+A
A-

حَمَدٌ به حُمِدتْ حروف قصائدي

قصيدة مهداة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه بمناسبة ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني

 

لعلاك كلّ قصائدي تتطلّعُ

وإلى مقامكَ كلّ بيتٍ يرفعُ

أحلى القصائد ما كتبتُ لأنها

بجميل ذكرك في المحافل تصدعُ

ولأنّها يا سيّدي في حبكمْ

في كلّ آونةٍ تجود وتبدعُ

أبدا تسابقني على قرطاسها

شوقا لذكرك دائما تتسرعُ

حتّى وإن حاولت كبح جماحها

تأبى الركون إلى السكون وتسرعُ

والشعر إن حاولته متكلّفا

من غير حسٍّ أو هوى يتمنّعُ

حتّى وإن حاولته متأنياً

يأبى عليّ كأنه لا يسمعُ

ولقد أرى الكلمات وهي قصيدةٌ

من لهفةٍ كسحابةٍ تتجمعُ

تهمي ثقالا إن نطقتُ بذكركم

وبكلّ وادٍ في مديحك تنبعُ

حاشا حروفي أن تضام لأنّها

في ظلكم تربو وباسمكَ تطلعُ

وإذا ابتدأت اليوم قول قصيدةٍ

لمْ أدرِ من أي الجهاتِ ستشرعُ

فأحبّ بيتٍ لي بحبّك صُغتُهُ

عقدا بدرّ خصالكم يترصعُ

من أين أبدأ والمعاني جمّةٌ

كسحاب جودكِ لا يكلّ ويقلعُ

تأبى الحروف عليّ لا من قلةٍ

بل كثرةٍ كالسيل إذ يتدَفَّعُ

من بحر جودك أو ندى كفّيك أو

طيب الشمائلِ أو سنا يتشعشعُ

يا سيّدي ونداك إنّ قصائدي

بكَ تزدهي وبغيركم لا تلمعُ

أنتم سناها بل شذاها كلّما

غنيتها فاح الأريجُ الممتعُ

وافترّ ثغر الشعر عن لغةٍ بها

لمْ يخلُ منها من صفائك موقعُ

تسمو على الكلمات إذ إيقاعها

نبض لقلبٍ في رحابكَ يسجعُ

ما زال منذ البدء يذكر فضلكمْ

إذْ أنتَ في كلّ القصيد المطلعُ

وإلى أبي سلمان يمَّمَ حرفُها

فبذكره نور القصيدة يسطعُ

حمدٌ به حُمِدتْ حروف قصائدي

إذ أنّها بخصاله تتطبّعُ

فهو الذي أحيا بنبل خصالهِ

والحبِّ ما ااشتملتْ عليه الأضلعُ

من كلّ قافيةٍ تجود بعبقها

عفو البيان وليس حرفا يُصنعُ

فأتيت يا مولاي أحمل أحرفي

في باقةٍ كالورد إذ يتضوّعُ

جاءت مهنئة بميثاقٍ به

سَمَتْ البلاد بحصنهِ تتدرعُ

يوم به التقت القلوب ببيعةٍ

لكمُ برأيٍ واحدٍ لا يُدفعُ

وأتتك بحرين الولاء يحثّها

للمجدِ عزمٌ لا يُفلُّ ويخضعُ

دانتْ لهم دنيا الطموح وإنّما

يطأ المصاعب من بها لا يُردعُ

واستلهموا منكم عزيمة فارسٍ

بسوى المكارم والعُلا لا يقنعُ

يرنو إلى أقصى السمو برأيهِ

ولذا تراه بكلّ أمرٍ ينجعُ

ولقد رأيتك في المواقف كلّها

فذّا غداة الصعب لا يتزعزعُ

وعرفتُ منك مكارما لو أنّني

عدّدتها استعصى اليراع الطيّعُ

ولَجَفَّ بحرُ الشعر أو ضلّتْ بهِ

سفنُ القصيد ومن لها يتتبّعُ

ولذا أشير إلى علاك بأحرفٍ

مهما علتْ فسماء مجدك أرفعُ

 

محمد هادي الحلواجي