+A
A-

الغواص جناحي: لنتحد جميعاً من أجل بيئة بحرية نظيفة

حث الغواص حسن جناحي الشباب على خوض تجربة الغوص في أعماق البحر لإمتاع أبصارهم بعجائب وسحر مخلوقات الله عز وجل. وقال جناحي “إن الثروة البحرية بشكل عام وفي البحرين معرضة لخطر كبير بسبب ممارسات البشر، داعياً البحرينيين إلى الاتحاد جميعاً من أجل بيئة بحرية نظيفة خالية من الشوائب. جناحي شاب بحريني ثلاثيني، موظف في إحدى الوزارات الحكومية، حمله حبه للبحر للغوص لأعماقه واستكشاف كنوزه وخفاياه، فجعل ذلك فرصة لممارسة هواية التصوير ونقل ما يراه في عالم اللآلئ على مواقع التواصل الاجتماعي.

متى بدأت تشعر بالانتماء للعالم البحري؟

انتمائي للبحر بدأ منذ نعومة أظافري حيث ترعرعت بين السواحل الذهبية،وكانت البيوت قديماً محاذية للبحر،ونشأت في عائلة تعشق البحر فورثت هذا الحب وازداد بذلك فضولي لاستكشاف أعماقه.

هل هناك سر وراء محبتك للغوص؟

بدايتي كانت مع السباحة والحداق وكان ينتابني فضول كبير لما يخفيه البحر من كائنات وأسماك، فلم أجد شيئاً يشبع فضولي في البحر إلا الغوص بالمعدات لمشاهدة ما يخفيه قاع البحر من أسرار.

هل تعلمت السباحة بمفردك؟

دخلت دورة تعليم سباحة عندما كنت في الخامسة من عمري وحصلت على رخصة سباحة، وأول مرة غصت فيها كانت في العام2011. كما شاركت في مسابقات خاصة بالتصوير تحت الماء مما نمى في نفسي حب هذا العالم الجميل البعيد عن الضجيج..

ما أجمل و أسوأ شيء حصل لك في أعماق العالم الأزرق؟

أجمل شيء مشاهدتي لكائنات جديدة بألوان وأشكال مختلفة لم أشاهدها من قبل خاصة اذا تمكنت من توثيق هذه اللحظات بعدستي. وأسوأ شيء هو انعدام الرؤية وصعوبتها، فيصعب حينها مشاهدة عجائب الخالق وتوثيقها.

ما رأيك بمقولة “البحر غدار” ؟

لا أتفق مع هذه المقولة أبداً. نعم البحر غدار لمن يغوص لوحده من غير دراسة حالة الطقس ولمن لا يلتزم بتعليمات الأمن والسلامة، أما من يتبع كل تعليمات السلامة ويكون حذراً في الإبحار والغوص فالوضع آمن ولا داعي للخوف.

كم عدد البحار والمحيطات الي مارست الغوص فيها وما أجملها؟

أغلب غوصي في بحر مملكة البحرين، وغصت في عدد من مناطق البحر الأحمر، وبحر عمان المطل على المحيط الهندي، وحول جزر المالديف، وفي مناطق من ماليزيا والفلبين، وأجملها تنوعاً كان الحاجز المرجاني العظيم في استراليا المطل على المحيط الهادئ.

من الملحوظ جداً كثرة غوصك في محمية بولثامة شمال البحرين، فما سر التعلق الشديد بهذه المحمية؟

هذه تعد أفضل منطقة من ناحية التنوع الحيوي تحت الماء في بحر البحرين، وتقع في منطقة بعيدة تبعد حوالي 70 كيلومتراً شمال جزيرة المحرق، وفيها وفرة في الشعاب المرجانية وتنوع في الأسماك والمخلوقات البحرية، ورؤية ممتازة ومناظر خلابة تحت الماء، لذلك تعلقت بشكل كبير بهذه المنطقة وفيها استطعت أن أوثق ما لا تراه الأعين من كائنات بحرية ساحرة.

كيف كان شعورك لحظة لقائك مع القرش الحوتي أكبر سمكة على وجه الأرض ؟

سعادة بالغة، حيث انتظرت هذه اللحظة فترات طويلة خاصة في بحر البحرين. ولا لم يراودني خوف أبداً، فنحن نمتلك قدراً من العلم والثقافة بأنواع القرش وما تمثله من خطورة، والغالبية الساحقة منها لا تمثل أي خطورة تذكر للبشر، والقرش الحوتي كائن عملاق ولكنه أليف يتغذى على العوالق الصغيرة.

هل الثروة البحرية مهددة بالخطر؟

نعم الثروة البحرية بشكل عام وفي البحرين معرضة لخطر كبير، فالدراسات العالمية تشير إلى أن المخزون السمكي حول العالم انخفض إلى مستوى الثلث، والأسباب تعود إلى الصيد الجائر والاستهلاك الكبير للأسماك، وبعض طرق الصيد المدمرة ،والتوسع العمراني على حساب المساحات البحرية، وتلوث المخلفات البلاستيكية ومخلفات المصانع والبشر عموماً، كذلك ارتفاع معدل درجة حرارة الأرض وتسخن المحيطات يؤدي في النهاية لقتل الشعاب المرجانية التي لا تتحمل هذا الارتفاع في معدل درجات حرارة الماء..

في أي البحار ترغب بالغوص؟

أطمح بالغوص في جزر غالاباقوس شرق دولة الإكوادور في أمريكا الجنوبية، هذه الجزر فيها تنوع كبير من القرش والكائنات البحرية العملاقة لذلك أطمح لخوض التجربة وتوثيقها.

هل ترى أنه من الممكن إنشاء أكاديمية أو معهد للتدريب على الغوص؟

لم لا، حالياً مراكز الغوص المعتمدة تقوم بهذا الدور، ويوجد حسب علمي أكثر من 40 مدرباً ومدربة للغوص بالمعدات في البحرين.

لماذا لا نسمع عن مسابقات للغوص في البحرين التي هي بلد الغوص و أيام الغواصين؟

في السنوات الأخيرة تم تنظيم عديد من المسابقات البحرية تحت اسم مسابقات الموروث البحري برعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وفيها مسابقات خاصة باستخراج اللؤلؤ والصيد والتجديف وتهدف إلى إحياء تراثنا البحري بين الشباب.

هل ترى أن مجال الغوص مناسب للفتيات؟

لم لا، فهناك الآن العديد من المدربات المعتمدات للغوص بالمعدات في البحرين، الأمور يعود إلى الشخص ورغبته وطموحه بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة.

هل من كلمة أخيرة؟

أدعو الناس جميعاً للاتحاد من أجل بيئة بحرية نظيفة خالية من الشوائب. وأشجع الشباب البحريني لخوض تجربة الغوص في الأعماق لتغذية أبصارهم بعجائب وسحر مخلوقات الله عز وجل.

 

لقاء طالبة الإعلام: مريم جعفر

جامعة البحرين