+A
A-

هذه حقيقة الجرعات ولكن من يحاسب من؟

قد يكون الحديث عن سهر اللاعبين وتدخين الشيشة أصبح اعتياديًّا وليس له نهاية كما كان هناك نقطة للبداية، ولكن توجد أمور في الشأن ذاته يتجنب المحللون والإعلاميون التطرق لها على الهواء مباشرة ولو بـ “النغزة” كونها تكشف المستور وتعرّي أصحابها!

في الحلقة السابقة لبرنامج “الكرة في ملعبك”، حمّل المدرب ومحلل قناة البحرين الرياضية غازي الماجد إدارات الأندية المسؤولية في سهر اللاعبين وتدخينهم للشيشة، مع مطالبته للإدارة بمحاسبة السلوكيات الخاطئة وأبرزها السهر.

طبعًا، هذه السلوكيات من الطبيعي حدوثها وكما يُقال “لو خُلِيت خربت”، ولكن للأسف الشديد أن ما يحدث من بعض اللاعبين قد وصل لمرحلة الانحراف وليس الاحتراف الذي كان يتحدث فيه المحللون ويقصدونه!

“الاحتراف الرياضي” في وسطنا مقتصر على العقود المادية بين إدارات الأندية واللاعبين، فيما الاحتراف بالشأن الذاتي والعقلي والسلوكي داخل وخارج الملعب فهو مغيب، من كليهما، بل وأصبح الطرفان مشتركين فيما وصل إليه الحال المأساوي وهذه حقيقة أصبحت كما هي “الشمس في وضح النهار”!

هذه هي الحقيقة

تدخين الشيشة والسيجارة سلوكان خاطئان للرياضي مهما اختلفت درجات الخطر، وليس هناك عذر وحجة للإدارة واللاعب ليتنصّل أحدهما من المسؤولية بحجة “حرية شخصية”، ولكن هناك خطوات “استحيائية” على أقل تقدير يمكن افتعالها لحفظ ماء الوجه، بدل “العنترة” أمام الملأ!

أمثلة حقيقية كثيرة لدى “البلاد سبورت” لمختلف لاعبي وإداريي الألعاب الجماعية والفردية في رياضتنا، منهم من يدخنون الشيشة على طاولة واحدة، ومنها السيجارة داخل دورات المياه الملاعب والصالات المغلقة قبل وأثناء المباريات وبمعية رؤساء أجهزتهم!

فعلى سبيل المثال، حارس مرمى مع إداري فريقه في وقت الاستراحة يدخنان على باب الصالة، وهناك لاعبون يدخلون دورات المياه بصورة كبيرة وروائح السيجارة “فايحة” وقد أشار “البلاد سبورت” لتلك التصرفات ولكن “عمّك أصمخ”!

وهناك لاعبون يذهبون للمقاهي بوقت كاف لأخذ جرعات معنوية من الشيشة قبل خوض مباراة فريقهم، ليعودوا مجددًا للمقهى نفسه أو غيره لتعويض ما افتقدوه!

و”الطامة الكبرى”، تولي رئيس جهاز لعبة تارة ومدرب الفريق تارة أخرى عملية دفع “الفاتورة” لكافة الطلبات التي تعود لمجموعة من لاعبي فريقه، وهذا ما عزّز تواجد نفس اللاعبين بشكل يومي في المقهى ذاته!

الخلاصة

الأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى، وقد ذكرنا بعض ما رصدته “البلاد سبورت” بعينها الحقيقة وليست بالأجهزة الإلكترونية المصورة، وليس فيما ذكر أي تجنٍّ ومبالغة، بل هي كشف الواقع المرير للمحلل غازي الماجد الذي يطالب إدارات الأندية بمحاسبة السلوكيات الخاطئة للاعبين.. إذًا، من يحاسب من في هذه الحالة؟