تستطيع إيطاليا صناعة أسرع سيارة في العالم، وهي بالفعل تقوم بذلك على نحو منتظم في عالم المحركات الخارقة، ولكنها تبدو بطيئة في مجاراة سرعة انتشار فايروس كورونا الذي يجتاح البلاد منذ مطلع مارس الحالي.
وليست إيطاليا وحدها من تعاني من جائحة انتشار الفايروس الخطير الذي بلغ عدد الإصابات به حول العالم أكثر من 300 ألف بشري، ولكنها تأتي -إيطاليا-  في المرتبة الثانية برصيد 53 ألف إصابة مقابل 81 ألفًا في الصين المتصدرة حتى الآن.
وتتفوق إيطاليا على الصين في عدد حالات الوفاة، وقد بلغ من فارق الحياة أكثر من 4800 شخص خلال شهر تقريبا، مقابل 3200 وفاة في الصين التي باغتها كورونا أواخر ديسمبر من العام الماضي.
كما تحولت بلد الفيراري التي يقطنها نحو 60 مليون نسمة، إلى البؤرة الأسرع انتشارا للمرض في أوروبا، بعدما فقدت السلطات الإيطالية السيطرة على الوباء في الوقت الذي بدأت تتعافى فيه مدينة ووهان الصينية منشأ الفايروس والتي يبلغ تعدادها السكاني 56 مليون نسمة.
ويؤكد كبير مستشاري رئيس منظمة الصحة العالمية الذي ترأس مهمة تقصي الحقائق في الصين أن: الأمر الرئيسي يكمن في السرعة، يمكنك السيطرة على المرض إذا تحركت بسرعة بالغة لاكتشاف الحالات وعزلها واكتشاف من تعاملوا معها عن قرب وعزلهم”.
ويبدو أن إيطاليا وفق الأرقام لا تتعامل بسرعة مع هذا الوباء، وهو ما يرجح لأن تعيش البلاد حقبة أكثر سوءًا مما تعيش الآن، وهذا ما ينطبق على الدول البطيئة في بناء نظام صحي يفوق سرعة سيارة الحصان الجامح فيراري لمكافحة فايروس كورونا سريع الانتشار.