+A
A-

ترامب يأمر بسحب ألف جندي من شمال سوريا

بدأت وحدات من جيش النظام السوري، أمس الأحد، بالتحرك باتجاه شمال البلاد “لمواجهة العدوان التركي”، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في اليوم الرابع من هجوم أنقرة وفصائل سورية موالية لها ضد المقاتلين الأكراد.

ولم تورد الوكالة الرسمية أي تفاصيل إضافية وما إذا كان هذا التحرك يأتي في اطار اتفاق مع الأكراد، في وقت قال مسؤول كردي لوكالة فرانس برس أن هناك “مفاوضات” بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية.


وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه حصل على معلومات مؤكدة تفيد بوجود اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وروسيا لتسليم عين العرب (كوباني) ومنبج للنظام السوري والسماح لهم بالدخول إليهما.


ونشرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن جيش بشار الأسد سيدخل المدينتين خلال الـ48 ساعة المقبلة، بينما ذكرت وكالة “سبوتنك” أن جيش النظام السوري بدأ فعلاً بالتحرك بمحيط منبج باتجاه مركز المدينة.


سحب ألف جندي أميركي
وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس أن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سوريا، في وقت وصل عدد السكان الفارين جرّاء الهجوم التركي إلى 130 ألفاً. وقال إسبر إن القرار اتخذ بعد أن علمت الولايات المتحدة أن تركيا تعتزم توسيع عمليتها في سوريا بشكل أكبر من المتوقع.


وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى لعقد صفقة مع النظام السوري وروسيا للتصدي لهجوم الأتراك في الشمال السوري.


وقال إسبر لشبكة “سي بي إس” “نجد أن لدينا قوات أميركية عالقة على الأرجح بين جيشين في حالة مواجهة يتقدمان وهو وضع لا يمكن السماح باستمراره”.


 130 ألفاً نزحوا
وأعلنت الأمم المتحدة الأحد أن هجوم تركيا أجبر 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، متوقعة ارتفاع هذا العدد بأكثر من 3 مرّات.


وكتب ترامب على تويتر “كان ( قراراً) ذكيا جدا عدم الانخراط في القتال العنيف على طول الحدود التركية، بعكس ما يحدث عادة”.


وأضاف “الأكراد وتركيا يتقاتلان منذ عدة سنوات.. قد يريد آخرون الدخول في القتال مع أحد الطرفين أو الآخر. فليفعلوا ذلك! نحن نراقب الوضع عن كثب. حروب لا نهاية لها”.


ميدانيا، سيطرت القوات التركية والمقاتلون السوريون الموالون لها، على مدينة تل أبيض الحدودية، وسط احتدام المعارك شمالي سوريا، أمس ، بينما أكدت أنقرة توغل قواتها بعمق 35 كم داخل الأراضي السورية.


أردوغان يتحدى الغرب
وبالرغم من التنديد الدولي، أكد الرئيس التركي، أمس، أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على أنقرة وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا.


وقال أردوغان في خطاب متلفز: “بعدما أطلقنا عمليتنا، واجهنا تهديدات على غرار عقوبات اقتصادية وحظر على بيع الأسلحة (لأنقرة). من يعتقدون أن بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيرا”.
 ميلشيات إيران تهاجم “قسد”


قال قيادي كردي إن الميليشيات التي تقاتل تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني هاجمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في منطقة دير الزور شمال شرق سوريا بالتزامن مع الهجوم التركي، رغم أن طهران انتقدت رسمياً العمليات التركية داخل الأراضي السورية.


وبينما دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني تركيا إلى وقف عملياتها واقترح عودة الأكراد إلى العمل مع النظام السوري، كشف القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، أن “ميليشيات مدعومة من إيران بدأت بالهجوم” على قواته من الجنوب.


ويقول مراقبون إنه رغم خشية إيران من امتداد الصراع مع الأكراد إلى المناطق الكردية الإيرانية، إلا أنها أيضاً لا تستطيع في الوقت نفسه أن تخسر تركيا كصديق أكثر أهمية في غرب آسيا.