+A
A-

الدفاع الشرعي (الدفاع عن النفس)

إن معظم التشريعات في جميع دول العالم تعترف بحق الإنسان في الدفاع عن نفسه ضد أي خطر يهدّد حياته أو عرضه أو ماله، وهو ما يسمى في القانون بحق الدفاع الشرعي، ووفقًا للقانون فإن الدفاع عن النفس له مجموعة من الشروط يجب توافرها حتى تقوم حالة الدفاع الشرعي.

أول هذه الشروط: ينبغي على المدافع عن نفسه أن يواجه خطر حالاً لا يمكن دفعه أو درأه إلا بالتصدي له، فعلى سبيل المثال عندما يحاول شخص ضرب آخر فهذا خطر حال على وشك الوقوع ويجيز للمعتدى عليه بدون أدني شك ومن غير أي تردد أن يدافع عن نفسه لرد الخطر الذي يواجهه.

أما الشرط الثاني فإنه يجب أن يكون هناك عدوان غير مشروع واقع على المعتدى عليه، فعندما تحاول الشرطة القبض على شخص من أجل تحقيق العدالة فليس له الحق بالتذرع بالدفاع الشرعي عن نفسه لأن مقاومة رجال الشرطة في هذه الحالة لا تعتبر من قبيل الدفاع عن النفس لكونهم يقومون بأداء واجبهم.

وهنالك بعض التساؤلات التي قد تدور في ذهن القارئ حول الدفاع الشرعي، ومن هذه التساؤلات:

هل يجوز الدفاع عن نفس أو عرض أو مال الغير؟ نعم يجوز كالمساعدة في القبض على سارق حيث لا يعتبر فعل المدافع عن الغير في هذه الحالة مؤثمًا طالما تم الالتزام بالشروط الأخرى.

أما التساؤل الثاني فإنه لو تعرّض شخص للاعتداء بالضرب من قبل شخص آخر وقام المدافع بالدفاع المتمثل برد الضرب على المعتدي فهل من الممكن مساءلة الذي بدأ بالعدوان؟ بالتأكيد تتم مساءلته قانونيًّا عن طريق تقديم المتضرر بلاغ إلى مركز الشرطة.

وفيما يتعلق بالتساؤل الثالث فإنه إذا قام شخص بالاعتداء بالضرب على آخر فهل يجوز رد الاعتداء بواسطة أداة كقطعة خشبية أو سلاح أبيض أو سلاح ناري؟ بالطبع لا لأنه في هذه الحالة سيكون المعتدى عليه تجاوز حدوده أي سيحدث اختلال في التوازن بين فعل الاعتداء وفعل الدفاع وبطبيعة الحال سوف يتعذّر في هذه الحالة التمسك بحالة الدفاع الشرعي.