+A
A-

طلبات عضوية اتحاد الكرة... والطريق الصعب

يتيح اتحاد الكرة المجال للأندية التقدم بطلب نيل العضوية وفق شروط ومعايير صارمة؛ لضمان عدم انقطاع النادي عن مزاولة اللعبة والالتزام بالمعايير المحددة للمشاركة في المسابقات بشكل اعتيادي ومنتظم.

وبعد 3 أشهر من تصديق رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة على تعديلات طلب العضوية، أبدت أندية محلية رغبتها في الانضمام إلى الأسرة الكروية، يتقدمها نادي أم الحصم، وبوري وعالي واتحاد الريف، وطلبات هذه الأندية قيد الدراسة حتى الآن.

لكن الانضمام إلى الأسرة الكروية ليس بهذه السهولة على الإطلاق؛ إذ ينتظرها مسار طويل تتخلله العديد من المحطات الصعبة، والمتمثلة في توفير متطلبات أساسية مثل ملعب قانوني ملحق بمرافق خدمية، فضلا عن أهمية استقرار الوضع المادي والإداري للنادي، وإضافة إلى ذلك كله إقناع مجلس إدارة اتحاد الكرة جمعيته العمومية بالموافقة على جدوى منح العضوية لعضو وافد.

وتهدف هذه المتطلبات إلى التأكد من مقدرة النادي الوافد على تسيير نشاطه الكروي بصورة منتظمة على مختلف الفئات العمرية والفريق الأول، وعدم الانسحاب أو التوقف في منتصف الطريق، وبالتالي التسبب في خلط أوراق المسابقات المبرمجة وفق جدول زمني وتوزيع مسبق.

ولعل العقبة الأكبر، التي تواجه الأندية المتقدمة بطلب العضوية في اتحاد الكرة، هي إثبات قوة رصيدها البنكي، وقدرتها على ضخ المال في شرايين الجهاز الكروي الذي سيتم تشكيله لإدارة اللعبة، فضلا عن استكمال البنى التحتية المتمثلة في وجود ملعب معتمد وفق معايير دولية، مع مرافقه الخدمية من دورات مياه وغرف تبديل ملابس تكون صالحة للاستخدام في المباريات الرسمية.

غير أن المشكلة لا تكمن في هذا الجانب فحسب، إذ على النادي المتقدم بطلب العضوية، أن يكون نفسه طويلاً، للصبر على اجتياز مدة قد تفوق الأربع سنوات بعضوية “انتساب” في حال الموافقة على طلبه، ولا يتمتع خلال هذه الفترة بحق التصويت في الانتخابات ولا نيل الامتيازات الكاملة التي يقدمها الاتحاد لأعضائه الدائمين.

وكما هو معروف، فإن التكلفة المادية لتسيير نشاط كرة القدم يتطلب ميزانية مالية ضخمة، لتجهيز الفرق بالملابس والمعدات، فضلا عن رواتب الطواقم الفنية والإدارية واللاعبين، فالانتظام في المسابقات الرسمية يعني ببساطة توفير الحد الأدنى من درجات الاحترافية.

ولكن الأندية الأربعة المتقدمة بطلب الانضمام إلى عضوية اتحاد الكرة، أمامها وقت طويل لتستكمل ملفاتها وأوراق اعتمادها، فالموسم الكروي المقبل سيقام بنظام استثنائي أطلق عليه مسمى الدوري المفتوح، ما يعني أن الانتظام في مسابقات اتحاد الكرة الاعتيادية سيكون بعد عامين على أقل تقدير.

لكن السؤال الأكثر جدلية في هذا كله هو، هل انضمام مزيد من الأندية إلى أسرة الكرة البالغ عددها 19 ناديا، أمر مجد إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الأندية الحالية تعاني من هزالة المستويات الفنية رغم خبراتها وقدراتها المالية التي تفوق الأندية الأربعة المتقدمة بطلبات العضوية؟!