+A
A-

ماذا تعلم الشباب البحريني من الكورونا؟

منذ أن اجتاح فيروس كورونا العالم الكثير من التغيرات طرأت على الدول وشعوبها، تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية فلم يكن الشباب يعلم بأنه سيواجه فيروسا وبائيا يشل حياته الطبيعية التي اعتاد عليها، ولكن هنا لابد من طرح سؤال مهم جدًا: ما الذي تغير في شبابنا بعد “كوفيد 19”؟. وجاء هذا الاستطلاع الشبابي:

العائلة أولًا

يقول السيد هاشم الوداعي “صار الجميع على علمٍ كيف أصبحت الحياة في زمن الكورونا وكيف تعامل الناس مع الموضوع منذ البداية. فيروس كورونا له سلبيات وإيجابيات عدة، ولكن سلبياته من وجهة نظري أقل بكثير، فوضعنا في بداية الحجر الصحي كان يبعث على الضيق والكآبة والوقت يمر بصورة بطيئة جدًا؛ بسبب الفراغ وعدم وجود أي مسليات ولكن مع مرور الوقت بدأت أقضي الكثير من الوقت مع عائلتي الصغيرة بحكم انشغالاتي الكثيرة، بالإضافة إلى أني أصبحت أساعد زوجتي في الأمور المنزلية وأيضًا أصبح لدي متسع من الوقت للجلوس مع نفسي، إذ إن الحجر أعطاني المساحة الكافية لإنجاز الأعمال التي قمت بتأجيلها لفترات طويلة وهذا ما اعتبره من الإيجابيات. فيروس كورونا جعلنا ندرك أهمية الوقت بالإضافة إلى الإحساس بالمسؤولية أكثر اتجاه العائلة من خلال وقاية أنفسنا من عدم الإصابة به أو الاختلاط والاحتكاك بالمصابين”.

التخطيط وإدارة الوقت

وقالت إيمان المفتاح “لأول مرة أشهد فيروسا وبائيا بهذه الطريقة، فقد كان شيئًا جديدًا كليًا ولكنه درس جميل للجميع جعلني أدرك وأكتشف عادات ومهارات جديدة في نفسي، فلم أكن أعلم أنني أحب المكوث في المنزل فترات طويلة وفي فترة الحجر بينما كان الجميع يتذمر من الملل وعدم وجود أي فعاليات كنت أنا أخطط لأكثر من شيء وهذه مهارة جديدة اكتسبتها، إلى جانب أنني بدأت أقرأ القصص التاريخية وأتعمق في أحداثها وشخوصها وأقوم بتحليلها، ومن جهة أخرى بدأت أنمي العديد من المواهب منها التصوير الذي أصبح يأخذ جزء كبير من وقتي وتعلمت إدارة الوقت بحيث أصبح لدي مجال للاهتمام بنفسي من خلال ممارسة الرياضة والبدء بالحياة الصحية وتعلم الطبخ الصحي”.

المسؤولية

ومن وجهة نظر خالد بوجيري أن فيروس “كوفيد 19” أثر في جميع بلدان العالم الصغيرة والكبيرة والغنية والفقيرة وسرعة انتشاره كانت مخيفة ومذهلة في آن واحد، والهلع منه جعل دول العالم تمنع أي طائرة تحط أو تقلع في مطاراتها، فهذا الفيروس علمني الكثير من الأشياء التي كنت غافلا عنها من الأساس وأولها الصبر، وهو من الميزات التي اكتسبتها بسبب الفيروس، إضافة إلى أنني أصبحت شخصا مسؤولا بشكل كبير خصوصًا تجاه عائلتي والمجتمع، فأصبحت ألتزم بالأنظمة الاحترازية حتى لا أؤذي نفسي والآخرين. فيروس كورونا له وجهان الجيد والسيئ فتعلمت من الجيد حتى أستطيع مواجهة السيئ منه”.

مواجهة النفس

وارتأت فاطمة عبدعلي أن فيروس الكورونا في ظاهره خطير ومخيف، ولكن في باطنه يحمل الكثير من الخيرات والحكم الإلهية بدأنا شيئًا فشيئًا بفهمها. الفيروس جرد الإنسان وسلخه عن ذاته؛ ليواجه نفسه في المرآة ويعتبر هذا هو أهم ما تعلمته وهو مواجهة نفسي واكتشاف ذاتي وشخصيتي الحقيقية وليست تلك المتأثرة بفعل الحياة الصاخبة. إضافة إلى أنني أصبحت أقدر قيمة الأشياء أكثر رغم بساطتها وكونها روتين وأيضًا أدركت قيمة وأهمية التواصل الاجتماعي في تعزيز العلاقات مع العائلة والأصدقاء. وأخيرًا ساهم الفيروس في إعطائي الوقت الكافي لتنمية مهاراتي ومواهبي وكيفية استغلاله بالشكل الصحيح والذي يعود عليّ بالنفع”.