+A
A-

جاسم محمد يكشف معاناته مع “كورونا”

كشف المدرب الوطني اللاعب الدولي السابق لكرة القدم جاسم محمد عن معاناته العصيبة مع فيروس كورونا على مدى 20 يوما بعد أن تماثل للشفاء أخيرا، موجها رسالة تحذير لكل مواطن للالتزام بالتباعد الاجتماعي حماية لنفسه وأسرته ووطنه.

وذكر محمد لـ “البلاد سبورت” أنه أصيب بالعدوى عن طريق ابنه من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بتاريخ 6 يونيو الماضي عندما تم عزله في إحدى غرف المنزل وكان مضطرا لأن يكون إلى جانبه معظم الوقت مع الالتزام بالإجراءات الوقائية كارتداء “الكمامات” و ”القفازات”، إلا أن فيروس كورونا كان أقوى من جميع تلك الاحترازات عندما أظهرت الفحوصات التي أجريت له بتاريخ 8 يونيو إيجابية العينة.

ونظراً لتراجع حالته الصحية اضطر لمراجعة المستشفى وتقرر نقله على الفور لمركز جدحفص الصحي وأجري له تخطيط قلب وقياس مستوى الأوكسجين وتبين إصابته بالتهاب في الصدر؛ ليقرر الأطباء فيما بعج نقله إلى المستشفى العسكري بتاريخ 15 يونيو ووضعه بقسم العناية الخاصة ليكون تحت المراقبة.

وبدأت رحلة المعاناة للمدرب جاسم محمد في المستشفى العسكري بعد تدهور صحته مضيفا بالقول (الفيروس “لعب فيني لعب”.. جسم منهك، نقص في الأوكسجين، الأدوية والسيلان لا يفارقني، لا أستطيع الأكل أو الشرب والوقوف.. تعب وإرهاق حاد.. أنام وأستيقظ دون وعي أو قدرة وليست لدي طاقة للإجابة على الهاتف.. بكل بساطة.. المرض يشعرك بأنك إنسان ضعيف ضعيف للغاية.. وهي أعراض ومضاعفات تصيب أشخاصا وقد لا تصيب آخرين، ولكنها قد تؤدي إلى الوفاة خصوصا بالنسبة لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.. لقد كنت تحت رحمة الله، وكتب الله لي عمرا جديدا بعد الشفاء، وينبغي على كل إنسان في مثل هذه الحالة أن يكون قويا ومؤمنا بالله...”.

وذكر محمد أنه عاش لحظات مؤلمة وأجواء عصيبة ومخيفة في رحلة العلاج، فقد شهد عدد من حالات الوفاة بسبب كورونا أمام عينيه، وودع العديد من الأصدقاء الذين زاملهم وجاورهم في المستشفى أثناء فترة العلاج، مضيفا عن ذلك الأمر “في كل يوم تسمع وفاة شخص كان معك في المستشفى أو بالقرب منك.. إنها أخبار تعرضك للأذى النفسي.. ولغاية خروجي من المستشفى تصلني أنباء وفاة أشخاص كانوا معي من بينهم علي الشويخ من قرية باربار الذي رأيته قبل خروجي من المستشفى بأيام عدة وهو يهم للوضوء لصلاة الفجر، وكان معي رجل مسن وابنه بنفس المستشفى، الأخير تعافى من المرض وخرج من المستشفى واتصل لي قبل عدة أيام وأخبرني بوفاة أبيه”.

ويضيف “من قوة الفيروس أنه أثر على ركبتي.. تخيل أنني أجريت عملية في الركبة قبل نحو 20 سنة والفيروس أعاد لي تلك الآلام وجلب لي المستشفى دكتور عظام، وخلال 3 أسابيع فقدت 13 كيلوغراما من وزني...”.

ووجه جاسم محمد رسالة إلى كل المواطنين وبالأخص فئة الشباب طالبهم فيها بالالتزام بتعليمات التباعد الاجتماعي والحرص على عدم التجمع والبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للحالات الضرورية.

وأضاف “يجب أن يدرك الجميع خصوصا فئة الشباب أن الفيروس خطير جدا جدا؛ لأنه قادر على الفتك بكبار السن بسرعة، وفي البحرين لا يوجد منزل لا يخلو من فئة كبار السن من الآباء والأمهات حفظهم الله جميعا.. الشباب قد يتعافون من المرض وقد يفتك بهم أيضا في حال إصابتهم بأمراض كالسكري والضغط... يجب أن يتذكر الجميع أن المريض سيكون بعيدا عن أهله ولا يمكن زيارته، وهي حالة نفسية صعبة وقاسية على المريض وأهله، وعندما يصاب أحد من أهلك فقد لا تتمكن من رؤيته مرة أخرى ومن الصعوبة التواصل معه، ومن هنا أحذر الجميع من الاستهتار وأؤكد أهمية الالتزام بالتعليمات الصحية قدر الإمكان لنحافظ على سلامة الجميع”.

وأشاد جاسم محمد بالطواقم الطبية التي تعمل في الصفوف الأمامية لمواجهة كورونا، وعلى الرغم من كل ما في تجربة الكورونا من مصاعب ومعاناة نفسية وجسدية، إلا أنه يقول إنها لا تخلو من الإيجابيات في ظل المشاعر النبيلة والطيبة ودعاء أهل البحرين له وتواصل الجميع معه سواء من الأهل أو الأصدقاء والزملاء وكل الأسرة الرياضية.