+A
A-

البحرينيون يتدفقون على المنتجعات وباقات تحطم الأسعار

منتجعات تتفاجأ بمستوى الإقبال ولكن الدخل متواضع

المطاعم لا تزال مغلقة وهي تشكل 30 % من مستوى الدخل

ارتفاع الطلب على الشاليهات ومشروعات الجزر

 

رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع السياحة والفنادق، وهو القطاع الأكثر تضررا من وباء كورونا، إلا أن المنتجعات السياحية تقف على جروحها لتقدم باقات للبحرينيين بأسعار لم تشهدها من قبل.

وقد بلغت أسعار الفلل للعوائل مع بركة سباحة خاصة ومرافق داخلية نحو 100 دينار إلى 160 دينارا مقارنة بأسعار كانت تصل إلى 350 دينارا في صيف العام الماضي.

وبدأت المنتجعات بقليل الأسعار لتراعي مستوى دخل البحرينيين والمقيمين، وهم يعتبرون الزبائن الرئيسيين في هذه المنتجعات ليحلوا محل الخليجيين الذين كانوا هم الزبائن الأساسيين للمنتجات في مواسم الصيف قبل تفشي جائحة كورونا.

وأشار الرئيس التنفيذي لمنتجع العرين، عيسى فقيه، إلى أن الفندق  يشهد هذا العام زيادة في نسبة الحجوازات من البحرينيين والمقيمين مع عدم التوجه للسفر خارج المملكة، موضحا أنه في الأعوام السابقة كانت نسب الإشغال للمنتجع تصل إلى 100 % وكانت الأسعار تتراوح بحدود 350 دينارا للفيلا الواحدة والتي تتضمن مختلف المرافق.

وأوضح أن المنتجع خفض الأسعار من نحو 350 دينارا إلى قرابة 166 دينارا، لفيلا تحتوي على بركة سباحة وجاكوزي ومرافق فاخرة لفئة الخمس نجوم.

وأضاف أن نسب الإشغال حاليا تصل إلى 60 %، وهي تظل أقل من العام الماضي، لكن البحرينيين ساهموا في تعويض جزء من النقص في السياح الخليجيين.

وتابع “في هذا العام يعيش قطاع الضيافة والفنادق أوضاعا صعبة، في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي والإغلاق تحسبا لجائحة كورونا، إذ تعد السياحة الداخلية متنفسا ضيقا لتستطيع الفنادق والمنتجعات من تغطية ولو جزء بسيط من التكاليف التشغيلية”.

واقترح فقيه أن يتم السماح بافتتاح جزئي للمطاعم في الفنادق لساكني الفندق مع ضمان إجراءات التباعد الاجتماعي، وهو أمر سيساعد الفنادق والمنتجعات “مثلا لدينا مطعم ياباني كان الكثير من الزوار يقبلون على الفندق للاسمتاع بتجربة هذا المطعم الذي يوفر أشهى أطباق السوشي”. واستطرد الفقير بالقول “قمنا بتصميم باقات للعائلات تشمل اختيارات للشواء أو الفطور وذلك لجذب العوائل البحرينية أو الجاليات المقيمة”.

وأوضح أن إغلاق نشاط المطاعم أثر بشكل كبير على مستوى الدخل في المنتجعات والفنادق، إذ اقتصرت أنشطتها على خدمات التوصيل، مؤكدا أن إدارة المنتجع اتخذت عدد من الإجراءات الاحترازية مثل قياس درجة الحرارة وتعقيم الغرف قبل تسليمها لنزلاء جدد بحيث يكون هناك فترة زمنيه قبل انتقال نزيل جديد للفيلا.

وبدأت طلبات البحرينيين تزداد منذ شهر مايو الماضي، وهي في ارتفاع مطرد، حيث قال فقيه “أعتقد أن الكثير من البحرينيين اكتشفوا أن هناك الكثير من الأماكن والمنتجعات في البحرين التي توفر خيارات لقضاء أوقات هادئة والاستجمام، فالخيارات متعددة، ونرى مشروعات سياحية عديدة تقوم بها الحكومة مثل بلاج الجزائر وعدد من المنتجعات الخاصة في المنطقة الجنوبية إلى جانب مشروعات الجزر كلها تزيد من  الخيارات”.

وبخصوص وضع قطاع الضيافة، أشار إلى أن هناك خسائر كبيرة في القطاع، وهي خسائر تحتاج فترة طويلة لتغطيتها.

من جانبه، قال مدير منتجع “دراجون”، وهو أحد المنتجعات الفاخرة في جزر أمواج، فيصل الفقير، إن إدارة الفندق تفاجأت بحجم الطلب من قبل البحرينيين والمقيمين على الفلل وخدمات المنتجع، فالآن الطلب كبير جدا.

وقال الفقير “لم نكن نتوقع أن نصل لنسبة إشغال كبيرة من الظروف الحالية والإجراءات الاحترازية، فنسبة الإشغال في نهاية الأسبوع قد تصل إلى 80 %”.

ومع وجود 17 شاليه و5 فلل خاصة، فإن طلبات الحجوزات تصل لأسابيع لبعض المرافق في منتجع “دراجون”.

ويقول الفقير “في السنوات الماضية كانت الأسعار تتراوح من 150 إلى 300 دينار لليلة الواحدة، لكن الآن وضعنا أسعار تحفيزية لنحو 100 دينار للفيلا”.

كما خفضت إدارة الفندق أسعار الغرف من 55 دينارا للغرفة لتكون 30 دينارا لتشمل خدمات إضافية كذلك مثل الغداء أو العشاء.

وأشار إلى أنه رغم وجود نسبة إشغال كبيرة، لكن مع مستويات الاسعار الحالية، فإن المنتجع يغطي فقط بعض التكاليف التشغيلية ولا يصل الى  مستوى الربحية، ففي السنوات الماضية كان الاعتماد على الخليجيين لبلوغ دخل أعلى، حيث كان دخل الشاليهات والفلل أعلى بكثير من الآن.

ويضيف الفقير أن أكثر من 30 % من دخل الفنادق والمنتجات يأتي من المطاعم، وأن أغلاق المطاعم أثر بشكل كبير على مستوى الدخل، حيث عادة ترغب العائلة في “تغيير جو” والحصول على خدمات صحية ومطاعم ليكون هناك تجربة مختلفة عن المنزل، وهو ما يشكل دخلا إضافيا للفندق أو المنتجع.

من جانبه، أشار مدير شركة الفرصة للعقارات جواد عبدالله، والذي ينشط في مشروعات الجزر مثل أمواج ودلمونيا وديار المحرق،  إلى أن هناك زيادة في أسعار العقارات في مشروعات الجزر، موضحا  أن عدم وجود توجه للسفر إلى الخارج هذا الصيف جعل الكثير من الناس تفكر في شراء الشاليهات مما رفع الإقبال عليها.

وبين أن الإقبال على عقود التأجير السنوي للشاليهات ارتفع بنسة 30 % تقريبا، مضيفا أن هناك توجها بشكل عام للاستثمار في مشروعات الجزر أو العقارات القريبة من البحر.