+A
A-

هل أثر غياب الخطاب الديني في توجيه الجماهير؟

الشيخ أنس بوهندي: بصراحة... هذه هي أسباب الاستهتار

الشيخ ماجد الماجد: نحتاج إلى “إعادة تموضع”

 

على حد سواء، بالنسبة للمواطنين أم المقيمين، فإن للخطاب الديني أثره الكبير في توجيه الجماهير، وفي الأزمات والمحن، فإن دور العبادة تقوم بمهمة كبيرة دون شك، فهل أثر غياب الخطاب الديني في توجيه الجماهير؟

يرى البعض أن فئات كبيرة من المستهترين في المجتمع، من المواطنين أم من الوافدين، لا يؤثر فيهم الوعظ إلا أن هناك بالمقابل شريحة لا يستهان بها تنصاع للخطب الدينية في الجوامع والمساجد، لا سيما خطب الجمعة والمحاضرات قبل أو بعد صلوات الجماعة، والبرامج الوعظية والقراءة في الحسينيات، ويصبح ذلك الخطاب بالنسبة لها بمثابة “قوة ردع وتوجيه في آن واحد”، فيما يرى البعض الآخر أن الغالبية العظمى من الوافدين الذين يعتبرون “مصدر عدوى كورونا الخطير”، كان بالإمكان تقويم استهتارهم بالخطاب الديني، إلا أن إغلاق المساجد الجوامع يعتبر من الخطوات المهمة لمنع انتشار العدوى بصورة أكبر.

غياب الخطباء والجمهور معًا

يرى الشيخ ماجد الماجد أنه في ظل غياب شريحة مهمة في المجتمع وهم الخطباء والوعاظ وأئمة المساجد، وأيضًا خلو المساجد والجوامع والحسينيات خصوصًا في المناسبات المتعددة سواء في الأفراح والأحزان وغياب الجمهور عن هذا الوسط، فقد ظهر أثر هذا الغياب بلا ريب، أما كيف نقيم أثر ذلك الغياب، فهذا يحتاج إلى قراءة متأنية، ويستدرك ليقول:”ولكن في اعتقادي أن غياب الجانبين: سواء الجمهور أو الخطباء والوعاظ وأئمة المساجد، هو غياب مؤثر، فالجماهير طيلة هذه الأزمنة تتأثر بالإلقاء والاستماع المباشر، أما مسألة استخدام الفضاء الإلكتروني فقد أصبح من قبيل الكماليات وليس للتعلم واستماع الموعظة والإرشاد، وإن كانت النسبة تختلف من موقع إلى موقع آخر.

الحاجة إلى إعادة تموضع

وعلى ضوء ذلك، فإن هذا الغياب مؤثر، وبحاجة إلى أن نتأقلم مع الوضع الجديد والعودة إلى المساجد والجوامع والحسينيات مع أخذ الاحترازات والاحتياطات، فالغياب في الوقت الراهن هو عن دور العبادة، أما جميعنا كعوائل وأفراد وجماعات وفئات، فإننا نتحرك في كل المواقع مع أخذ الاحتياطات ولنا تواجدنا في مواقع كثيرة وإدارة أعمالنا إلا في بعض الجوانب المتوقفة، وبشكل عام فالأسواق والمجمعات فيها تواجد، ما يعني حاجتنا إلى إعادة تموضع من أجل إعادة الروح في المجتمع معتاد على بث الروح الدينية والوعظية والإرشاد والتوجيه والتنبيه سواء في الأفراح أو الأحزان كما قلت، أو في صلوات الجمعة وفي أنشطة المساجد، فالمجتمع في حاجة لهذا التوجيه، ونعود بعون الله بعد أن تنكشف هذه الغمة وينزاح هذا الوباء والبلاء.

ويختتم بالقول.. اليوم لو أجرينا استبيانًا في السوشال ميديا، فكم من المستمعين الذين يتابعون الوعظ والإرشاد مع وجود العديد من الخطباء والمشايخ في الفضاء الإلكتروني لكن كم يتابعهم؟ وما هو حجم التواصل معهم وهذا شيء مؤلم؟.

إيجابيات من “الجائحة”

ولأن الظروف الاستثنائية التي تعيشها مملكة البحرين مع باقي دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، الذي أدى إلى غلق كافة المساجد ودور العباد والتجمعات العامة والخاصة، فإن الشيخ أنس بوهندي يقول.. نستطيع أن نستخرج من هذه الجائحة العديد من الأمور الإيجابية التي ساهمت بشكل كبير للحد من انتشار هذا الوباء، منها أن قناة البحرين الفضائية والقنوات الأخرى ساهمت بشكل إيجابي لتوجيه أفراد المجتمع إلى التقيد بالارشادات التي تساهم في الحد من انتشار الوباء، أضف إلى ذلك أن المنصات الإعلامية المختلفة في برامج التواصل الاجتماعية، فتحت المجال إلى الدعاة والمشايخ والوعاظ لنشر الدروس والمواعظ والإرشادات والمحاضرات الدينية، للمساعدة في توجيه أفراد المجتمع التقيد بالإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة، ثم الحملات التوعوية والتفتيشية التي يقوم فيها فريق البحرين رسخت المفاهيم المراد إيصالها إلى المواطنين والمقيمين.

ومن بين تلك الجوانب أيضًا إسهام مشاهير السوشيل ميديا بشكل إيجابي في ترسيخ المفاهيم التوعوية مع الجهات المختصة، ولدينا أيضًا النشرات التوعوية التي تنشرها الجهات المختصة لتوعية أفراد المجتمع من خطورة تلك التجمعات، وكذلك المؤتمر الصحفي الذي يعقد بشكل دوري لفريق البحرين ساهم بشكل كبير، إيصال المعلومات الضرورية التي يحتاج التنبه عليها لأفراد المجتمع.

إذن، استطاعت البحرين – كما يقول الشيخ بوهندي - أن تسبق الدول المتقدمة من اطلاق تطبيق (مجتمع واعي) للحد من إنتشار فيروس كورونا، وكافة أفراد المجتمع استطاعوا من استعمال التطبيق بيسر وسهولة لمعرفة المعلومات الضرورية المتعلقة بفيروس كورونا، وجاءت مساهم بعض الجمعيات الخيرية مع الحملة الوطنية لترسيخ مفهوم الوقاية من انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى مساهمتهم لتخفيف العبء لدى الكثير من أفراد المجتمع، وتوزيع الوجبات والمواد الضرورية على المستحقين، ساهم لتخفيف الزحام الذي يحصل عادة داخل الأسواق والمجمعات التجارية وعند المطاعم، ومشاركة عدد كبير من المتطوعين مع فريق البحرين، ساهم بشكل إيجابي إلى روح الانتماء للوطن، بالاضافة إلى المساهمة بتعقيم المناطق المهمة والضرورية بكافة محافظات المملكة.

أسباب الاستهتار... نقاط صريحة

وفيما يتعلق بأهم أسباب الاستهتار الذي نلاحظه لدى الكثير من أفراد المجتمع، فيعدد بوهندي عدة نقاط منها العمالة الوافدة وغير المتعلمة وغير النظامية، وخاصة الذين يسكنون في المناطق التي يقطنها المواطنين، وعدم تقيد أرباب العمل بالشروط الأساسية لسكن العمال، ساهم بخروج العمالة إلى الأسواق والطرقات، في الأوقات التي يخشون فيها حضور فرق التفتيش الحكومية لأماكن سكناهم، وعدم مساهمة السفارات الأجنبية التي يوجد فيها نسبة كبيرة من العمالة في البحرين بالشكل المطلوب، لترسيخ مفهوم الوقاية والحماية من هذا الوباء.

غياب الأندية والمراكز الشبابية

ويلفت إلى أن مشاركة الأندية والمراكز الشبابية ليست بالشكل المطلوب لتوعية فئة الشباب، إلى ضرورة التقيد بالإرشادات الصحية والتنبيه على خطورة التجمعات، وعدم أخذ المبادرة باطلاق منصات إعلامية شبابية تستطيع من خلالها ملئ فراغ الشباب وإيجاد بدائل إيجابية يقضون فيها أوقات فراغهم، فيما لا يزال يغلب على فئة الشباب اللقاءات والتجمعات غير الضرورية وغير الهادفة، وأيضًا، لم يساهم أولياء الأمور توجيه الأبناء بالشكل المطلوب، الأمر الذي ساهم بشكل كبير إلى ذهابهم لخارج المنزل وخاصة في أوقات الذروة.

تبدو المسألة هنا مهمة، وهي أن بعض الأبناء أصبحت لديهم سمة أساسية لشراء بعض الأمور غير الضرورية بشكل شبه يومي، وقد لاحظنا بعضهم أحياناً يذهب من مدينة المحرق إلى مدينة الرفاع من أجل شراء كأس قهوة أو لقاء صديق أو غير ذلك! فقط من أجل الخروج من المنزل.

وزارة التجارة مقصرة

ويرى بوهندي أن وزارة التجارة لم تقم بالدور المطلوب مع بعض أماكن التسوق المختلفة لتوجيههم بعدم إجراء التنزيلات الكبيرة على المواد الأساسية أو غير الأساسية، ساهم بشكل كبير إلى توافد الكثير من أفراد المجتمع بهدف شراء السلع المخفضة، مع تأكيد ضرورة تكثيف الحملات التفتيشية للتأكد من التزام افراد المجتمع بالإرشادات الوقائية داخل الأسواق والمجمعات التجارية، وعدم التساهل مع المستهترين والمخالفين.

ويؤيد بوهندي إلغاء نظام العمل المرن للعمالة المخالفة! وعدم التهاون مع أصحاب العمل المتسترين والعمالة المخالفة، وتخصيص مناطق لسكن العزاب من العمالة الوافدة في أطراف المدن، ونقل سكن العمالة المشتركة إلى خارج المناطق التي يسكنها المواطنين بشكل تدريجي ووضع جدول زمني يؤكد خلو مناطق سكن المواطنين من العمالة العازبة.