+A
A-

مواجهات دامية بين الأمن والمتظاهرين بالعراق

أطلقت قوات الأمن العراقية النار على محتجين في بغداد، أمس الإثنين، فقتلت ما لا يقل عن 5 منهم، وفقًا لشاهد من رويترز. وأظهر تقرير الوكالة أن قوات الأمن أردت محتجًّا بالرصاص. فيما أكد مصور رويترز أنه شاهد مصرع ما لا يقل عن 4 آخرين.

كما وقعت العديد من الإصابات من جراء اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين في بغداد. فيما قطع متظاهرون جسر العلاوي وطريق المتحف في بغداد.

هذا وتجمع آلاف المحتجين المناهضين للحكومة العراقية في وسط العاصمة بغداد، أمس، في تحدٍّ لمناشدة رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، إنهاء الاحتجاجات التي يقول إنها تكلف الاقتصاد العراقي مليارات الدولارات وتعطل الحياة اليومية.

وكان من المقرّر أن يبدأ ناشطون في بغداد إضرابًا عامًّا بدءًا من، الاثنين، وحتى إشعار آخر، للضغط على السلطة لتحقيق المطالب، فيما أفادت مصادر طبية بمقتل 3 متظاهرين بالرصاص أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.

وفي المتابعات الميدانية، وصلت تعزيزات أمنية إلى بوابة ميناء أم قصر في البصرة، والتي تجمهر المعتصمون أمامها وأشعلوا النيران في إطارات.

من جانبها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق عن مقتل 3 متظاهرين بالرصاص الحي وإصابة 12 من المتظاهرين والقوات الأمنية في كربلاء أمس، فيما أدانت الخارجية العراقية قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على قنصلية إيران في كربلاء، مؤكدة أن أمن البعثات والقنصليات خط أحمر لا يسمح بتجاوزه.

ودعت المفوضية القوات الأمنية إلى الالتزام التام بتطبيق معايير الاشتباك الآمن وعدم استخدام الرصاص الحي، كما دعت إلى إحالة الأشخاص الذين قاموا بالرمي المباشر تجاه المتظاهرين للتحقيق.

ودعت المفوضية المتظاهرين للبقاء في الأماكن المخصصة للتظاهرات وعدم تعريض المباني الدبلوماسية للخطر، محذرة كافة الأطراف من أن أي احتكاك يولد سقوط ضحايا بين الطرفين.

يأتي ذلك، فيما حذرت قيادة القوات المسلحة العراقية من أن الحرق والتدمير على جسر الجمهورية قد يؤدي إلى انهياره.

وأمنت قوى الأمن مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء بعد أن فرقت الاحتجاجات الصاخبة التي اندلعت في محيطها الليلة قبل الماضية.

وكان أكثر من ألف متظاهر قد توافدوا في محافظة كربلاء أمام القنصلية الإيرانية، ورفعوا العلم العراقي على حائط قنصلية إيران في كربلاء، تعبيرًا عن غضبهم من تدخلات طهران في شؤون بلادهم.

وفي تطوّر سياسي جديد، استقبل الرئيس العراقي، الدكتور برهم صالح، في قصر السلام ببغداد، رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم.

وجرى خلال اللقاء بحث تنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين، وأهمية حماية الأمن العام بما يحفظ الممتلكات العامة والخاصة.

وتم التأكيد على الإسراع في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية من أجل تحقيق الحياة الكريمة للشعب العراقي.

وطالب رئيس الوزراء العراقي، في بيان له، المتظاهرين بعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد، بعد مُضي أكثر من شهر على التظاهرات الاحتجاجية التي قال إنها دفعت السلطات الثلاث إلى مراجعة مواقفها.

كما نفى عبد المهدي مهاجمة القوات الأمنية للمحتجين، بل أشار إلى أنها كانت ترد على هجمات الخارجين عن القانون، وأن هناك تحقيقات تجري لمعرفة نوع السلاح الذي استخدم من قبل القوات الأمنية في الاحتجاجات.

وحذّر عبد المهدي من أن تهديد المصالح النفطية يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات.

وقد قتل أكثر من 250 شخصًا في الحملة الأمنية التي استهدفت المظاهرات هذا الشهر، حسب تقديرات محلية.