+A
A-

“الإذاعة” ودور كبير في مسيرة الأغنية البحرينية

لإذاعة البحرين دور كبير ومؤثر في مسيرة الأغنية البحرينية عبر سنوات طويلة ومنذ البدايات، فكانت بمثابة البوابة الواسعة التي انبثق منها نور الأغنية البحرينية وذاع صيت المطرب البحريني الذي وجد كل الدعم والمساندة من القائمين على الإذاعة ومنذ انطلاقتها الأولى، وكما يذكر الباحث الفنان إبراهيم الدوسري في كتابه “ذاكرة الأغنية البحرينية 1895 – 2011 “ في العام 1941 تفتتح إذاعة “التلغراف” في منطقة الحورة بالمنامة إبان الحرب العالمية الثانية، فتقوم الإذاعة باستضافة المطربين البحرينيين لتقديم وصلاتهم الغنائية لأول مرة، من خلال الإذاعة وعلى الهواء مباشرة، فتنطلق من خلالها أصوات بن فارس ومحمد زويد وعبد العزيز بورقبة، ومحمد عیسی علاية، ويبدأ المطربون الشباب في ذلك الوقت من أمثال يوسف فوني وعلي وأحمد خالد، ومحمد راشد الرفاعي، وفرحان بشیر، وعبدالله بوشيخة وعنبر طراز، وعبدالله أحمد في التحرك بحيوية ونشاط لإبراز قدراتهم الفنية الغنائية ومواهبهم في التلحين والغناء والعزف على آلة العود، ويتنافسون فيما بينهم.

ويضيف الدوسري.. وفي العام 1955 يتم افتتاح إذاعة البحرين بالعدلية، فتدعو المطربين كافة لتسجيل وصلاتهم الغنائية الشعبية على الهواء مباشرة، فيسهر الجمهور على أصواتهم وأغانيهم، وبذلك تضيف إذاعة البحرين بإمكاناتها المحدودة في ذلك الوقت، زخما إعلاميا وشهرة للمطربين الشعبيين، فضلا عن تقديم الأجور والمكافآت المالية المحفزة والداعمة لعطائهم الفني؛ بوصفهم رواد الأغنية الحديثة وكان للمرحوم إبراهيم كانو ، أول مدير لإذاعة البحرين ، الدور الكبير في تشجيع المطربين واستقطابهم لتسجيل أغانيهم في الإذاعة.

لقد دأبت إذاعة البحرين منذ بداية إرسالها على احتضان المطربين وهذا ما دفع الكثير منهم الى التفرغ للفن، ولم تكتف إذاعة البحرين بفتح المجال لسائر المطربين الشعبيين، بل فتحت المجال أيضا للفرق الموسيقية، وتزخر مكتبة الإذاعة بتسجيلات عديدة لحفلات أسرة هواة الفن الموسيقية التي تأسست العام 65 وكذلك فرقة الانوار الموسيقية التي تأسست العام 1964 فضلا عن تسجيلات خاصة تمت في استوديو الإذاعة لعديد من مطربي الفرقتين خلال الخمسينات والستينات.

برنامج ركن الأطفال - من اليمين وقوفا بروين زينل، عبدالرحمن عبدالله، عتيق سعيد، لطيفة الحمد، ومن اليمين جلوسا عائشة أحمد، عبدالرحمن عبدالله، علي الكويتي، زهير العبسي، سعيد الحمد، خليفة البنعلي، خميس الشروقي، أحمد الجميري

ويتابع الدوسري ..منذ بداية السبعينات ومواكبة التطور النشاط الموسيقي والغنائي في البحرين بظهور العديد من الفرق الموسيقية، وتوجه مجموعة من المواهب الشابة للدراسة في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، والمعهد العالي للموسيقى بالكويت، وافتتاح أول معهد للموسيقى في البحرين على يد الفنان الراحل جاسم العمران، وتأسيس جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية، كان للإذاعة الدور البارز والمؤثر في متابعة النشاط الموسيقي، وتسليط الضوء على مختلف القضايا الموسيقية والغنائية المحلية والخليجية والعربية، وكان ذلك من خلال البرامج الثقافية الفنية والمقابلات والحوارات مع المغنين والموسيقيين، فكان للإذاعي اللامع سعيد الحمد إسهاماته الواضحة في إعداد وتقديم مجموعة من البرامج الثقافية الفنية ذات العلاقة المباشرة بالأغنية البحرينية الشعبية والحديثة، وكانت هناك إسهامات في هذا الصدد للإذاعي المخضرم راشد المعاودة، وفيصل جمعة، وحمد العامر، ومحمد جمال، وهدى المطاوعة، وعائشة عبداللطيف، وبدرية عبداللطيف، وفوزية محمد، وإبراهيم راشد الدوسري، ويوسف محمد، ويوسف الحمدان، وذلك خلال مشاركتهم في إعداد وتقديم العديد من البرامج التي تستضيف الفنانين البحرينيين في مجال الغناء والموسيقى، وكذلك المواهب الشابة الجديدة، وسائر تلك البرامج كانت تحت إدارة وإخراج فني بديع بفضل المخرجين من أمثال عبدالواحد درویش، ونبيل العلوي، وعبدالرحمن عبدالله مدير الإذاعة السابق، والمرحوم إبراهيم عيسى، ومحمد حسن، وعبدالنبي حسين، ومحمد الجابر، وجميلة بومطيع، والمخرجين الشباب.

الفنان العراقي الكبير حضيري بوعزيز في الاذاعة مع الشاعر الشيخ أحمد الخليفة ومدير الاذاعة إبراهيم كانو وخلفهم المذيع حسن كمال