+A
A-

واشنطن تطبق “آلية الزناد”... وطهران تهدد “برد حاسم”

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه “إذا أرادت الولايات المتحدة ممارسة التنمر وإعادة العقوبات على إيران عمليا، فإن رد إيران سيكون حاسمًا”. وأدلى روحاني بهذه التصريحات خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني أمس الأحد، ردا على تطبيق آلية الزناد من قبل الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم يوضح روحاني ما هي الإجراءات الإيرانية المحتملة في خطابه القصير الذي بثته شبكة الأخبار الإيرانية.

وقدم روحاني شكره لمجلس الأمن الدولي ورحب بموقف الدول الأوروبية بسبب رفض قرار الولايات المتحدة لإعادة العقوبات الأممية.

كما خاطب مجموعة الدول الخمس المتبقية في الاتفاق النووي قائلا “لو أنها التزمت بجميع بنود الاتفاق النووي، فسنعود نحن أيضا إلى جميع الالتزامات الواردة في الاتفاق”.

هذا بينما أعلنت الولايات المتحدة أنه مع تطبيق آلية الزناد أو “سناب باك” دخلت العقوبات على إيران حيز التنفيذ أمس الأحد.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن “رسالة طهران لواشنطن واضحة وهي العودة إلى المجتمع الدولي وتنفيذ التزاماتها والتخلي عن الغطرسة”.

بعد إعلان الولايات المتحدة تفعيل العقوبات الأممية على إيران من جانب واحد، رأى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الولايات المتحدة لم تعد مشاركة في الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحابها منه.

واعتبر أنه لا يمكن بدء عملية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231.

وأكد بوريل مواصلة الالتزام برفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق النووي، وشدد على العمل لضمان الحفاظ على الاتفاق وتنفيذه بالكامل من قبل الجميع.

وكانت الولايات المتحدة فعلت “آلية الزناد” وأعادت جميع العقوبات على إيران، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، السبت، دخول جميع العقوبات الأممية على إيران حيز التنفيذ، مؤكدا الإعلان قريبا عن إجراءات إضافية لتعزيز تنفيذ العقوبات.

وأضاف بومبيو أن واشنطن تتعهد بمعاقبة من يخرق العقوبات على إيران، محذرا من أنه ستكون هناك تداعيات في حال فشل الأمم المتحدة في تطبيق العقوبات.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تعيد فرض العقوبات لممارسة أقصى الضغوط المالية على النظام الإيراني، مشددا على أن الضغوط القصوى على طهران ستتواصل حتى تتوقف عن الفوضى وإراقة الدماء.

ولفت إلى أن إدارة ترامب أدركت دائما أن نظام إيران أكبر تهديد للسلام في العالم، مشيرا إلى أنه بإعادة فرض العقوبات سيكون العالم أكثر أمنا.

وتابع “جهود إيران العنيفة لنشر الثورة قتلت الآلاف ودمرت حياة ملايين الأبرياء”.

وفي 21 أغسطس الماضي، قدم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، طلب واشنطن إلى مجلس الأمن لتفعيل آلية الزناد ضد إيران.

وأدانت وزارة الخارجية الروسية أمس الأحد إعلان الولايات المتحدة أحادي الجانب عن إعادة تفعيل العقوبات الأممية على إيران، مشيرة إلى أن التصريحات الأميركية تفتقد لأساس قانوني.

وأفادت الوزارة في بيان “بحكم طبيعتها، لا يمكن لمبادرات وتحرّكات الولايات المتحدة غير الشرعية أن تحمل عواقب قانونية دولية بالنسبة للبلدان الأخرى”.

“شكوك حول صلاحية إنهاء العقوبات”.

إلى ذلك، تقضي الآلية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي تم اعتماده عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني بالعام 2015 على عودة تلقائية لجميع العقوبات الدولية ضد إيران؛ بسبب انتهاكاتها.

وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي أنه لا يستطيع اتخاذ أي إجراء إزاء إعلان أميركي بإعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران نظرا لوجود “شك” في المسألة.

وقال غوتيريش في رسالة للمجلس إنه يوجد شك بشأن ما إذا كانت العملية قد بدأت بالفعل وما إذا كان إنهاء العقوبات ما يزال ساري المفعول. كما أضاف أنه لا يمكن للأمين العام أن يمضي قدما بوجود تلك الشكوك.

وفي هذا الإطار، أعرب مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت رافانشي عن رفض طهران لإعلان الولايات المتحدة المنفرد بشأن إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.

وفي رسالة لمجلس الأمن، طالب المبعوث المجلس برفض إعلان الولايات المتحدة قائلا إنها تحاول بصورة غير قانونية تفعيل قرار استعادة العقوبات الدولية على إيران.

كما أضاف أن الحق في الشروع في عملية لإعادة قرارات مجلس الأمن محفوظة فقط للدول المشاركة في الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أميركا.

واتهم المبعوث أميركا بتبني استراتيجية تتمثل في خلق تعقيدات قانونية من خلال تقديم تفسيرات تعسفية وحجج قانونية زائفة على حد قوله.