+A
A-

وزير النفط يدعو لتأهيل الكوادر الوطنية للعمل بالقطاعين النفطي والصناعي

وضع وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة “خارطة طريق” رسم فيها الصورة المستقبلية لاستقطاب الكوادر البحرينية المؤهلة من الجنسين للعمل في القطاع النفطي والصناعي، مشددًا على أهمية وجود خطط تدريب وتأهيل تواكب المستجدات لدخول الشباب البحرينيين للعمل في هذا القطاع الذي تصل استثماراته إلى 10 مليارات دولار.

وقال في كلمة ألقاها أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي السنوي الثاني لتنمية الموارد البشرية، والذي بدأت أعماله صباح أمس الأحد 17 نوفمبر الجاري بتنظيم من جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية في فندق الدبلومات، إن هناك حزمة من المشاريع بدأنا تنفيذها ويجب الاستفادة منها لأنها تفتح المجال للأجيال القادمة.

وأوضح بالقول: “نؤكد أهمية التدريب، فإذا لم نتمكن من إعداد الكوادر المؤهلة فلن نحقق المستوى المطلوب من الاستفادة من هذه الاستثمارات التي بلغت في المجال النفطي أكثر من 8 مليارات دولار، وبإضافة الشركات الصناعية الأخرى كـ “ألبا” و”أسري” وغيرها من القطاعات، تتعدى الاستثمارات في فترة وجيزة أكثر من 10 مليارات دولار”.

وطالب المشاركون في المؤتمر، وضمن المسؤولية الأولى، لتأهيل الجيل الجديد والاعتماد عليهم، فموضوع التدريب المهني في القطاع النفطي سيتطلب عملًا لتأهيل الكوادر بدءًا من المرحلة الثانوية حتى الثانوية بالإضافة إلى دور مؤسسات التدريب والمعلمين والمدربين.

وقال في هذا الصدد إن شركة نفط البحرين “بابكو” أنشأت معهدًا للتعليم المهني خاصًّا بنظم بابكو، ولكن هناك اتجاه لإشراك الشركات الصناعية الكبرى، ونتطلع إلى تدريب شباب البحرين في المجال المهني لتبوُّء فرص عمل واعدة تتطابق مع برامج الاستثمار، ولابد من التركيز على الشباب للعمل في في تشغيل هذه المصانع، ولا نغفل تنمية الموارد البشرية فأهم عنصر هو الأيدي العاملة وجميع ما يخص عملهم، لكي يكون التدريب المهني ضمن خطط الشركات، والتركيز على تأهيل الكوادر لاستخدام آخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة، فاليوم هناك تقنيات جديدة طرأت على تشغيل المصافي والمصانع والمرافق تعمل لتحسين بيئة العمل والتدريب فيها من الأساسيات، بالإضافة إلى التركيز على إعداد المدربين والمعلمين لأنهم سيؤهلون رجال المستقبل للعمل في مشاريع تكلف مليارات الدولارات، وتستثمر فيها قطاعات كبرى ويعمل فيها الآلاف لإعالة أسرهم.

واختتم بتوجيه الشكر إلى جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية والقائمين على المؤتمر الذي يمثل منطلقًا لتوسعة مجال التدريب المهني وإعداد الكوادر المؤهلة.

الاستعداد للاقتصاد الرقمي

وشملت كلمة رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية أحمد عطية التعبير عن الشكر والتقدير لوزير النفط ولرئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والرئيس الفخري للجمعية إبراهيم الدوسري، موضحًا أن مؤتمر هذا العام تحت عنوان” الابتكار ومهارات المستقبل” نتيجة بحث عميق قامت به الجمعية بخبراتها المميزة بغية تأكيد الحاجة على أصحاب القرار والمسؤولين في المؤسسات، بأننا في وقت الانطلاق نحو الدفع بقوى الابتكار والإبداع نحو منصات العالمية، والركب المتطور في مختلف العلوم والمجلات، وكذلك تماشيًا مع توجهات القيادة الحكيمة واسترشادًا بكلمة صاحب الجلالة الملك في افتتاح دور الانعقاد الثاني لمجلسي الشورى والنواب، حيث وجّه جلالته في كلمته السامية إلى الاستعداد الكامل للتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية والخدمية. وإيجاد صيغة مناسبة من التعامل المرن، والتفكير المتجدد، للحفاظ على تقدمنا المستمر في ميادين العمل والإنتاج.

إعادة تأهيل القوى العاملة

وأضاف في كلمته أنه على الصعيد العالمي ومواكبة مع أهداف التنمية المستدامة، يعد ثراء أي بلد مربوطًا ارتباطًا قويًّا بتحسين رأس المال البشري؛ كالتركيز على المهارات المتعلقة بفرص العمل في شتى المجالات والتي تأثرت وسوف تتأثر بالتقدم التقني الذي يتطلب مهارات جديدة وإعادة تأهيل للقوى العاملة التي على رأس العمل. ويتطلب أيضًا خلق بيئة عمل حاضنة للابتكار والإبداع، كما أن المهارات أصبحت ضرورة حتمية لتأهيل الكوادر البشرية والارتقاء بقدراتهم لمواكبة متطلبات وظائف المستقبل، ولا سيما في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم وتفعيل دور تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة التي أدت بالفعل لظهور واندثار العديد من الوظائف والمهن في مختلف القطاعات.

وتطرّق إلى متطلبات المرحلة المقبلة بالقول: “استعدادًا للمرحلة القادمة والتغيرات المتلاحقة لمتطلبات سوق العمل والأدوار المطلوبة لوظائف المستقبل كما أسفرت نتائج وتوصيات المنتدى الاقتصادي العالمي التي ركزت على أفضل المهارات المستقبلية لتشجيع الإبداع والابتكار في حل المشكلات وإدارة الأفراد نحو التحول الرقمي وإدارة التكنولوجيا باحترافية تامة للتماشي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ولدعم الجهود الوطنية في مملكتنا الغالية للارتقاء بأساليب تطوير القوى العاملة،فقد انطلقت الجهود لعقد هذا المحفل المميز اليوم لتسليط الضوء على أفضل الممارسات في مجال الابتكار ومهارات المستقبل”.

فهم قاعدة الرؤية والمهمة

وفي ورقته بعنوان “رحلة الإبداع الرقمي”، خاطب الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي حسن جرار الحضور بتوجيه سؤال قال فيه: “كم من الحاضرين في هذه القاعة يرى أن مكان عمله كتب “رؤية ومهمة؟”، فكان الجواب عبر رفع الأيدي بعدد كبير من جانب الحضور، وأعقبه بسؤال آخر: “من يعرف ما هي الرؤية وما هي المهمة؟”، فكان عدد الذين رفعوا أيديهم لا يتجاوز 5 أشخاص من بين العدد الكبير من المشاركين في الجلسة الافتتاحية والذي بلغ قرابة 250 مشاركًا، ليلفت إلى أن كثيرين يعرفون أن هناك رؤية ومهمة لمكان عملهم، لكنهم لا يعرفون ماذا تعني بالضبط.

وتابع: “لا تشعروا بأنكم وحدكم من يواجه ذلك، فهناك كثيرون غيركم”، ليدعو إلى أهمية إعداد العاملين في أي قطاع لتفهم الرؤية والمهمة، فذلك يعد أساسًا لنجاح عمل المؤسسات، وهنا يأتي دور التدريب والتعليم المستمر.

تكريم الرعاة والداعمين

وقبيل اختتام الجلسة الأولى، كرّم راعي الحفل وزير النفط المتحدثين والرعاة والداعمين والجهات المشاركة، ومن بينهم الرئيس التنفيذي لصحيفة “البلاد” أحمد البحر كجهة إعلامية راعية للمؤتمر.

من جانبها، عبّرت رئيس لجنة المرأة بجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية حورية عباس عن خالص الاعتزاز والتقدير بما تحققه المرأة البحرينية من إنجازات في مختلف المجالات، وحرص الجمعية على تشجيع الإبداع والتميز، لتدعو مناهل منصور للتكريم مع قصة نجاح متميزة لإحدى الشابات البحرينيات جاءت ضمن قائمة 100 امرأة ملهمة في مبادرة “بي بي سي”، حيث تعدت الصعاب والمشاكل وحققت إنجازات عديدة.

تأسيس قاعدة من الشباب

وفي حديثه مع الإعلاميين والصحافيين عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، قال وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة إن جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية تعقد مؤتمرها العالمي الثاني بالتركيز على موضوع التدريب علاوة على تنمية الموارد البشرية والتدريب المهني، وفي هذا الصدد يأتي الحديث عن سعي “بابكو” لإنشاء أكاديمية النفط والغاز وإشراك بقية الشركات الصناعية للاستفادة من الطفرة في القطاع الصناعي ضمن مجموعة من المشاريع كمشاريع بناغار وألبا وبابكو وهو الأكبر وأسري والبتروكيماويات، فنركز على التعليم المهني لتأسيس قاعدة من الشباب للدخول في هذا المجال، خصوصًا مع الاستثمار الضخم في مجال النفط والغاز والمجال الصناعي، والتدريب والتعليم هنا يشمل جميع القطاعات، أما قطاع النفط فالتركيز أكبر على القطاع المهني، وقد استمعنا في الجلسة الأولى إلى الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي يتحدث عن التدريب التقني في المجال المصرفي، وكذلك هنك المجال القانوني، ونركّز في القطاع الصناعي على تأسيس قاعدة من المهندسين الكيميائيين والميكانيكيين والكهربائيين وكذلك علوم الجيولوجيا وهندسة البترول.

وردًّا على سؤال يتعلق بالتعاون المشترك بين وزارتي النفط والعمل والتنمية الاجتماعية للتركيز على مخرجات التدريب المهني، قال إن وزارة العمل تعمل مع مختلف القطاعات ومنها الشركات العاملة في مجال النفط والغاز.