+A
A-

الوداع هيلي يا وداع يا رمضان... عليك السلام يا شهر الصيام

من المشاهد الشعبية المتوارثة في البحرين وفي كافة دول الخليج، هي الاحتفال “بالوداع” أي أواخر شهر رمضان، وهي عادة قديمة معروفة جميعنا حضرها وشاهدها، ورغم أنها في السنوات الأخيرة أخذت طابعا مختلفا كما في حالة المسحر، إلا أن روح الاحتفالية ظلت باقية ويجتهد الكثير من الشباب المحب للطرب الشعبي إحياء ليلة الوداع لا سيما في مدينة المحرق، والرفاع، ومدينة عيسى، والمنامة وغيرها من المناطق، ومن أشهر الفنانين الشعبيين الذين يحيون ليلة الوداع الفنان القدير سامي المالود أو أستاذ الصرناوي كما يلقبونه، ولكن وبحكم ظروف وباء كورونا والإجراءات الاحترازية، فإن أهل البحرين سيفتقدون  “الوداع” هذه السنة. وفي كتابه “أغاني البحرين الشعبية” يذكر الكاتب عيسى محمد جاسم المالكي عن ليلة الوادع ...

“في السابع والعشرين من شهر رمضان يحين الوداع، أي وداع الشهر الكريم، فهنا يجتمع الصبية بمشاركة المسحر بعد منتصف الليل يحملون معهم طاراتهم وطبولهم وينشدون أغنية الوداع، وهي من نوع (العاشوري) ويطبلون وهم يسيرون في خطی بطيئة ويرددون الأنشودة (الوداع هيلي يا وداع يا رمضان .. عليك السلام يا شهر الصيام ..ودعوه يا كرام يا كرام ..عليك السلام يا شهر الصيام) کما تصاحبهم “الفريسة”، وهي عبارة عن قفص مصنوع من جريد النخيل معمول بطريقة تشبه الحصان يغلف بألوان من الأقمشة المزركشة ومعلق عليه مرايا صغيرة، يلبسه أحد الشباب ويرقص به، كما أن هناك شابًّا آخر يسمى السايس يمسك بعصى من الخيزران ويضع عباءته على رأسه ويتلثم بغترته، وهذا السايس يقوم بالرقص مع الفريسة. ويقال إن الفريسة لها تاريخ قديم إذ إنها أول ما بدأت في الحضارة اليونانية، وفي المسرح اليوناني القديم ثم انتقلت إلى الشام والعراق وإيران حتى وصلت إلى الهند والصين وذلك في القرن 1500 قبل الميلاد”.