+A
A-

محلات الخياطة تبتكر أفكارًا إبداعية في زمن “كورونا”

على خلاف الأعوام السابقة، خلت محلات الخياطة من زبائنها في موسمها الذهبي الذي تستند إليه لتغطية مصاريفها طوال العام، فلم تحظَ المحلات بخياطة ملابس العيد ولا أثواب التخرج كما اختفت تماما طلبات ملابس المدارس لكل المراحل. واستبدلت المحلات دفاتر الطلبات بحسابات الديون والمصاريف المتراكمة، “البلاد” استطلعت آراء أصحاب محلات الخياطة واستوضحت الأوضاع التي تعانيها هذه الفئة.

ديون متراكمة

تؤكد زهراء الشيخ صاحبة محل الطيب للخياطة أن ذروة نشاط محلات الخياطة هي أشهر الصيف والفترة الذهبية التي تعتمد عليها المحلات لتسديد مصروفاتها طوال العام، حيث تشمل هذه الفترة حلول العيد وموسم عودة المدارس.

وتتابع خلال هذه الأشهر لم نستلم أي طلب خياطة وتفصيل الزي المدرسي  بسبب أزمة كورونا، في الوقت الذي كنا نستلم خلاله طلبات الخياطة للأزياء المدرسية مع بداية العطلة الصيفية التي يستغلها الأهالي قبل السفر لطلبات الخياطة وتجنب الازدحام وضغط الطلبات. وتضيف كل محاولاتنا باءت بالفشل بجذب الزبائن، فتخفيض الأسعار لفساتين  العيد التي عرضت بأقل من سعر التكلفة لم تحرك ساكنا، فضلا عن موسم عودة المدارس وموسم عيد الأضحى، إذ بلغت خسارتنا بنسبة 100 %.

الاستغناء عن العمال

وتتابع الشيخ أنها تسعى فقط لتسديد الديون والإيجارات المتراكمة وليس الربح، بل تغطية المصاريف ورواتب العمال، موضحة أن دعم تمكين خلال 3 أشهر الأولى من جائحة كورونا ساعد بالقليل، إلا أنها اضطرت إلى الاستغناء عن عمال الخياط بالمحل، متوقعة أن تستغني عن عمال أكثر في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

وتقول إن محال الخياطة بحاجة إلى دعم كباقي القطاعات الأخرى، حيث إنها متضررة والوضع الحالي يدنو من إغلاق كثير من محلات الخياطة المتضررة.

انعدام الطلب

فاطمة حسن صاحبة محل شكة إبرة للخياطة تؤكد أنها لم تستلم أي طلب لخياطة الزي المدرسي حتى الآن بخلاف السنوات الماضية، إذ تكتمل طلبات الخياطة للزي المدرسي وتقفلها منذ بداية العطلة الصيفية.

وتتابع طلبات ملابس عيد الأضحى أقل عادة من طلبات ملابس عيد الفطر إلا أن هذه العام انعدمت تماما وتوقفنا عن خياطة ملابس الأعياد والمدارس لانعدام الطلب عليها كليا. فما واجهنه في عيد الفطر تكرر تماما في عيد الأضحى.

مصاريف متراكمة

وتستكمل: لي في مجال الخياطة 10 سنوات لم أواجه مثل هذا التراجع من قبل كما هو في الوضع الحالي، فأصبح همنا الوحيد أن نستمر ونتجنب الإغلاق، فعليا نحن لا نبحث عن الربح، بل نحاول البقاء والاستمرار لتسديد المصاريف المتراكمة والديون والإيجار ورواتب العمال.

وتؤكد أن الطلب انخفض 100 % على خياطة ملابس العيد كما هو حال الطلب على الأزياء المدرسية لجميع المراحل. فلم تفلح العروض بتخفيض أسعار البيع بقيمة التكلفة لتحفيز الزبائن لشراء البضاعة أو الإقبال على الخياطة.

أفكار منقذة

وتواصل “ورغم الخسارة إلا أنني استخسرت الاستغناء عن العمال الذين دربتهم على يدي، لذلك كان الخيار مفتوحا للبحث عن منتجات جديدة وخلق أفكار إبداعية من أجل الاستمرار لتغطية المصاريف والالتزامات المالية، ومنها إبداع منتجات مختلفة؛ نظرا لتراجع الطلب على الملابس وقلة استهلاكها”. وتستكمل “كانت الفكرة في استغلال الوقت في فترة البقاء في المنازل، فتوجهت إلى التدريب والتعليم عن بُعد فكانت فكرة ورش الخياطة التي لاقت استحسانا وقبولا جيدا، فبدأت بورشة أساسيات الخياطة من ثم ورش التطريز وبعدها ورش الكروشيه وجميعها كانت عن بُعد، وهي أحد أبواب تغطية مصروفات المحل”.

منتجات جديدة

وتضيف “أجبرتنا جائحة كورونا على خلق منتجات جديدة، فاعتمدت على بيع الأقمشة أكثر من السابق بدلا من خياطتها وكذلك اتجهت لخياطة أغطية القدور وأطقم الصلاة وأغطية أقفاص الطيور، وأطقم ملابس النوم للدمى والأطفال والحقائب القماشية، والأكياس متعددة الاستخدامات وماسك الكمامة”.