيد للحديث بالتفصيل حول الخط العربي، فيما تحدث كل من المؤلف والشاعر والباحث البحريني الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة والسيد فراس يحيى الذوادي المشرف العام لجمعية رعاية العرضة البحرينية، حول فن العرضة.  وقالت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إن الملتقى الوطني يساهم في حفظ وصون وترويج هوية مملكة البحرين وحضارتها العريقة، موضحة أن الملتقى لقاء يتجدد سنوياً ويتناول أربعة عناصر تراثية غير مادية في كل مرة. وأشارت إلى الدعم الذي حظي به المؤتمر من قبل تلفزيون البحرين، شاكرة له استضافة وبث حلقات خاصة حول الملتقى وأعماله.

من جانبه قال الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة إن الملتقى يعكس التزام مملكة البحرين محلياً ودولياً باتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي، مؤكداً أن الملتقى أعطى الفرصة للباحثين والمتخصصين ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في صون هذ التراث. وقال إن الملتقى الوطني الثاني للتراث الثقافي غير المادي مكّن هيئة الثقافة من التعرف على العديد من المبادرات على مستوى الأفراد والمؤسسات، وهو ما سيعطي الهيئة فرصة دعمها وترويجها بالشكل المناسب.

وفي حديثه، أكد الخطاط البحريني إبراهيم عبيد أن فن الخط العربي يحظى باهتمام مجتمعي ورسمي كبير في العديد من الدول العربية، مشيراً إلى أنه لا خوف على هذا الفن من الاندثار. وأوضح أن التطورات التكنولوجية الحديثة ساهمت في انتشار فنون الخط العربي، على عكس ما كان يواجهه المهتمون بهذا الفن من شح في الموارد التعليمية والأدوات في الماضي. وقال إن هيئة البحرين للثقافة والآثار تحرص باستمرار على حضور أنشطة الخط العربي ضمن برامجها من مواسم سنوية وورش عمل وأنشطة تعليمية.

وانتقالاً إلى فن العرضة التراثي، قال الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة إن العرضة فن عربي أصيل، مشيراً إلى أنه يمارس منذ مئات السنين. وأشار إلى أن العرضة فن كان يقام في مختلف المناسبات الاجتماعية والرسمية، وكان يستخدم كوسيلة للترويج لمكتسبات المجتمعات في المنطقة. وأشار إلى أن حرص القيادة الحكيمة لمملكة البحرين على ممارسة هذا الفن العريق ساهم في تشجيع الأجيال على حبها وممارستها والحفاظ عليها.

وتطرق إلى الفروقات ما بين العرضة البحرينية والعرضة الكويتية والسعودية، مشيراً إلى أن العرضة السعودية تتميز بالقوة والحماسة. وأشار إلى أن شعر العرضة حماسي بامتياز يسعى من خلاله المشاركون في العرضة إلى تمجيد الوطن والعلم وتشجيع الفرسان، وتختلف قصائدها باختلاف أنواعها.

أما فراس الذوادي، فقال إنه مما لا شك فيه أن هناك اهتماماً متزايداً من المجتمع لتعلم فن العرضة، فهي تحظى اليوم بحضور لافت في المناسبات الوطنية والاجتماعية، قائلاً إن جمعية رعاية العرضة البحرينية تقوم بواجبها الوطني وتقدّم للشباب والأجيال الجديدة فرصة تعلم هذا الفن والتعرف عليه. وتمنى أن تكون هناك مبادرات إضافية للحفاط على هذا الجزء الهام من ثقافة وتراث مملكة البحرين.