+A
A-

البنتاغون يحذر إيران .. والعراق يرفض التحول لـ“ساحة حرب”

وجه البنتاغون تحذيرا لإيران من اتخاذ أي إجراءات للرد على غارات التحالف الدولي على مواقع كتائب حزب الله العراقي، مشددا على أن الخطر الذي تشكله إيران، “لا يزال كبيرا جدا”.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، إن الضربات الأميركية ستردع الهجمات المستقبلية مثل الهجوم الصاروخي على معسكر التاجي.

وأضاف أنه تم ضرب موقع قرب مطار كربلاء، مشيرا إلى وجود أهداف أخرى تخص “كتائب حزب الله” لم تقصف تحليا بضبط النفس.

وأضاف ماكنزي أن واشنطن تحركت دفاعا عن النفس، قائلا إن “غاراتنا الأخيرة ترسل إشارة مفادها أننا لن نتساهل مع خسارة أرواح مقاتلينا”.

كما أكد أن الضربات في العراق تبعث رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تتهاون مع الهجمات غير المباشرة بأسلحة توفرها طهران.

وصرح بأن واشنطن أرسلت حاليا منظومات باتريوت إلى العراق، وأنه تفصلها أيام عن تجهيزها للعمل بشكل كامل، مشيرا إلى أن حاملتي طائرات ستواصلان العمل في المنطقة.

وأكد أن واشنطن شاورت بغداد في أعقاب الهجوم، و”كانوا يعلمون أن الرد آت”، في إشارة إلى السلطات العراقية.

الى ذلك، استدعت وزارة الخارجية العراقية أمس الجمعة سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا لدى بغداد بعد الغارات التي استهدفت مواقع للحشد الشعبي وللجيش العراقي في محافظة بابل مساء الخميس.

من جهته، استنكر الرئيس العراقي برهم صالح أمس “القصف الأجنبي” الذي استهدف مواقع داخل الأراضي العراقية، معتبرا أن هذا الأمر يُشكِّل انتهاكا للسيادة الوطنية العراقية.

وشدد على أن “معالجة الأوضاع الأمنية تأتي من خلال دعم الحكومة العراقية للقيام بواجباتها وتعزيز قدراتها وإرادتها لفرض القانون وحماية السيادة، ومنع تحول أراضيها إلى ساحة حرب بالوكالة”.

واعتبر صالح أن “الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها الدولة هي إضعاف ممنهج وخطير لقدراتها وهيبتها بالتزامن مع مرحلة يواجه فيها العراق تحديات جسيمة وغير مسبوقة، سياسيا، اقتصاديا وماليا، أمنيا وصحيا”.

وحذّر أن هذه المخاطر، إذا ما استمرت، قد تؤدي إلى “الانزلاق بالعراق إلى حالة اللا دولة والفوضى، لاسيما إذا ما تواصل التصعيد الأمني، مع توفر المؤشرات حول محاولة عناصر داعش الإرهابي استعادة قدرتهم على تهديد أمن الوطن والمواطن”.

وأهاب بالمجتمع الدولي “دعم العراق واحترام سيادته وقراره الوطني المستقل”. كما شدد صالح على ضرورة “منع تحول العراق إلى ساحة حرب للآخرين، والتركيز على استكمال وحماية النصر على الإرهاب”.

بدوره، أدان الجيش العراقي أمس الضربات الجوية الأميركية التي وقعت خلال الليل، وقال إنها أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 12، واصفا إياها بأنها “اعتداء سافر” و”انتهاك للسيادة”.

وقال الجيش العراقي إن هذه الضربات أدت إلى مقتل أربعة من جنوده وإصابة أربعة آخرين بينهم اثنان بحالة حرجة، فضلا عن مقتل اثنين من عناصر طوارئ شرطة بابل وجرح اثنين آخرين.

وأضاف أن القصف أدى مقتل عامل مدني في مطار قيد الإنشاء في كربلاء وسقوط 5 جرحى من ميليشيات الحشد الشعبي.

وقال الجيش العراقي إن الغارات الأميركية أدت إلى تدمير البنى التحتية بالكامل والمعدات والأسلحة في جميع المقار المستهدفة.

وقالت العمليات المشتركة “إن هذا الاعتداء الغادر الذي استهدف المؤسسة العسكرية العراقية ينتهك مبدأ الشراكة والتحالف بين القوات الامنية العراقية”.

واعتبرت بأن التذرع بأن “الهجوم جاء كرد على العمل العدواني الذي استهدف معسكر التاجي هو ذريعة واهية وتقود إلى التصعيد ولا تقدم حلا للسيطرة على الاوضاع بل يقود الى التصعيد”.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن الضربات استهدفت خمسة مخازن للأسلحة تابعة لفصائل مسلحة موالية لإيران بما في ذلك منشآت تحتوي على أسلحة تم استخدامها في الهجمات السابقة على قوات التحالف الدولي ضد داعش التي تقودها واشنطن.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمس الجمعة أن الضربات الأميركية كانت رداً “متكافئاً” على مقتل أميركيين وبريطانية في هجوم صاروخي على قاعدة التاجي الجوية الأربعاء.