+A
A-

هل حقا.. رحل الرجل المحبوب!

عندما انتهيت من إعداد كتاب.. خواطر وذكريات عن دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم للمغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طيب الله ثراه، والذي جاء بمبادرة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، طرحت موضوع التدشين على سموه لنيل الرعاية في إقامة الحفل، فاجأني بالرد سموه بأن التدشين سيكون برعايتي وبحضوري؛ نظرا لمكانة هذا الرجل في تاريخنا الرياضي.. وعطائه.
وفعلا حددنا التوقيت والموقع بحضور سموه الذي استمع إلى ذكريات الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة عن دورات الخليج وعن عطائه في تاريخه الحافل في المجالات المختلفة، وحب الناس لشخصية الشيخ عيسى بن راشد، فقد كانت الليلة تاريخية، حيث لم أجد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة سعيدا وضاحكا كما شاهدته في تلك الليلة؛ نظرا لسرد المغفور له المواقف التاريخية الكبيرة التي عاشها الشيخ عيسى. هذا الموقف في الحقيقة شدني إلى معرفة معدن هذا الرجل وتقديره لدى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ولدى الكثير من الناس. هذا الموقف لم يكن غريبا في حق هذا الرجل الذي كان بحق متواجدا في معظم المواقع سواء الرياضية منها أو الثقافية وحتى في مجال الأغنية.
وللحقيقة بعد تدشين الكتاب تلقيت طلبات عديدة من عدة أطراف داخل وخارج البحرين للحصول على نسخة من الكتاب، كما كان الفقيد يطلب العديد من النسخ للإهداء إلى زملائه ومحبيه.
 والكتاب الذي تم إعداده تحدث فيه الراحل عن ذكرياته وخواطره في دورات الخليج من الدورة الأولى إلى النسخة 22 في مواقف طريفة لا تعد ولا تحصى. وكنت أكرر لكل فرد طلب النسخة أو الإهداء بأنه من الضروري قراءة عدد من صفحات الكتاب بعد العودة من العمل من أجل إعطاء راحة إجبارية للعقل والاحساس، حيث إن الخواطر كانت بلسم الروح والإحساس في عالم الراحة النفسية.
 وفي هذا الاطار، لا أحبذ تكرار ما سرده الآخرون، في الفقيد الذي كان لي جلسات عديدة معه في مختلف المواقع وزيارات الوفود والمناسبات الخارجية.
 وهنا لابد من القول في طيب الذكر والمعشر في حياته التالي:
رحل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طيب السمعة والمحبوب من قبل جميع أبناء البحرين؛ لمواقفه النبيلة تجاههم على مر سنوات طويلة من البذل والعطاء.
 كان يمتلك كاريزما مغايرة جدا؛ الأمر الذي جعله يتصدر المشهد البحريني والخليجي والعربي والقاري في العديد من المحافل التي شارك فيها.
 من يعرف الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة يدرك حجم العطاء الكبير الذي قدمه لمملكة البحرين على مر سنوات حياته التي كانت مليئة بالعطاء تجاه الوطن وشعبه.
 عرف عنه الشيخ القاضي والعسكري والفنان الذي ارتقى بالحركة الفنية البحرينية والأغنية بصورة عامة من خلال قصائده المتميزة التي تنم عن العمق والقافية الرائعة.
 العشق الكبير الذي كان يكنه الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة للحركة الشبابية والرياضية جعله يتجه نحوها وقد تقلد المناصب الرفيعة في مسيرته الرياضية من خلال المؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة بالإضافة إلى الاتحاد البحريني لكرة القدم.
 كان عيسى بن راشد أيقونة كأس الخليج العربي فقد كان من رموزها ومن بين الذين ساهموا في تطويرها بصورة سريعة.
 كان يحمل تاريخ الحركة الرياضية البحرينية والخليجية، وكانت وسائل الإعلام تتهافت نحوه لإجراء لقاءات صحفية وتلفزيونية.
 رحل الشيخ الإنسان الذي عاش ببساطة وتوفي في هدوء ووسط هذه الظروف وحرصت على زيارته في المستشفى العسكري قبل وفاته وتحدثت معه وطلبت له الصحة والعافية، ولكنه رحل إلى جوار ربه.
 وأخيرا.. أتمنى ألا يذهب توجيه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة خلال الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للشباب والرياضة أدراج الرياح حول ضرورة دراسة آلية تكريم هذا الرجل الذي ترك فينا أثرا كبيرا.
 رحم الله الفقيد الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وإلى جنة الخلد..
 وأعذرنا بوعبدالله.. بعد أن مررنا في مواقف عديدة منها الحلوة والمرة.. رحمك الله.


توفيق الصالحي
 مدير المكتب الإعلامي
 لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة
 ومركز المعلومات