+A
A-

القصابون عبر الـ “البلاد”: شكرًا سمو الأمير خليفة بن سلمان

استمرار حجز الحسابات يراكم الغرامات

“الجائحة” أضرّت بمبيعات السوق 70 %

كبار القصابين بلا “تقاعد” وشروط “التأمينات” لا تناسب أعمارهم

دعوة لتأسيس شركة للقصابين بمساهمة الدولة لمواجهة تحديات السوق

 

أشاد قصابو سوق المنامة المركزي للحوم بتوجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، إلى إعادة جدولة المستحقات المالية لدى الوزارة على بعض القصابين في سوق المنامة المركزية وسوق جد حفص.

وعبّر القصابون في استطلاع ميداني أجرته “البلاد” من داخل السوق عن عميق شكرهم وامتنانهم لسموه؛ لحرصه الدائم على متابعة قضايا وهموم المواطنين، وتوجيه المسؤولين إلى معالجتها بسرعة، بالشكل الذي يلبي تطلعاتهم، وهو ما جسّدته استجابة سموه لاحتياجات القصابين، في العمل على معالجة مشكلة تراكم مديونياتهم نتيجة الظروف الاستثنائية الراهنة التي تمر بها السوق والاقتصاد بشكل عام.

ودعا القصابون الجهات المختصة إلى الإسراع في تلبية توجيهات سموه، والتي تتطلب رفع الحجز عن حساباتهم المتوقفة بسبب تراكم الديون، بما يمنع تحميلهم المزيد من الغرامات الناتجة عن أي تأخير في إجراء المعاملات المتعلقة بالسجل التجاري ورخص العمال وغيرها.

هزّات السوق

من جهته، عبر القصاب مجيد الحليبي عن جزيل شكره وامتنانه لسموه على التوجيهات الكريمة التي جاءت مستجيبة لتطلعات القصابين ومراعية للظروف الصعبة التي تمر بها السوق.

وأكد ضرورة إسراع الجهات المعنية في تنفيذ هذه التوجيهات، والتي تستلزم بإزائها رفع الحجز عن حساباتهم نتيجة تراكم المديونيات، والتي أدت من جهة أخرى إلى تحملهم عدداً من الغرامات، عن بعض المعاملات كتجديد السجلات ورخص العمال والتأمينات وغيرها، والتي يتوقف أداؤها على كون حساباتهم مفتوحة.

وقال إن توجيهات سمو رئيس الوزراء أثلجت صدور القصابين ونثرت البهجة بينهم، وهو ليس بغريب على سموه الذي يحرص أشد الحرص على تحسّس هموم المواطنين وتلبية احتياجاتهم، لضمان تمتعهم بالحياة الكريمة، والحفاظ على أصحاب المهنة من المواطنين.

وأشار إلى أن مبادرة سموه نهج عمل للمسؤولين لدفعهم نحو تلمس احتياجات القصابين والجلوس معهم للتعرف على ما يواجهونه من تحديات تعرقل ازدهار مهنتهم، كبحث إمكانية إسقاط الديون والغرامات التي أرهقت كاهل أصحاب المهنة، كجزء من الدعم المقدم للمواطنين لمواجهة تداعيات جائحة كورونا (كوفيد 19)، حيث إن الكثير من أصحاب المهنة غير مسجلين على نظام التأمينات الاجتماعية، مما حرمهم الاستفادة من حزمة الدعم الذي قدمتها الدولة.

ولفت إلى أن تراكم المديونيات تسببت في عرقلة عمل القصابين، نتيجة إغلاق حساباتهم لدى أمانة العاصمة، مما أعاق تجديد رخص العمالة، وترتبت عليها غرامات، وعليه فإن توجيهات سمو رئيس الوزراء بإعادة جدولة المديونيات أو بحث إمكانية إسقاطها سيساهم في تعديل أوضاعهم القانونية وقدرتهم على الاستمرار في تقديم خدماتهم بالشكل المناسب.

وبين أن السوق تعرضت خلال السنوات الماضية إلى عدد من الهزات التي أثرت على مبيعاتها، وخفضت منها بنسبة تصل إلى 70 %، منذ رفع الدعم عن اللحوم، وتلتها فترة صيانة السوق، ثم جائحة كورونا التي أضرّت كثيرًا بمعدل المبيعات.

ودعا إلى تأسيس شركة للقصابين القدامى بمساهمة من الدولة، تمكن القصابين من مواكبة التطور الذي تشهده هذه المهنة، واستمرار توجيه دعم الرسوم البلدية والكهرباء حتى انجلاء الجائحة.

وذكر أن معدل ارتياد السوق بات محدودًا جدًّا خلال هذه الفترة، إذ إن أغلب رواد السوق أصبحوا من الأجانب، ويندر تواجد المواطنين، الذين باتوا يلجأون للأسواق الكبيرة والمحلات الخارجية.

الوفاء بالالتزامات

إلى ذلك، قال القصاب محمد القصاب إن توجيهات سمو رئيس الوزراء ساهمت في التخفيف من حجم الأعباء الكبيرة المتراكمة على القصابين، وناظرة إلى طبيعة الأوضاع الصعبة التي تمر بها السوق خلال فترة الجائحة.

وأشار إلى أن تراجع المبيعات كان له الأثر البالغ على تراكم المديونيات، إذ لم تعد المبيعات قادرة على الوفاء بالتزاماتهم.

ولفت إلى أن السوق تأثرت كثيرًا بفعل الجائحة، وقبلها بفعل أعمال صيانة السوق، فضلاً عن عدم تهيئة السوق بشكل جاذب من حيث توفير مواقف السيارات وصيانة المرافق الصحية، وتحسين جودة التكييف وغيرها.

ودعا إلى بحث إمكانية توفير دعم خاص لأصحاب المهنة من المواطنين عبر صندوق العمل (تمكين)، لتمكينهم من الاستمرار في السوق، حيث إن الكثير منهم يعتمد على هذه المهنة كمصدر دخل أساسي له ولأسرته.

عجلة السوق

من جانبه، أشاد القصاب ناصر الحليبي بتوجيهات سمو رئيس الوزراء التي أدخلت السرور إلى قلوبهم، والتي عكست حرص سموه على متابعة هموم المواطنين لاسيما أصحاب المهن العريقة منهم.  ولفت إلى أن السوق تضررت خلال السنوات القليلة الماضية بفعل عدة عوامل بدءًا بقرار رفع الدعم عن اللحوم، وانتقالاً إلى فترة أعمال الصيانة للسوق، ووصولاً إلى تأثيرات جائحة كورونا (كوفيد 19).

وذكر أن توجيهات سمو رئيس الوزراء جاءت خطوة مهمة ومبادرة إيجابية في وقتها المناسب، نحو تحسين أوضاع السوق وإعادة عجلتها إلى المسار الصحيح في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، وهو ما يتطلب من الجهات المعنية أن تستكمل هذه المبادرات عبر توفير مختلف أشكال الدعم الممكنة لأصحاب المهنة، الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل استمرار السوق في تأمين الغذاء للمواطنين والمقيمين.

وأشار إلى أن هذه المهنة بالنسبة للقصابين هي مصدر دخلهم الوحيد والأساسي، لاسيما القدامى منهم الذين هم غير مسجلين على نظام التأمينات الاجتماعية، وتجاوزوا السن المحدد للتسجيل ضمن نظام التقاعد، مما يضع مصدر دخلهم أمام تهديد حقيقي أمام أي ظروف طارئة.

إسقاط الديون

من جهته، قال القصاب أحمد القصاب إن توجيهات سمو رئيس الوزراء لوزارة الأشغال والبلديات بإعادة جدولة متأخرات القصابين، أثلجت صدورهم وستساهم في التخفيف من أعبائهم، ومؤملاً من الجهات المعنية استكمال هذه المبادرة وبحث إمكانية إسقاط الديون.

وأشار إلى أن مهنة القصابة هي واحدة من أكثر المهن تضررًا بفعل الجائحة التي لم يخصص لها دعم كباقي المهن، ما عدا دعم الفواتير والرسوم البلدية.

ولفت إلى أن الجائحة أثّرت بشكل بالغ على مبيعات السوق، إذ إن العديد من المستهلكين توقفوا عن الشراء من السوق، كالمطاعم من جهة، والمواطنين من جهة أخرى. ودعا إلى تأسيس شركة لأصحاب المهنة مدعومة من قبل الدولة، من أجل دعم ازدهار المهنة، وتمكينها من المنافسة في ظل التطورات الكبيرة التي طرأت على السوق وتغير أساليب المنافسة.