+A
A-

25 % من ميزانية شركات النفط والغاز تخصص للاستدامة والصحة والبيئة

رأى ياسر العباسي من شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات “جيبك” أن الشركات التابعة للهيئة الوطنية للنفط والغاز تخصص مبالغ كبيرة وجزء كبير من الميزانية التشغيلية لكل منها يتعلق بالاستدامة والاهتمامات بالصحة والبيئة، إذ تتجاوز هذه النسبة أكثر من 20 %.

وأضاف العباسي - خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس للإعلان عن فعاليات النسخة السابعة من المؤتمر العالمي للصحة والسلامة والبيئة تحت شعار “الكفاءة، المرونة والاستدامة” - أن شركة “جيبك” تصرف مبالغ كبيرة على مجال الاستدامة في الشركة، و “جيبك” تعتبر من أصغر الشركات الصناعية تحت مظلة الهيئة الوطنية للنفط والغاز والمبالغ تقدر بالمليارات، فإن حجم الاستثمار إذا تمت مضاعفته مع شركة “بابكو” و “بناغاز” وبقية الشركات النفطية في البحرين، فاعتقد أن المبالغ كبيرة وجزء كبير من الميزانية التشغيلية لكل شركة يتعلق بالاستدامة والاهتمامات بالصحة والبيئة أكثر من 20 %.

واتفق معه في ذلك رئيس لجنة التنظيم المؤتمر العالمي للصحة والسلامة والبيئة محمد الحوسني، على أن أكثر من 25 % من الميزانية التشغيلية للشركات التابعة للهيئة الوطنية للنفط والغاز تخصص للاستدامة والصحة والسلامة.

وأوضح الفيحاني أن “الهيئة الوطنية للنفط والغاز ترعى المؤتمر العالمي للصحة والسلامة والبيئة وتشجع الشركات التابعة لها بالاستثمار. ليس لدينا رقما دقيقا، لكن جميع الشركات التابعة للهيئة لديها الاستثمار والتوجه منذ قبل ولادة هذا المؤتمر، عنوان الهيئة الصحة والسلامة والبيئة، وتحت مظلة هذا المؤتمر نساهم قدر المستطاع بشركاتنا النفطية بالاستثمار في هذا المؤتمر، ونشجع الجيل الجديد والثقافة الجديدة والتكنولوجيا الجديدة بالمشاركة فيه”.

إلى ذلك، قال متحدث من شركة سعودية باللجنة التنظيمية للمؤتمر بخصوص موضوع الاستدامة “إن الشركات تتعامل مع المشاريع المربحة ولها شروط مربحة، لكن رأينا مشاريع كثيرة للاستدامة التي ليس لها ربح خلال 10 إلى 20 سنة وتهتم بالموارد الطبيعية المهمة مثل الماء ومواد الطاقة، فعلى سبيل المثال شركات التصنيع يتم تحديد ميزانية لا تقل عن 10 إلى 15 % لمشاريع الاستدامة، وفي العام الماضي عملنا 5 مشاريع بمقدار 3 ملايين ريال سعودي”، مؤكدا أن الاستدامة هي ثقافة للأجيال القادمة فإذا لم نبدأ التفكير في كيفية المحافظة على الطاقة والماء سنواجه تحديات كبيرة بالسنوات المقبلة.

استضافة البحرين للمؤتمر

وتستضيف البحرين تحت رعاية وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة فعاليات النسخة السابعة من المؤتمر العالمي للصحة والسلامة والبيئة تحت شعار “الكفاءة، المرونة والاستدامة” خلال الفترة من 30 سبتمبر - 3 أكتوبر 2019 بمركز الخليج الدولي للمؤتمرات بفندق الخليج، إذ ينظم هذا الحدث شركة “أيكونكس” بالتنسيق والتعاون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز وبدعم من شركة “أرامكو” السعودية وشركة غاز البحرين الوطنية (بناغاز) والعديد من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية وبمشاركة عددية من كبار الشخصيات من الرؤساء التنفيذيين للشركات المتخصصة في القطاع النفطي والمهتمين والفنيين لمناقشة العديد من المواضيع التي تتعلق بالصحة والسلامة والبيئة وآخر التطورات في هذا المجال.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة غاز البحرين الوطنية “بناغاز”، الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة أن النسخة السابعة من المؤتمر العالمي للصحة والسلامة والبيئة ستعقد برعاية وزير النفط للمرة الثانية بعد رعايته للمؤتمر في العام 2017، مشيرًا إلى أن فعاليات المؤتمر في نسخته السابعة ستعقد في 30 سبتمبر.

وذكر أن اللجنة الرئيسة للمؤتمر تركز على جعله عالمي، وبالفعل منذ بدأ قبل 7 سنوات، أخذ له دور وتركيز على دول الخليج، إذ عقد في العام الماضي في الكويت والعام المقبل في سلطنة عمان، ومستقبلا سيعقد في السعودية والإمارات.

بدوره، قال رئيس لجنة التنظيم المؤتمر محمد الحوسني عن مدى نجاح المؤتمر على مدى الأعوام السبعة الماضية إن النسخة الأولى عقدت في نيودلهي بحضور 450 مشاركًا، وسنويًا كسرنا هذا الرقم، ووصل الحضور في الكويت بالعام الماضي إلى 1082 مشاركًا، ومن المتوقع في هذه النسخة حضور 1200 مشارك.

وأشار إلى أن 30 شركة شاركت في النسخة الأولى، ونتوقع حاليًا مشاركة 150 شركة، وارتفع عدد المتحدثين من 40 في النسخة الأولى ليصل في هذه النسخة إلى 109 متحدثين، كما ارتفع عدد الدول المشاركة في المؤتمر من حوالي 5 دول في النسخة الأولى ليصل إلى 22 دولة في هذه النسخة، وهذا دليل على تجاوز المؤتمر من نجاح إلى نجاح.وأكد أن المؤتمر يسلط الضوء على أبرز المواضيع التي تساهم برفع مستوى ممارسات السلامة والصحة والبيئة.

حقيق أهداف التنمية المستدامة

من جهتها، أكدت مها آل شهاب من اللجنة التنظيمية للمؤتمر إن المؤتمر متخصص بالصحة والسلامة والبيئة الذي له أهمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتماشى مع رؤية البحرين 2030، (...) نفخر بأن البحرين من الدول التي يشار إليها بالبنان في تحقيق أعلى مستويات الصحة والسلامة المهنية والحفاظ على البيئة عبر وجود عدد كبير من المتخصصين في هذا المجال.

وأضافت أن مجال البيئة والصحة والسلامة هي منظومة خاصة يتوجب وجودها بتوافر العناصر الأساسية من أطباء وفنيين ومهندسين وطاقم كبير لتحقيقها، كما نفخر بأن كبريات الشركات الصناعية والنفط والغاز تحوز على أعلى الجوائز العالمية؛ بسبب تطبيقها لأعلى معايير الصحة والسلامة المهنية.

وأشارت إلى أن المؤتمر يستقطب عدد كبير من الخبرات الدولية من بريطانيا وأميركا ودول أوروبية كثيرة سبقتنا في هذا المجال، وتمتلك الخبرات العريقة التي نحرص على الاستفادة منها، ونقل قصص النجاح المطبقة في عدد من الشركات الأخرى التي تحرص الشركات الأخرى على أن توائمها هذا النجاح وتتطلع لمثل هذا النجاح.

وواصلت “أن بيئة العمل تحديدًا هي محفز لكل نجاح، كما أنها محفز لزيادة الإنتاجية وتحقيق الرفاه الصحي الذي نصبو إليه، ولاشك أن الحفاظ على سلامة العامل أينما كان عمله هي مهمة إنسانية بحتة، والحفاظ على الأرواح توازيًا وتماشيًا مع الحفاظ على خط إنتاجي متميز”.

وأشارت إلى أن أوراق العمل التي ستعرض في مختلفة وتغطي معظم الجوانب وتعرض عدد كبير من قصص النجاح.

تحديات كثيرة

وذكرت أن مجال الصحة والسلامة به الكثير من التحديات؛ لأنه يقوم على الأخطار ومحاولة تحديدها ومحاولة إدارتها والحد منها أو التقليل منها أو منعها بحسب إمكان كل خطر.

واليوم نتحدث عن بيئات عمل دخلت بها التكنولوجيا وغيرها ولذا فإن العاملين يواجهون كل يوم تحدي جديد، والمعايير التي كانت تطبق بالسابق لابد من دراستها وإعادة وضع معايير جديدة تتناسب مع التغيرات الجديدة التي وجدت في سوق العمل.

وأضافت أن شركات النفط والغاز أكثر من يطبق معايير الصحة والسلامة؛ لأنها تشكل الركن الأساسي لكل الصناعات في الخليج.

بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات والعلاقات الدولية بالهيئة الوطنية للنفط والغاز فيحان الفيحاني إن المؤتمر يشجع عقد المؤتمرات المتخصصة في القطاع النفطي، وهذا المؤتمر متميز بطريقة متطورة وشاركنا فيه مرات عدة وشهدنا تطور كبير به وجميع الجوانب الفنية والتقنية متطورة بين فترة وفترة خصوصا في مجال الصحة والسلامة، والهيئة الوطنية للنفط والغاز تستقطب المؤتمرات المتخصصة في القطاع النفطي بشراكة الدول الخليجية.

وأشار عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر أحمد خليل إلى وجود تحديات كثيرة مستقبلية بمجال الصحة والسلامة خصوصا بوجود التكنولوجيا؛ لأن هذا الموضوع لم يتم علاجه بشكل صحيح في الفترات الماضية، وسيتم التركيز بشكل كبير على الصحة والسلامة والتأثير التكنولوجي عليها بشكل مباشر وغير مباشر وستعقد جلسات متخصصة، كما سوف يتم معالجة التحديات البيئية بشكل مباشر عبر مشاركة متحدثين من خارج البحرين.

مشاركة شركات خارج القطاع

وقال الحوسني إنه في البداية كانت المشاركة تقتصر على الشركات النفطية، لكن الآن زادت المشاركة ودخلت شركات تعمل بمجالات أخرى في الكهرباء والتأمين وغيرها.

وقال ممثل شركة سدارة السعودية بالنيابة عن رئيس اللجنة الفنية وائل عسيلان إن المؤتمر يغطي 3 محاور الكفاءة والمرونة في أداء الأعمال والاستدامة، المهمة جدا للحفاظ على السلامة المهنية والتحكم الرشيد بالموارد.

وأضاف أنه تم الحرص على اختيار أوراق عمل من بيوت خبرة تشكل إضافة للمؤتمر للحصول على المادة العلمية التي يصبو إليها. بدوره، أشار مدير البيئة والسلامة في شركة حديد البحرين، عضو اللجنة الفنية بالمؤتمر حسين الصائغ إلى وجود لجنة فرعية تابعة إلى اللجنة الفنية تختص بمشاريع الإبداع (مشاريع التخرج لطلبة الجامعة)، إذ تم اختيار 3 مشاريع تخرج طلبة من جامعة البحرين لعرضها في زاوية لعرض إبداعاتهم في قسم خاص بالإبداع، إضافة إلى الشركات التي لديها إبداعات في مجال البيئة والسلامة والصحة، وكذلك سيتم تقديم 3 أوراق عمل، واحدة في مجال السلامة وأخرى في الصحة وثالثة عن البيئة.