+A
A-

إجماع على ضرورة التوسع في التحول الرقمي وتطوير مدخلاته

خلصت مجموعة تركيز نظمها المجلس الأعلى للمرأة حول عملية التعليم والعمل عن بعد؛ لقياس تأثيراتها وجدواها على نمط حياة الأسرة البحرينية، إلى أهمية اعتماد آليات وسياسات لتطوير واستدامة عملية التعلم والعمل عن بعد وفق المناهج والتخصصات التي ينطبق عليها هذا النظام التعليمي.

وأكد المشاركون على ضرورة أن تعمل تلك السياسات المستجدة ضمن إطار تنظيمي متكامل لتبادل الخبرات ما بين المؤسسات التعليمية يعتمد على آليات التقييم والقياس وفق منهجيات وجودة عالية لعملية التعليم وربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل والتحول لتخصصات علوم المستقبل، وأن تستحدث آليات جديدة لقياس المهارات التطبيقية ومجالات تقييم التحصيل العلمي لدى الطلبة.

كما أكدت المجموعة ضرورة تقييم البنية التحتية التعليمية بما يتواكب مع التحول الرقمي بما يضمن سهولة واستدامة وصول الطالب للمحتوى الرقمي، مع تدريب الكوادر الأكاديمية والتعليمية على أساليب طرح المواد وحل المشكلات المتوقعة في البرمجيات والأجهزة.

وشارك في الاجتماع الذي رأسته من جانب المجلس عبر تطبيق زووم، القائم بأعمال مساعد الأمين العام الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة، وممثلين عن عدد من المؤسسات الرسمية كمكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ومن الجهات الحكومية والخاصة والأهلية المعنية بالتعليم والتدريب كمجلس التعليم العالي وهيئة جودة التعليم والتدريب ووزارة التربية والتعليم وجامعات ومدارس مختلفة، ونقابة التربويين البحرينية. كما حضر الاجتماع الطالبة زينب إبراهيم، الأولى على المرحلة الإعدادية للعام 2020، وأدارت الفعالية  مستشار التخطيط والتطوير الإستراتيجي في المجلس دنيا أحمد.

وطرح الاجتماع عددا من المواضيع، كتسليط الضوء على الممارسات المتميزة والتحديات التي صاحبت عملية التعلم والعمل عن بعد، وبحث مجالات تطوير منظومة التعليم الذكي والرقمي مثل المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي؛ لتعزيز العملية التعليمية بالتطبيقات المتقدمة، ومناقشة مجالات تدريب وتعزيز قدرات المعلم على إدارة العملية التعليمية عن بعد مع توفير التوجيه والإرشاد الأكاديمي للطلبة، إضافة إلى وضع تصورات أولية حول ماهية التدابير والسياسات لتأسيس منهجية دائمة للتعلم والعمل عن بعد.

تحديات الدراسة عن بعد

الطالبة الكفيفة وصاحبة الهمة العالية زينب إبراهيم استطاعت أن تتصدر لوحة الشرف في الشهادة الإعدادية العامة للعام 2019/2020، بعد أن حصلت على 100 %، وأشارت زينب في حديثها عن تجربة التعليم عن بعد إلى أنها تلقت مساعدة كبيرة جداً من معلماتها في شرح ما يصعب عليها فهمه، كما كانت والدتها إلى جوارها على الدوام لمساعدتها في الأمور التقنية، ورغم إشادتها بتجربة التعليم عن بعد، إلا أن زينب أعربت عن أملها في عودة التعليم العام القادم بطريقته التقليدية كما كان قبل الجائحة، لما يشكله التفاعل المباشر بين الأستاذة والطلبة داخل الفصل الدراسي من أهمية قصوى على التحصيل العلمي.

سير التعليم في ظل الجائحة

الوكيل المساعد للتعليم العام والفني بوزارة التربية والتعليم لطيفة البونوظة قالت إنه رغم أن تطبيق التعليم عن بعد كان اضطراريا في ظل الجائحة التي فاجأت الجميع، إلا أن المسيرة التعليمية تواصلت، مشيرة بشكل خاص إلى تجربة الوزارة في مجال “الفصول الافتراضية” التي جرى اعتمادها في ظل الظروف الراهنة؛ لضمان استمرار العملية التعليمية دون انقطاع، ومنح كل طالب تقييما عادلا بناء على ذلك، مشيرة إلى أن التعليم عن بعد في المدارس البحرينية حقق نجاحا يمكن البناء عليه مستقبلا.

تقييم أنظمة التعليم عن بعد

من جانبها، أشارت المدير العام لمراجعات المؤسسات التعليمية والتدريبية هيا المناعي في هيئة جودة التعليم والتدريب إلى أن الهيئة تعمل على تكريس نظام التعليم عن بعد كإحدى مبادرات تطوير التعليم والتدريب في البحرين، خاصة وأن الإطار الوطني للمؤهلات الذي أُقر في العام 2012 يدعم التعلم مدى الحياة. وقالت إن هيئة جودة التعليم والتدريب بادرت إلى إجراء تقييم شامل لأنظمة التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم والتدريب؛ بهدف التأكد من جودة تلك الأنظمة وتعميم الممارسات الجيدة وتقديم التوصيات لتطوير نظام التعليم عن بعد، وضمان استدامة جودة التعليم في حالة استمرار الاعتماد على هذه الآلية في المرحلة القادمة بشكل أكبر، بالإضافة إلى تطوير أطر المراجعة، وإجراءاتها وآلياتها.

صعوبات تواجه منشآت التدريب

وفي السياق ذاته، قالت المدير العام لمعهد البحرين للتدريب سماح العجاوي  إن منشآت وأكاديميات التدريب واجهت صعوبات أكثر من غيرها بسب الظروف الطارئة التي فرضتها جائحة “كوفيد 19”، ولفتت إلى التحديات التي تواجه المعهد في عمليات التدريب، خصوصا التدريب العملي، مشيرة إلى أنه تم التعويض عن ذلك بالتركيز أكثر على تزويد الطلبة بالمهارات التقنية التي يحتاجونها وتشجيعهم على البحث العملي. وقالت إن هذه التجربة أعطت القائمين على المعهد الثقة في خطواتهم نحو الاعتماد أكثر على التعلم الإلكتروني، وتوفير خيارات أكثر أمام المتعلمين والمتدربين.

راضون عن عملية التحول الإلكتروني

فيما تحدث نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الموارد والمعلومات بجامعة بوليتكنك البحرين الشيخ علي بن عبدالرحمن آل خليفة عن العديد من الخطوات التي قامت بها بوليتكنك من بينها تقييم وضعها الإلكتروني خصوصا بعد اعتمادها نظام الحوسبة السحابية مع أمازون، وإلى استبانة قامت بها الجامعة أظهر رضا الطلبة بشكل عام عن عملية التحول الإلكتروني. وقال إن الجامعة قامت بتدريب المدرسين والطلبة على عملية التحول الإلكتروني في التعليم، مؤكدا أن إشراك الجميع في هذه العملية مثل أعضاء الهيئتين التعليمية والأكاديمية ومجلس الطلبة مهم جدا في نجاحها، مع أهمية تطوير المحتوى التعليمي ليوائم متطلبات التعليم الإلكتروني.

سرعة دمج الخريجين

رئيس قسم العمارة والتصميم الداخلي بجامعة البحرين الشيخة هيفاء بنت إبراهيم آل خليفة تحدثت من جانبها عن التحديات التي تواجه الكليات التطبيقية - التي يقوم جانب كثير من عملها على التدريب العملي - بسبب جائحة “كوفيد 19”، مشيرة إلى أن سرعة دمج الخريجين في سوق العمل يتوقف إلى حد كبير على مدى إتقانهم الممارسات العملية في اختصاصهم.

كما أشارت إلى الصعوبات التي يواجهها القائمون على العملية التعليمية في عملية تقييم مشروعات الطلبة، لافتة إلى أنه لا يمكن مواصلة الاعتماد على نظريات التقييم التقليدية في ظل الظروف الراهنة.

تمكين 200 طالب من اختباراتهم عن بعد 

كما تحدثت رئيس قسم الجيومعلوماتية بجامعة الخليج العربي صباح الجنيد  عن تجربة الجامعة في تمكين نحو 200 طالب من الدراسين في السنة الأولى بكلية الطب والعلوم الطبية من أداء اختباراتهم عن بعد في إحدى المواد، خصوصا وأن عددا منهم مقيم خارج البحرين في دول خليجية، وشرحت عوامل نجاح هذه التجربة، ومن بينها اختيار البرامج الحاسوبية الموثوقة عالميا وتهيئتها لتناسب أوضاع واحتياجات التخصصات الطبية والتقنية والتربوية التي تقدمها الجامعة، وتمكين أعضاء هيئة التدريس والطلبة من مهارات استخدام هذه البرامج.

صعوبات في الجانب العملي 

غفران جاسم، محاضر أول بطب الأسرة في الكلية الملكية للجراحين تحدثت عن صعوبات تدريب الطب عن بعد، خصوصا وأن هذا النوع من الدراسة يتضمن الكثير من الجانب العملي للطلاب في سنواتهم الدراسية الأخيرة من خلال التدريب في المستشفيات والنقاشات المباشرة مع الأستاذة الأطباء.