+A
A-

القصة الفائزة بجائزة خليفة بن سلمان تؤرشف براعة فريق الفرسان الإماراتي

خالي أهداني أول كاميرا عندما كنت بالمرحلة الابتدائية

- عملت بشركة تبديل "تايرات" لتأمين مبلغ شراء أول كاميرا متطورة

- تلقيت بشارة الفوز باتصال من مدير بوزارة الإعلام مساء أمس

- سمو رئيس الوزراء سألني عن انتسابي لعائلة حجير وبوري

- قال سموه أن "البلاد" ولادة بالكفاءات والمواهب

- أجمل تهنئة تلقيتها عائليا من والدتي تاج رأسي وزوجتي أم ملاك

- تلقيت اتصالا للتهنئة من سمو الشيخ عيسى بن علي

ارتبط اسم مشرف قسم التصوير بصحيفة البلاد الزميل عبدالرسول الحجيري بالتصوير ومعانقة الكاميرا.

وتوج الزميل المبدع هذه العلاقة بنيله جائزة خليفة بن سلمان للصحافة عن أجمل صورة صحافية بحفل شرفه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لتكريم الفائزين بجائزة سموه للصحافة.

وحاورت "البلاد" الزميل الحجيري عن تبرعم موهبته ودخوله عالم الصحافة منذ 23 عاما.

بدأ عشق الحجيري للتصوير منذ كان طالبا بالصف الأول الابتدائي، وأهداه خاله الكاميرا الأولى بحياته، وعمل بشركة لتبديل إطارات السيارات لتأمين مبلغ شراء كاميرا متطورة من إمارة دبي، ثم دخل الصحافة موزعا للجرائد بالعام 1996 حتى جاءت ورطة عدم وجود مصورين بصحيفة محلية عمل بها قادت لتقديم نفسه مصورا بديلا مما فتح أمامه الباب للانتقال من إدارة التوزيع لقسم التصوير.

أما عن القصة الفائزة فهي تؤرشف براعة فريق فرسان الإمارات التابع للقوات الجوية بدولة الإمارات العربية المتحدة لدى مشاركتهم بمعرض البحرين الدولي للطيران 2018، حيث رسم سرب الفرسان لوحة مميزة على شكل قلب بألوان العلم الإماراتي.

وفيما يأتي نص الحوار:

الفوز الثمين

ماذا تعني لك الجائزة؟

- أعتبرها أهم جائزة في حياتي، وكانت حلما وأصبحت حقيقة، وأتمنى أن أكون قديرا على تحمل عبء المسؤولية من بعد هذا الفوز الثمين بمسيرتي المهنية.

ليس بسيطا في سجل أيّ صحفي أو مصور أن يكون فائزا بجائزة خليفة بن سلمان للصحافة، وهي تعتبر أهم جائزة وطنية والتنافس فيها شديد بين مختلف الزملاء.

اتصال البشارة

متى أبلغت ببشارة الفوز؟

- تلقيت اتصالا مساء أمس الاثنين من مدير بوزارة شؤون الإعلام، وأبلغني بضرورة التواجد بحفل الجائزة، وسألته عما إذا كنت من الفائزين أو لا.

لم يكن في بادئ الأمر يود إبلاغي بالخبر السعيد، واكتفى بالإشارة أنني من المرشحين للفوز، ولكن بعد إلحاحي بالسؤال عليه، أكد بأنني الفائز عن فئة أفضل صورة، وشكرته على اتصاله، وعشت ليلة سعيدة.

حجير من بوري

ماذا قال لك سمو رئيس الوزراء عندما صافحته لاستلام الجائزة؟

- سمو رئيس الوزراء قائد حكومي متفهم للصحافة ودورها، وسموه عاشق للتصوير، ولسموه قصص كثيرة بمجال التصوير.

وسموه قريب من المواطنين ونبضهم، وعندما تشرفت بمصافحة سموه لاستلام الجائزة، أول ما سألني عن نسب عائلتي ومنطقة سكني، وبادرني سموه بالاستفسار عما إذا أنتسب لعائلة حجير من قرية بوري، وأجبته بذلك، ثم استفسر عن بعض الشخصيات من عائلتي، وهما خالي حبيب حجير ورجل الأعمال خلف حجير.

وأفاضني سموه بنصائحه الأبوية للاستمرار بالتميز في مجال التصوير الصحفي، وقال سموه أن صحيفة البلاد ولادة بالكفاءات والمواهب الوطنية. وكان لهذه الكلمات الرائعة من سموه الأثر الكبير في نفسي لأنه غمرني بعطفه الأبوي وحديثه كرجل دولة مطلع على كثير من الأمور وقارئ للمشهد العام وقريب من شجون الصحافة.

وما يزيدني غبطة أنني تشرفت بمصافحة سمو رئيس الوزراء بأول حفل لتكريم الصحافة قبل أعوام بمناسبة يوم الصحافة البحرينية، وأما مصافحة اليوم فهي استلام جائزة تحمل اسما غاليا على قلوب الجميع.

الصورة لفائزة بجائزة خليفة بن سلمان للصحافة

قصة الصورة

ما قصة الصورة الفائزة؟

- الصورة الفائزة التقطتها بمعرض البحرين الدولي للطيران 2018، والتي تؤرشف مشاركة مميزة من فريق فرسان الإمارات التابع للقوات الجوية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

شارك سرب من الفرسان باستعراض أبهر الحضور بالمعرض، وشكلوا لوحة مميزة على شكل قلب بألوان العلم الإماراتي.

ووسط ذهول الجميع بالاستعراضات الجميلة للفريق التقطت صورة تبين لوحة الفرسان وبهجة المشاركين ومسارعتهم لالتقاط صور تخلد هذه اللحظات الجميلة وذلك من زاوية فنية مميزة.

علاقة الكاميرا

اسم عبدالرسول مرتبط بالتصوير الصحافي منذ سنوات طويلة.. متى كانت قصة البداية مع الكاميرا؟

- بدأت علاقتي مع الكاميرا منذ كنت طالبا بالصف الأول الابتدائي بمدرسة عالي الابتدائية للبنين. وبدأت التصوير فعليا بالصف الرابع الابتدائي، وحينها تبرعمت موهبتي وشغفي للتصوير.

وحصلت على أول كاميرا من خالي رضي حجير، وأعتبره الداعم الأول وأهداني الكاميرا بعد أن شعر بشغفي الكبير للتصوير.

بعد تخرجي من الثانوية العامة، عملت لدى شركة عبدالجبار الكوهجي لتبديل الإطارات بمنطقة السهلة، وكان راتبي 90 دينار شهريا، وعملت لمدة 3 أشهر، ثم طلبت إجازة للسفر للإمارات لشراء كاميرا متطورة من هناك.

وسافرت مع الأصدقاء إلى إمارة دبي، واشتريت كاميرا جديدة بمبلغ 65 دينار، وما زلت محتفظا بها إلى اليوم.

وبعد عودتي من دبي، عملت لدى مكتبة خالي رضي حجير، وساهمت بمشاركاته بمعارض الكتب التي يجري تنظيمها بتلك الفترة، ومن خلال مشاركات المكتبة وحضور مؤسسة الأيام للصحافة بهذه الفعاليات تعرفت على موظف بقسم التوزيع بالمؤسسة، وهي البداية لدخولي مؤسسة صحفية.

استفسرت من الموظف عن حاجة صحيفة الأيام لمصور، وابتسم هذا الرجل الذي توفي رحمه الله، واستفسر عن ذلك لدى المعنيين، وجاءني باليوم التالي وطلب مني تقديم أوراقي لإدارة الصحيفة.

وبالفعل قدمت طلب التوظيف بالعام 1996 لدى مدير التوزيع بمؤسسة الأيام حينذاك (سفير البحرين في روسيا حاليا) أحمد الساعاتي، وسجلت رغبتي للعمل مصورا بالصحيفة، ولكن رد الساعاتي أن الوظيفة المتاحة حاليا العمل بوظيفة موزع للصحيفة.

وهنا سألت الساعاتي في حال عملت موزعا للصحيفة فهل سأحصل بطاقة مكتوب عليها اسم صحيفة الأيام. ورد الساعاتي بالإيجاب. اختمرت في ذهني فكرة أن حصولي على البطاقة ستخولني للقيام بمهام التصوير لأعزز من طلبي لدى الصحيفة في حال التقطت صورا جيدة وحينها سأنتقل من قسم التوزيع لقسم التصوير. ولم أتردد ووقعت على عقد العمل موزعا للصحيفة.

عملت لأقل من سنة موزعا للصحف، وأستخدم دراجة نارية لتغطية المناطق من أم الحصم للنبيه صالح، وكانت تجربة رائعة في حياتي، وانتقلت بعدها لقسم المطبعة ومكثت قرابة 3 أشهر ثم انتقلت لقسم الكتب والمخازن.

في هذه الفترة تعرفت على رئيس القسم الفني الفنان أنس الشيخ ورئيس قسم الشؤون المحلية بتلك الفترة عدنان الموسوي (والد الزميل بصحيفة البلاد علوي الموسوي) والزميل علي القميش وآخرين، وهما خير داعمين لمسيرتي الأولى بمجال التصوير الصحفي.

كان مكتب الشيخ بصحيفة الأيام عبارة عن صومعة للثقافة والفن، ولا ينقطع حديث أنس ورواد المكتب عن الفن والصور والإبداع المتجدد من خلال اطلاعه المستمر على أبرز ما ينشر بالأوساط الخارجية عن التصوير والمدارس الفنية. وكنت أجلس بالمكتب منبهرا من الحديث ومصغيا لكل النقاشات لأن غايتي الاستفادة من الجميع بأكبر درجة.

وحدثت النقطة الفارقة في حياتي بالانتقال من قسم التوزيع إلى قسم التصوير عندما وقع رئيس قسم الشؤون المحلية بالصحيفة بورطة عدم وجود مصور لتصوير المتفوقين بملحق سنوي تصدره الصحيفة للاحتفاء بالمتفوقين. حينها قفزت فكرة أن أطرح نفسي على رئيس القسم وكان يومها أحمد الساعاتي الذي انتقل من إدارة التوزيع لإدارة قسم الشؤون المحلية.

وألححت على الساعاتي لقبول طلبي، لأنها فرصتي الذهبية، وكان يختبر صبري وطاقتي وموهبتي، ويومها كان متشددا في التعامل معي، ولكن أدركت بعد أعوام أن هذه القسوة صقلت الإرادة في داخلي، وبثت في نفسي العزيمة، لأجتهد في التقاط أجمل الصور، وبالفعل تحقق ما طمحت إليه عندما تقرر نقلي من قسم التوزيع إلى قسم التصوير.

وأريد أن أسجل إشادة للزميل الفنان المبدع أنس الشيخ على دعمه الكبير، لأنخرط في مهنة التصوير، حيث سدّد كلفة شراء الأفلام وفاتورة تحميضها من جيبه الشخصي بأول اختيار لقدراتي بالتصوير عندما كلفت بتصوير المتفوقين لنشر صورهم بملحق خاص بذلك. دعمني في سبيل أن أقدم أفضل الصور للصحيفة وأثبت أنني قادر على هذه المهمة.

كذلك لا أنسى دعم أنس الشيخ عندما قرأت عن فرصة تدريبية تنظمها وكالة رويترز لتنظيم فعالية تدريبية للتصوير، ولم أكن مقتدرا لسداد رسم المشاركة البالغ 400 دينار، حيث كان راتبي لا يتجاوز 350 دينار. لقد وافق على أن أقترض منه المبلغ للمشاركة، ولكنه رفض استرداد المبلغ لأن غايته دفعي لمزيد من الحصول على التدريب والصقل وأنا ممتن له على ذلك.

كما دفعني أنس للمشاركة بالعام 2002 بالمعرض الجماعي الأول للفن المركب (الخروج نحو الداخل) وهو أول معرض أشارك به، وقدمت به صورا الى جانب أعمال فنية من زملائي، الذين يعتبرون الفنان أنس أبا روحيا في مسيرتهم الفنية. وشهد افتتاح المعرض وزير العمل آنذاك (مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام حاليا) نبيل الحمر.

أمضيت 14 سنة موظفا بصحيفة الأيام ثم انتقلت لصحيفة البلاد منذ تأسيسها في أكتوبر 2008 حتى الآن، وأتولى مسؤولية الإشراف على قسم التصوير.

في حقبة صحيفة البلاد فإن الداعم الأكبر هو رئيس التحرير مؤنس المردي، لأنه مصور محترف ومتذوق للصورة، لجأت له كثيرا في بداية إصدار الصحيفة لتقصي رأيه الفني، ومن يزور حسابه على "أنستغرام" سيكتشف موهبة المردي الرائعة، وهو أعتبره محفزا في صقل مهارتي.

كما أنوه بدور زملائي بمختلف الأقسام، والذي كان لهم الدور التحفيزي في التفكير خارج الصندوق، والاطلاع على تجارب صحف خارجية، للاستفادة منها في التقاط الصور المميزة. وليس خافيا على الجميع أن صحيفة البلاد تتميز في تغطياتها العامة بالصور وتعطي أهمية للكلمة والصورة على حد سواء.

واستمرار التحدي للانجاز مستمر، ففي العام الماضي تأهلت ضمن 30 متنافسا بفئة أجمل صورة بمهرجان دبي للمأكولات بالعام 2018، والمتنافسون من أفضل المصورين العالميين. لم أفز بالجائزة ولكني يكفيني شرف المحاولة والتأهل لهذا المستوى المتقدم.

أما في هذا العام فقد نلت شرفا عظيما بالفوز بجائزة خليفة بن سلمان لأفضل صورة صحافية.

أجمل تهنئة

انهمرت عليك التهاني بمناسبة نيل الجائزة.. ما أجمل تهنئة تلقيتها؟

- أجمل تهنئة على الصعيد العائلي تلقيتها عبر اتصال من والدتي الغالية، وزوجتي الرائعة، وهذا الاتصال أدخل السرور والبهجة في قلبي، لأنني أعتبر والدتي تاج رأسي، وكلماتها اليومية لي بالتوفيق وقود حياتي اليومية.

أما على المستوى العام فقد تلقيت اتصالا من رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، والذي يتواجد بهذه الأيام بمدينة جنيف للمشاركة باجتماعات للاتحاد الدولي لكرة السلة.

هنأني سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بالجائزة، وأعتبر سموه من أكبر الداعمين. واستفدت من ملاحظات سموه  المستمرة عن الصور التي التقطها باتحاد كرة السلة.

إهداء

لمن تهدي الفوز؟

أهدي الفوز لوالدتي الغالية أم عبدالله، وزوجتي أم ملاك، وعائلتي، وأسرتي المهنية بصحيفة البلاد.

الجميع وقف معي في كل مراحل حياتي المهنية. أسرة صحيفة البلاد هم عون لكل موظف في السراء والضراء.

بروفايل:

عبدالرسول أحمد الحجيري
43 عاما
4 بنات (ملاك، فاطمة، نور، هبة)
23 عاما بمهنة التصوير