+A
A-

“البنوك المفتوحة” تغير قواعد اللعبة بالقطاع المصرفي

- رازي أمين: البنوك المفتوحة ستتيح للشركات تسويق خدماتها المصرفية

- أسامه نصر: القطاع المصرفي سيشهد تنافسًا قويًا

أشار مصرفيون بحرينيون إلى أن اتساع تطبيق “البنوك المفتوحة” في البحرين، التي بدأ مصرف البحرين المركزي فرضها على البنوك منتصف العام الماضي، وبدأت نتائجها تتضح هذا العام، ستغير قواعد اللعبة في القطاع المصرفي على نحو كبير.

وذكر مصرفيان في بنك البحرين الوطني وبنك البحرين الإسلامي، أن الخيار الوحيد أمام البنوك للبقاء هو التحول للخدمات الرقمية، في الوقت الذي أشاروا فيه إلى أن تطبيق “البنوك المفتوحة” سيغير الصناعة المصرفية في المملكة في السنوات المقبلة، التي ستدخل من خلالها شركات ناشئة في مجال تسويق المنتجات وتقديم وتسويق الخدمات المصرفية، الأمر الذي يحجم العهد السابق الذي كانت البنوك فيه هي المخول الوحيد بتقديم هذه الخدمات، إذ سيتركز دورها في الفترة المقبلة على خلق وابتكار المنتجات المصرفية.


وفرضت البحرين منتصف العام الماضي على جميع البنوك إتاحة معلومات زبائنها المصرفية لطرف ثالث يكون مرخص له من غير البنوك، من الشركات الناشئة أو شركات التكنولوجيا؛ بغية تصميم منصات وبرامج تتعلق بتكنولوجيا الخدمات المالية، الأمر الذي سيدعم التحرك السريع نحو ابتكار المنتجات في هذا القطاع من قبل أطراف غير البنوك.


وقال الرئيس التنفيذي للمعلومات في بنك البحرين البحرين الإسلامي أسامة نصر، في ندوة افتراضية على منصة البنك، أن مبادرة “البنوك المفتوحة” هي مبادرة حديثة على مستوى العالم بدأت في بريطانيا مثلًا العام 2017، والبحرين كانت سباقة لدول المنطقة إذ بدأت في 2019.


وأشار بالقول “في البداية كان الإقبال على الخدمات بطيئا، لكن حاليا نرى أن الإقبال كبير على هذه الخدمات، وهذا سيحرك السوق بشكل قوي، ويخلق فرص تنافس قوية”.


وشرح فوائد البنوك المفتوحة بالقول “البنوك بدل أن تركز جزءا من جهدها على التسويق والإعلانات والخدمات والعروض، سيتحول تركيزها على خلق وإطلاق المنتجات، في حين الشركات الناشئة ستحصل على فرصة لتصميم تطبيقات يستخدمها الزبائن ويمكنهم من عرض جمع المنتجات المصرفية في صفحة ومنصة واحدة”.


واستطرد نصر بالقول “ستخلق فرص للبنوك وللشركات الناشئة وتعطي الزبون ميزة اختيار الخدمة المناسبة، ويتحول الزبون ما بين بنك إلى آخر”.


أما رئيس تقنية المعلومات في بنك البحرين الوطني رازي أمين فعلق بالقول “نحن في رحلة تعلم، هناك تحديات تقنية، البنك المركزي كان عازما أن تكون البحرين رائدة في البنوك المفتوحة، الحمد لله مشينا مع هذه الخطة، تعرضنا لبعض الصعوبات، وكان الأمر مثل المغامرة”.


ويؤكد نصر أنه لا خيار أمام البنوك سوى التحول قائلا “الخيار الوحيد للبنوك هو التحول للبنوك رقمية في الفترة المقبلة بصراحة، وهذا الأمر الوحيد الذي يمكن البنوك من الاستمرار في العمل”.


ومضى بالقول “الأهم هو إطلاق أكثر خدمات رقمية يمكن أن يحتاجها الزبائن، إذ يتم تنفيذها بطريقة مناسبة يحبها الزبون، وتتوافر بسهولة وعلى مدار الساعة وفي كل مكان، وتكون هناك سرعة في التجاوب وخدمة العملاء”.


ويشاطر نصر الرأي زميله رازي الذي يشير إلى أن “الجيل القادم هو جيل رقمي يرغب في الحصول على الخدمات وهو في مكانه”.


وتطرق رازي إلى تجربة بنك البحرين الوطني، إذ طبق المرحلة الأولى من “البنوك المفتوحة”، مضيفا “حاليا في المرحلة الأولى نتيح رؤية جميع معاملات الحسابات والمبالغ والقروض الشخصية والقروض، بنكا البحرين الوطني والإسلامي لديهما هذه الخدمة”.


وتابع “المرحلة الثانية ستكون بإنجاز المعاملات بين الحسابات بمختلف البنوك من منصة واحدة، والمراحل الأخرى ستكون الحصول على الخدمات مثل طلب القروض من بنوك أخرى”.


وأوضح رازي “كان هناك تحديا هو لا شركة تستطيع تقديم أية خدمة مصرفية، لكن مع “البنوك المفتوحة” يمكن لشركات “الفنتك” تقديم خدمات مصرفية، مثل القروض، إذ تتيح خيار الإقراض لجميع البنوك، إذ يمكن للزبون الحصول على القرض من خلال شركة غير مصرفية حتى دون الحاجة إلى زيارة أحد فروع البنك”.


ويشرح زميله نصر فوائد هذا التحول بالقول “البنوك سيكون عملها التركيز على خلق منتجات، في حين شركات “الفنتك” تركز على التكنولوجيا والخروج بتطبيقات تلبي حاجات الزبائن (..) البنوك تنفق الكثير للتسويق، البنوك في المستقبل لن تحتاج إلى ذلك “.


ومضى قائلا “في السابق كان الزبون يبحث عن أقرب فرع لمنزله أو عمله لفتح حساب، لكن التحول الرقمي سيلغي هذه العوامل (..)، أعتقد أنه ينبغي أن تكون أكثر من 85 % من الخدمات رقمية”.


ويؤيد رازي ما ذهب إليه زميله نصر قائلًا “أتفق مع كلام نصر، يجب أن تكون معظم المنتجات رقمية أو ستواجه البنوك مشاكل في المستقبل”.


ويشير نصر إلى أن بنك البحرين الإسلامي كان يقدم 80 خدمة إلكترونية، حتى وقت جائحة كورونا، لكن مع تسارع اتجاه الأفراد نحو الحلول الرقمية، دفع البنك لإضافة 10 خدمات مصرفية إضافية لتكون رقمية، إذ كانت ردود الزبائن إيجابية للغاية إزاء هذه الخطوة، إذ إن الجائحة سرعت عملية التحول الرقمي وتقبل الزبائن للخدمات الرقمية.


ويشير رازي “التحدي أصبح أكبر ويجب علينا كبنوك مواكبة هذا التحدي، الجائحة مثلت نقطة دعم كبرى في تسريع التحول الرقمي وإقناع الزبائن باستخدام القنوات الإلكترونية”.


وقال رازي “إن البنوك لاحظت الضغط من قبل مصرف البحرين المركزي لتبني الحلول المصرفية الرقمية، كما أنه هيأ للبنوك الأرضية من أجل تقديم خدمات للزبون عن بُعد دون الحاجة إلى زيارة الفرع، التي كانت من قبل تتطلب الحضور شخصيا.