+A
A-

أغلب الممسوسين نساء والسبب ضعف الوازع الديني

- عالجت خمسينيًّا أصابه المس من قبيلة قوامها 70 شخصا

- احذروا المشعوذين والرقية الشرعية لها أهلها

- مشعـوذون ودجالون يتكسبون على “الإنستغرام”

- ثقاة الرقية في البحرين لا يتجاوزون 10 رجال

الشيخ محمد بوقيس، أو كما يٌعرف لدى العامة بأبوأنس هو الأشهر في مواجهة الجان والمردة الذين يتغلغلون في الأجساد البشرية بلا استئذان أو سؤال، محولين حياة هؤلاء الى جحيم، ونار متوقدة من الألم والخوف والحياة المبعثرة.


ولأن الرقية الشرعية هي جزء أصيل من هذا العالم الخفي والغامض ويُصنف بالماورائيات، التقت “البلاد” بوقيس مسلطة الضوء على أهم الجوانب، والجديد في هذا الشأن.

كاريكاتير: طارق البحار
برأيك، هل توجد مخالفات لدى الرقاة الشرعيين كالدجل والتحرش؟
كما سمعت هناك حالات تحدث من بعض الرقاة، ومنهم من لا يقرأ إلا بمبلغ معين يدفع له، وأنصح بتركهم وعدم الذهاب إليهم مجددًا، علمًا بأن هذه السلوكيات هي فردية ولا تُصنف بالظاهرة.
هل تحولت الرقية الشرعية إلى تجارة نصب وابتزاز؟
نعم، إلا من رحم ربي، إذ يتجه البعض الى هذا المضمار للتكسب المالي واستغلال حاجة الناس وجهلهم وخوفهم، خصوصًا أن هذه العوالم غيبية ومن الصعب أن تجد المتخصصين فيها، وأنصح بالتثبت والسؤال عند أهل الاختصاص ذات العقيدة وذات الإخلاص لله تبارك وتعالى، وترك هؤلاء النصابين.
كم عدد الذين يرقون في البحرين؟
الذين اعرفهم شخصيا، وهم ثقات، لا يتجاوزون 10، كلهم رجال.
 ما مواصفات الشخص المؤهل لكي يرقي الآخرين؟
صحة العقيدة، العمل لوجه الله تبارك وتعالى، الاعتقاد الجازم بأن الشافي هو الله، القراءة الجهرية، وهذا ما تعلمته من مشايخي في المدينة المنورة.
ما الفرق بين الرقية المشروعة والمحرمة؟
المشروعة هي القراءة بالقرآن الكريم والدعاء بالسنة النبوية كما رود عن النبي (صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم)، أما المحرمة فهي التي بغير ذلك.
 ما أهم المزايا الشفائية للرقية الشرعية في علاج الحسد والسحر والمس؟
حسب الحالة، نقرأ على المريض آيات السحر وآيات المس من الجان وآيات العين والحسد، وننظر أين يتأثر من تلك الآيات، ونحدد خلالها الأعراض، ثم نبدأ توصيف العلاج المناسب له.
 ما أصعب الحالات التي تواجهكم؟
العين أو الحسد، لسببين الأول عدم معرفة العائن (الحاسد)، فيطول العلاج معه، وعدم التزام المريض بالتوجيهات والتعليمات.
هل هناك تصنيف للجان الذين يسمون البشر؟
الجن مخلوقون قبل البشر ومنهم الصالح والفاسد، الكافر والمسلم، الذكر والأنثى، الجاهل والعالم، وأكثر الحالات التي تمس البشر تصيب الجهلة، كأن يسكب إنسان ماءً حارًّا في مكان ما به جان، فيتلبسه كنوع من الانتقام، أو عن طريق رمي حجر دون البسملة فيصيب بها جان.
 ما أغرب الحالات التي مرت عليك؟
حاله مرت علي قبل 10 سنوات، لرجل عمره 55 عامًا، حيث كانت تأتيه أعراض المس من هيجان وصراخ وبكاء وضحك، فخاطبني الجان من خلاله بصوت رجل كبير بالسن، ثم امرأة عجوز، ثم طفل صغير، ثم بصوت شاب، ثم بصوت رجل بالغ، وهكذا، وعندما سألتهم قالوا لي إن فيه قبيلة قوامها 70 شخصا، فقرأت عليه القرآن فبدأوا يخرجون منه الواحد تلو الآخر.
كم أخذت الفترة العلاجية له من أول لقاء جمعك فيه؟
ساعتان فقط؛ لأن الحالة ناضجة وواضحة. كما كانوا على استعداد للخروج.
هل يمس الذكور أم الأناث أكثر؟ لماذا؟
الإناث. بسبب ضعف الوازع الديني لدى بعضهن، وللجهل في أمور الدين وأخذ التحصينات اللازمة، كالصلوات في أوقاتها مع أذكار أدبار الصلوات وأذكار الصباح والمساء والنوم، وقراءة سورة البقرة كل 3 أيام أو سماعها.
لماذا لا نرى هذا العلم يأخذ مساره المطلوب من الدراسة والإنتاج التلفزي؟
بسبب عدم جدية الموضوع لدى البعض واعتقادهم به، مع أنه واقع حقيقي، وموجود.
هل يمكن للجن أن ينتقموا من الراقي الشرعي؟
نعم بلا شك، شياطين الإنس والجن ينتقمون منه، وهناك قصص كثيرة أضر الجن فيها أهل بيته وأغراضه وخصوصياته، منها إشعال النار فيها، وافتعال كثرة الخصامات بين أهل البيت دون سبب.
هل للمرأة البحرينية تجربة بالرقية الشرعية؟
لا أعلم.
كم نسبة الحالات التي تأتيك؟
مرت علي منذ العام 1988 وحتى الآن 350 الف حالة من جميع الدول والجنسيات، أغلبها كانت بسببها السحر والجن والمس.
ما رأيك بالمشايخ الذين يظهرون في حسابات “الانستغرام” ويعرضون للجمهور تقديم الخدمات المختلفة؟
مشعوذون ودجالون ويدعون أنهم يعالجون بالقرآن وهم ليسوا كذلك، خصوصاً أنهم يأخذون الأموال ويعالجون عن بعد فكيف ذلك؟ أؤكد لك أنهم يتعاملون مع الجان، ولا يعلم الغيب إلا الله.

تنظيـم عمل الرقـاة.. مقتــــــرح بأدراج البرلمـــان

تشريع يضع ضوابط وشروطًا ورخصًا للعاملين

تقدم النائب السابق محمد بوقيس باقتراح برغبة بشأن وضع الحكومة ضوابط وشروطًا تنظيمية ورخصًا للعاملين في مجال الرقية الشرعية على أن تكون الرخصة سنوية قابلة للتجديد، على أن يضع شروط وضوابط المهنة متخصصون في الشريعة الإسلامية.


وبحسب المذكرة الإيضاحية للمقترح، فإن الشكاوى كثرت في الآونة الأخيرة على بعض الأشخاص الذين يستغلون الدين في مجال الرقية الشرعية حتى إنهم لم يستطيعوا أن يفرقوا بين المشعوذ والرقي الشرعي.


ولا توجد ضمن المنظومة التشريعية واللائحية في البحرين أي ضوابط قانونية أو تنظيمية لعمل هؤلاء في هذا المجال على الرغم من خطورته، ولا توجد معايير مادية واضحة في عملهم، ولا مقدار ما يتقاضونه من مبالغ، فالبعض منهم وصل إلى أخذ أكثر من 100 دينار للجلسة الواحدة، مما دفع كثيراً من الناس إلى التعرض للخسائر المادية والانهيارات النفسية.


وبغية تنظيم المهنة وحماية الناس من استغلال ضعاف النفوس للتحايل عليهم، يأتي الاقتراح برغبة بإصدار بطاقة تجدد سنوياً لكل راقٍ شرعي من وزارة العدل والشؤون الإسلامية مثلما يحصل الآن للمأذون الشرعي، مع وضع ضوابط وشروط للمهنة، ووضع عقوبات صارمة بحق المتلاعبين والمتحايلين.


وعلى الرغم من مرور أكثر من 3 سنوات على المقترح، الا أنه لا يزال في الأدراج المغلقة.