+A
A-

سوريا تعتزم التصدي لـ “العدوان التركي” مع احتدام المعارك

أكدت السلطات السورية، أمس الاثنين، عزمها التصدي بحزم “للعداون” التركي على أراضيها، غداة إعلان أنقرة بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب حيث تنشر قواتها وتقدم الدعم للفصائل المقاتلة.
 وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، إن بلاده “تؤكد العزم والتصميم على التصدي للعدوان التركي السافر بكل الحزم ووضع حد لكافة التدخلات التركية حفاظا على سلامة ووحدة الأراضي السورية”.
 وأضاف المصدر: “هذا العدوان التركي يوضح مجددًا افتقار نظام أردوغان لأدنى درجات الصدقية من خلال انتهاكه وعدم التزامه بموجبات مخرجات عملية أستانا وتفاهمات سوتشي وإصراره على البقاء في خندق واحد مع المجموعات الإرهابية الأمر الذي يثبت ما دأبت سوريا على تأكيده بأن نظام أردوغان غير جدير ولا مؤهل ليكون أحد ضامني عملية أستانا”، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأكد المصدر أنه “انطلاقًا من حرص سوريا على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم فإنها تطالب المجتمع الدولي بإدانة العدوان التركي الذي يشكّل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي ووضع حد لسلوكيات نظام أردوغان في دعم الإرهاب وأخطار انتشاره في المنطقة والعالم وذلك بنقل الإرهابيين إلى ليبيا والمتاجرة بمعاناة السوريين لابتزاز الدول الأوروبية من خلال السماح لموجات من المهجرين بالتوجه إلى أوروبا الأمر الذي يشكّل تهديدًا جديًّا للأمن والسلم والاستقرار الدولي”.
احتدام المعارك في إدلب
استعادت قوات النظام السوري بدعم جوي روسي، أمس الاثنين، السيطرة على مدينة سراقب الواقعة على طريق دمشق حلب الدولي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار إلى أن قوات النظام تواصل عملية تمشيط المدينة وسط محاولات من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة لاستعادة زمام المبادرة.
يأتي تقدم قوات النظام في سراقب بالتزامن مع تقدم للفصائل داخل مدينة كفرنبل، تمثل بالسيطرة على عدة أحياء، بالإضافة لحرش كفرنبل، في حين أصيب عدة جنود أتراك جراء قصف صاروخي من قبل قوات النظام على نقطة تابعة لهم في قميناس بريف إدلب.
يذكر أن تلك المكاسب الجديدة على الأرض في سراقب تعزّز سيطرة النظام على الجزء الأخير من الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب، شمال البلاد، وهو طريق استراتيجي.
بالتزامن، شهد ريف إدلب الجنوبي استمرارًا للمعارك العنيفة على محاور عدة، بين الفصائل السورية المدعومة بالمدفعية التركية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، مع قصف صاروخي مكثف من قبل القوات التركية، بالإضافة لقصف جوي عنيف من قبل طائرات حربية روسية.
أردوغان سيزور روسيا الخميس
 على الرغم من التصعيد العسكري بين قواته على الأرض وبين قوات النظام السوري في إدلب، شمال غرب سوريا، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بعد لقاء سيجمعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الخميس.
وشدّد على أن بلاده ليس لديها أي مشكلة سواء مع إيران أو روسيا في سوريا.
كما أشار إلى أن تركيا تواجه تحولات مهمة في إدلب، لكنه أكد تحقيق تقدم عسكري، متحدثاً عن تدمير القوات التركية لمطار النيرب العسكري بريف حلب.
وأضاف أن “خسائر النظام من الجنود والعتاد حتى الآن بسبب هجمات تركيا وحلفائها مجرد بداية”، داعيًا قوات النظام للانسحاب إلى الخطوط التي حددتها تركيا سابقًا في إدلب.
 إلى ذلك، أعلن أنه بحث مع ألمانيا وعدد من الشركاء الأوروبيين التطورات في سوريا، مضيفًا أنه حذّر من عدم قدرة بلاده على استيعاب أعداد اللاجئين إن لم يتوفر الدعم اللازم.
يأتي ذلك في وقت شهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو توترًا في الأسابيع الأخيرة على خلفية الوضع في سوريا.