+A
A-

509 ملايين دولار قيمة المشاريع العقارية المستقطبة إلى البحرين

قدر مدير إدارة التطوير العقاري والسياحة بمجلس التنمية الاقتصادية علي مرتضى قيمة المشاريع العقارية التي تمكن مجلس التنمية الاقتصادية من استقطابها في العام الماضي والجاري بنحو 509 ملايين دولار، إذ كان للمجلس دور في تسهيل إجراءات هذه المشاريع وكذلك التعريف بالفرص العقارية في البحرين.

وأشار إلى وجود نمو في القطاعات العقارية البديلة في البحرين، ومنها التعليم والصحة، وسيتم إنشاء مدارس جديدة والمدينة التايلندية و(Investment Gateway 2).

وصرح مرتضى للصحافيين على هامش افتتاح أعمال قمة تكنولوجيا العقار الخليجية 2019 أمس أن المجلس يعمل على تذليل وحل ما يواجه المستثمر الخارجي والمحلي في القطاعات التي تخص القطاع العقاري، لافتًا إلى أن القطاع العقاري يشهد نموًا خليجيًا بنسبة تتجاوز 50 % سنويًا، وكذلك يشهد عدد المعاملات العقارية وحجمها زيادة سنويًا.

وأشار إلى أن قيمة الصفقات لشركات التطبيقات العقارية في العام الماضي تجاوزت 24 مليار دولار عالميًا، وهنالك أكثر من 600 شركة رفعت رأس مالها في هذا القطاع. “ورغم أن القطاع العقاري يعتبر ثاني أكبر قطاع خليجيًا، إلا أن ليست هناك أية استثمارات في التكنولوجيا العقارية، ويتم إنجاز المشاريع بالطريقة التقليدية، (...) الهدف من القمة توعية السوق المحلية والخليجية، وستكون جزءًا من الفعاليات التي تقام في أميركا وهونغ كونغ ولندن مستقبلا”.

وتطرق إلى أن المشكلات التي تواجه القطاع العقاري في دول الخليج هي في حاجة للتكنولوجيا لحلها، فعلى سبيل المثال السكن الاجتماعي يشهد طلبًا كبيرًا عليه، إلا أن المعروض منه ليس كافيًا، وباستخدام التكنولوجيا بالإمكان بناء بيوت في المصانع وتركيبها خلال 3 أشهر، ربما التكلفة متساوية، إلا أنها ستنخفض مستقبلا في إشارة إلى البيوت التي يتم تشييدها بالمصانع.

وأضاف أن من المشكلات زيادة كلفة الكهرباء والماء والصرف الصحي والتي يمكن حلها عبر التحكم بها في البيوت الذكية والمجتمعات الذكية التي يتم فيها التحكم بكل شيء فيها إلكترونيًا، كما أن التمويل العقاري (Crowd funding) بالإمكان شراء عقار بالكامل أو جزئية منه إلكترونيًا، وبالتالي يستطيع الشباب استثمار مبالغ صغيرة فيها.

وتابع أن موقع (AirBnb) يعمل على تشغيل العقار وإيجاره على سبيل المثال الشقق على البحر، وقد خلقت هذه الشركة لوحدها 80 ألف وظيفة عبر التطبيق عالميًا، وهنالك مجال للعمل في هذا القطاع خليجيًا خصوصًا أن لا يوجد شركات عاملة في هذا المجال خليجيًا.

وأكد مرتضى أن “البحرين تشكل  بيئة خصبة وجاذبة للشركات المرتكزة على التكنولوجيا ومن بينها التكنولوجيا العقارية، إذ يمكن لأبرز اللاعبين في هذا المجال الصاعد أن يستفيدوا من الإمكانات والفرص التي تتيحها المملكة لهم لتنمية أعمالهم ومنها البيئة الداعمة للشركات الناشئة”.

وعن الشركات المتخصصة بالتكنولوجيا العقارية بالسوق المحلية، أوضح مرتضى أن “شركة ستيتا من دولة الكويت دخلت السوق المحلية، وتعمل في مجال تجميع المعلومات عن العقارات واستخدماها للتحليل والبناء وبيعها على المطورين العقاريين وإعطاء الدراسات لجميع العاملين بالمملكة، مضيفًا أن شركات أخرى تعمل في مجال مواقف السيارات تجري نقاشات مع شركة أصولها بولندية ولديها مكتب في امستردام، حيث يتم الخصم المبالغ من التطبيق، وهنالك شركة أخرى نظامها مختلف حاليًا يتم تسجيلها، وسنعمل على استقطاب دول أخرى”.

وانعقدت أعمال قمة تكنولوجيا العقار الخليجية 2019، أمس، بحضور خبراء ومهتمين بالشأن من مختلف أنحاء العالم الذين شاركوا في الجلسات النقاشية التي تضمنتها القمة، والتي سلطت الضوء على أبرز الآثار والمتغيرات التي سيخلقها نمو التكنولوجيا العقارية في البحرين والمنطقة والعالم.

ونظم القمة مجلس التنمية الاقتصادية بالتعاون مع شركة “هيكسجين” وبرعاية من شركة ديار المحرق وبالشراكة مع “جي إل إل” و”آر آي سي إس”، و”أرابنت”.

واستهلت القمة أعمالها بكلمة افتتاحية قدمها الرئيس التنفيذي لشركة ديار المحرق أحمد العمادي وذلك لتدشين انطلاقة الجلسات النقاشية المتخصصة، كما قدم مدير إدارة التطوير العقاري والسياحة بمجلس التنمية الاقتصادية علي مرتضى ورقة تطرق من خلالها إلى الإمكانات التنافسية والفرص التي تحتضنها بيئة الأعمال في البحرين والتي تجعلها مهيأة لازدهار قطاع التكنولوجيا العقارية. كما وشملت القمة تسليط الضوء على عدد من الأفكار والرؤى المتعلقة بالتكنولوجيا العقارية خلال الجلسات النقاشية إلى جانب عروض قدمتها الشركات الناشئة في مجال الابتكار؛ لتعريف الحضور بتجربتها.

تقرير شركة “هيكسيجن”

وأطلقت شركة “هيكسيجن” خلال جلسات القمة  تقريرًا بحثيًا حول واقع تكنولوجيا العقار في المنطقة، والذي اشتمل على نتائج مسح أجرته الشركة؛ بهدف تحديد التقنيات الرئيسة التي ستساهم في إحداث التغيير في القطاع العقاري خلال السنوات الخمس المقبلة. وعلى الرغم من تزايد الطلب في القطاع على حلول تكنولوجيا العقار حاليا في مجال المبيعات، والتأجير، والتخطيط، والتصميم، وإدارة الممتلكات هي الأكثر طلبًا إلا أن التطورات التكنولوجية في مواد البناء الجديدة والبيانات الكبرى وإنترنت الأشياء و”الدرونز” وتقنيات الاستشعار تظل صاحب التأثير الأكبر في القطاع وفقا للتقرير.

فرص لم يتم استغلالها بالكامل

وأشار التقرير إلى توقعات أغلب المختصين في الشأن العقاري الذين جرى استطلاع آرائهم إلى أن القطاع العقاري سيشهد تغييراُ بفعل تكنولوجيا العقار في غضون 4 - 7 سنوات، كما وجد التقرير بأن 80 % تقريبًا من المشتغلين بالقطاع العقاري الذين جرى استطلاع آرائهم يعتقدون أن تكنولوجيا العقار فيه فرصًا لم يتم استغلالها بالكامل، كما أنه وفي الوقت ذاته فقد أبدى نحة 50 % من المشاركين في الاستطلاع بأنهم على استعداد لاحتضان هذه التكنولوجيا من خلال وجود خطة موثقة وميزانية مخصصة. وأوضحت نتائج التقرير إلى أن من بين أكثر الفئات استعدادًا لتبني حلول التكنولوجيا العقارية يأتي مدراء الأصول، يليهم المستشارون ومديرو الإنشاءات.

تريليونا دولار مشاريع العقارات قيد الإنشاء

أكد الرئيس التنفيذي لشركة “هيكسيجن”، جابريت سيذي، “أن البيئة الداعمة في البحرين تحظى بميزة استثنائية مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة وذلك وفقًا للنتائج التي توصل إليها البحث الذي أجرته شركة “هيكسيجن”، إذ بات من المتوقع أن نشهد نموًا ملحوظًا في الاستثمار والإيرادات المتدفقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات في السنوات المقبلة، ونأمل أن تساهم قمة تكنولوجيا العقار الخليجية في تعزيز وتشجيع هذا النمو المرتقب بشكل أكبر”.

وأشار إلى أن هنالك فرصة لتأسيس المشاريع في البحرين وتجربتها، ومن ثم التوسع في منطقة “المينا”، خصوصًا أن المملكة تعتبر وفقًا للبحث الذي تم إجراؤه مركزا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لعدة أسباب منها، أن البحرين بيئة حاضنة للتكنولوجيا، وإدخال الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين.

ولفت إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “المينا” تحتوي على العديد من الفرص الاستثمارية، خصوصًا أن مشاريع قطاع العقارات والإنشاءات التي قيد الإنشاء حاليًا تقدر بنحو تريليوني دولار والتي تضم مشاريع البنية التحتية، وغيرها من المشاريع.

”غولدن غيت” ومواكبة التطورات

بدورها، أكدت نائب الرئيس للمبيعات والتسويق في “غولدن غيت” إيمان المناعي أهمية الدور الذي تقوم به هذه الفعاليات الخليجية والعالمية في كونها تعكس الجهود التي تبذلها البحرين؛ كونها صاحبة الموقع الإستراتيجي والحريصة على تطوير اقتصادها ومواكبة التطورات العالمية، وأن تكون سباقة في مجال الإبداع والتطوير، مشيرة إلى اهتمام مجموعة “غولدن غيت” بمواكبة التطورات في مجال حلول تكنولوجيا العقار في مجالات البناء ‏وكذلك من ناحية التطبيقات التكنولوجية.

البحرين بمثابة بؤرة للابتكار

وبحسب شركة “هيكسيجن” تعتبر البحرين بمثابة بؤرة للابتكار ووجهة رائدة لاستقطاب حلول التكنولوجيا العقاري على مستوى المنطقة، وذلك بتضافر الجهود التي تبذلها الحكومة والمحافل التربوية والأكاديمية واللاعبين الدوليين في سبيل تحقيق هذا الهدف، حيث برزت مساهمة الأكاديميين في هذا المجال السعي نحو إنشاء جامعات ذكية في محاولة لتطوير المنظومة التعليمية وجعلها أكثر تقدمًا وتحويلها إلى مصدر إلهام للابتكار. كما ويتم  تقديم العديد من الدورات والبرامج المتخصصة في ريادة الأعمال وتقنية “سلاسل الكتل الرقمية” blockchain، إضافة إلى ذلك الجهود والمبادرات التي تقدمها “تمكين” لدعم  لمشاريع ريادة الأعمال في البحرين.