+A
A-

بعد تهديده بضرب قواتها.. دمشق: أردوغان “منفصل عن الواقع”

توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء باستهداف قوات الجيش السوري “في كل مكان” إن تعرض جنوده لأذى، متهما روسيا بالتورط في “مجازر” إدلب. في المقابل، ردت دمشق بالقول إن أردوغان شخص “منفصل عن الواقع”، حسبما أعلن مصدر في وزارة الخارجية السورية، في غضون ذلك، اندلعت مواجهات بالأسلحة الخفيفة، بين موالين للحكومة السورية وقوات أميركية في شمال شرقي البلاد، مما أسفر عن مقتل سوري مدني، وإصابة آخر. فقد هدد الرئيس التركي بضرب القوات السورية “في كل مكان” في حال تعرض جنوده لأذى، متهما في الوقت نفسه روسيا، حليفة دمشق، بالمشاركة في ارتكاب “مجازر” في إدلب بشمال غرب سوريا.

وردت الخارجية السورية بالقول إن أردوغان شخص “منفصل عن الواقع” وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصدر في الخارجية. وقال المصدر حسبما أوردت وكالة (سانا)، “يخرج علينا رأس النظام التركي بتصريحات جوفاء فارغة وممجوجة لا تصدر إلا عن شخص منفصل عن الواقع (...) ولا تنم إلا عن جهل ليهدد بضرب جنود الجيش العربي السوري بعد أن تلقى ضربات موجعة لجيشه من جهة ولإرهابييه من جهة أخرى”.

وجاءت تهديدات أردوغان بعد اندلاع مواجهات مباشرة بين القوات السورية والتركية خلال الأيام العشرة الأخيرة، تسببت بزيادة التوتر كذلك في العلاقة بين تركيا وروسيا الداعم الأبرز للرئيس السوري بشار الأسد.

تعزيزات تركية إلى بنش

وقال الرئيس التركي في كلمة أمام كتلة حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان في أنقرة “أعلن أننا سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتبارا من الآن بغض النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ونقاط المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر”.

وأعلن أن 14 تركيا قتلوا وأصيب 45 آخرون في قصف نفذته القوات السورية في محافظة إدلب.

كما انتقد أردوغان روسيا بشكل مباشر أمس، بقوله إن “النظام والقوات الروسية التي تدعمه تهاجم المدنيين باستمرار وترتكب مجازر”. مضيفا أن بلاده ستفعل “كل ما هو ضروري” لرد قوات النظام السوري إلى خلف نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التي أقامتها في إدلب بموجب اتفاق سوتشي؛ سعيا لمنع النظام من شن هجومه على المحافظة المتاخمة لها.

اتصال بين بوتين وأردوغان

إلى ذلك، عبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الأربعاء في اتصال هاتفي “بمبادرة من أنقرة” عن رغبتهما “بالتطبيق الكامل” لاتفاقات خفض التصعيد الروسية التركية في سوريا بحسب بيان صادر عن الكرملين.

وأكد الرئيسان “أهمية التطبيق الكامل للاتفاقات الروسية - التركية” كما أعلن الكرملين وتطرقا بشكل خاص إلى المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت في منطقة إدلب (شمال غرب)، حيث تواجهت القوات التركية والسورية في الأيام الماضية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن وفدا تركيا سيذهب إلى موسكو “خلال الأيام المقبلة”، مضيفا “نواصل العمل مع روسيا، نعمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. لكن حتى ولو لم ينتج شيء عن ذلك، تصميمنا واضح وسنفعل ما يلزم”.

كما وصل المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري إلى أنقرة في وقت متأخر الثلاثاء للقاء مسؤولين أتراك.

مقتل سوري برصاص أميركي

اندلعت مواجهات بالأسلحة الخفيفة بين موالين للحكومة السورية وقوات أميركية في شمال شرقي البلاد، مما أسفر عن مقتل سوري مدني، وإصابة آخر. وبحسب الرواية السورية، فإن قوات أميركية أطلقت النار على أهالي قريتي خربة عمو وحامو شرق مدينة القامشلي الذين تجمعوا عند حاجز للجيش السوري منع مرور عربات أميركية.

وذكرت وكالة أنباء سوريا (سانا) أن حاجزا للجيش السوري في المنطقة أوقف أربع عربات تابعة للقوات الأميركية كانت تسير على طريق السويس/علايا/خربة عمو إلى الشرق من مدينة القامشلي.

وعندها تجمع مئات الأشخاص عند الحاجز من قريتي خربة عمو وحامو؛ لمنع العربات من المرور وإجبارها على العودة من حيث جاءت.

وبحسب سانا، فإن جنودا أميركيين أطلقوا الرصاص والقنابل الدخانية على الأهالي، مما أسفر عن مقتل مدني من قرية خربة عمو، وإصابة آخر من قرية حامو.