+A
A-

ملك: المسرح هو الوجه الأول للحياة وأيقونة كل العصور

لقد قيل لا أمة بلا مسرح. وأعتقد أن كل أمة تريد أن تثبت وجودها في ترقي الإنسان في سبيل المعرفة عليها أن تسمي بعطاء إنساني منها يساعد الإنسانية الشاملة في رقيها. فرسالة المسرح إذًا ليست رسالة تجارية أو صناعية أو سياحية، بل رسالة فنية فكرية، والمسرح إن دل على وجهنا الثقافي، فهو يضعنا أمام مشكلاتنا كشعب يبحث عن ذاته، كل يوم يطل علينا، يحمل معه ارتجاجا في علاقات الناس ببعض، يحمل الخوف من المجهول، القلق تجاه كل المشكلات، ومهمة المسرح أن يعرض أمامنا هذه المشكلات، عرضا ليس إلا، دون حل أو محاولة حل؛ لأن الفن إذا أصبح تعليميا، بدل أن يكون فنا، فيستثير فينا الاستفهام ويولد النزاع، وعندئذ فقط تصبح المشكلة، أي مشكلة وعيا فينا.

كثيرة هي هموم المسرح العربي وتطلعاته بعد تاريخه الطويل ورموزه العظماء.  “البلاد” استطلعت آراء عدد من الفنانين العرب خلال تواجدها في مهرجان المسرح العربي الثاني عشر الذي أقيم مطلع الشهر الماضي في الأردن، و طرحت عليهم سؤالين هما:

مار أيكم في المسرح العربي اليوم؟

ماذا عن التجارب الجديدة في المسرح العربي ؟

المسرح العربي يسجل  الانتصار تلو الانتصار

يقول الفنان السوري الكبير أيمن زيدان:

المسرح العربي يسجل الانتصار تلو الانتصار في ظل الدعم والاهتمام الذي يلقاه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، فالمسرح العربي يعيش في تصوري الحيوية والازدهار وجميع الأعمال المسرحية التي تقدم تحظى بالتشجيع والإقبال المنقطع النظير. وهنا لابد من الإشارة إلى الناحية الكبيرة من نواحي تقدم النهضة المسرحية، وهي “لنصوص المسرحية”، سواء كانت موضوعات محلية أو مقتبسة أو روايات عالمية.

أما بخصوص التجارب المسرحية الجديدة، فمن المهم أن يكون العمل يتسم بالخلق والإبداع وتكون الفكرة ذات بناء متكامل، فالمسرح شكل قائم بذاته وحافظ على جوهره السحري، والمجال مفتوح لخلق الصور والخيالات المعبرة عن واقع المجتمع.

شهادة ميلاد المسرح العربي باقية ولن تتمزق

الفنان السعودي بشير غنيم يقول:

المسرح العربي لا يعرف الخمول كبقية الفنون الأخرى، فتقاليده راسخة والخلق المسرحي في تطور دائم، وكما تشاهد المهرجانات المسرحية في مختلف الدول العربية لا تتوقف، وهذا تأكيد على أن المسرح العربي يعيش الرفعة والعلاء مهما اختلفت الظروف. شهادة ميلاد المسرح العربي باقية ولن تتمزق. وعن التجارب الجديدة، فهناك بالتأكيد أفكار من البشر عن الحياة وعن الفن، والطرق الدراماتيكية تختلف من عصر لآخر، وكل تجربة ناجحة يؤخذ بها. أما التجارب المتواضعة التي لا تقدم شيئا، فتستبعد.

التجارب الجديدة تجارب تفتح عينها ثم تعود لتنام

وبدوره يرى الفنان البحريني القدير عبدالله ملك أن النظرة الثاقبة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح جعلت المسرح العربي ينطلق إلى آفاق إبداعية ويتزين بالأطر الجميلة عبر الجهد الكبير الذي تقوم به الهيئة العربية للمسرح والقائمين عليها. المسرح هو الوجه الأول للحياة وأيقونة كل العصور، ويكون ناجحا حتى في صمته. اما بالنسبة عن التجارب الجديدة، فهي تجارب تفتح عينها ثم تعود لتنام، والشيء المهم في المسرح هو الإيمان بأهميته في الحياة والرغبة القوية في النهوض به.

وأخيرا وبعد أن أدلى كل فنان بدلوه ينبغي أن نقول:

المسرح قد وجد دوما في كل المجتمعات، وذلك منذ أولى عصور التاريخ، ففي المسرح خلاصة المفاهيم القومية والتقاليد الشعبية، وكما يقال المؤلف هو الأمة بأجمعها بعراقتها وتاريخها، والمخرج هو رئيس الحفل والمدبر له، والممثلون هم القائمون على تنفيذ تلك الحفلات والجمهور هو الشعب.