+A
A-

“كانو الثقافي” ينظم محاضرة “أزمة خطاب المثقفين”

ضمن التجارب الأولية لاستخدامات المبنى الجديد نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 3 سبتمبر محاضرة بعنوان “أزمة خطاب المثقفين” للدكتور زيد علي الفضيل وأدار الحوار أحمد البحر.

واستهل الفضيل المحاضرة بوصفه قضايا الخطاب الثقافي بأنها قضايا ذات إشكال فالكثير من المثقفين الغربيين والمعاصرين قد ناقشو قضايا الخطاب الثقافي بوجه أو بآخر، وقد ناقش الفضيل في طرحه ظاهرة من ظواهر الأزمة وهي ظاهرة النسق الثقافي بإسقاطها على حوادث من وقتنا المعاصر فعلى سبيل المثال استشهد الفضيل بموقف بين فيه أبعاد ظاهرة النسق الثقافي في الساحة العربية وهي حادثة ظهور هاشتاق سرقة الوزير لشعر أحمد شوقي في أحدى الدول العربية والتي تعود تفاصيلها لافتتاح وزير الثقافة لإحدى الندوات الثقافية سرد فيها أبيات من قصيدة الشاعر أحمد شوقي مع إغفال ذكر مصدرها لينزل هاشتاق في اليوم التالي شارك فيه رموز الثقافة في هذه الدولة بعنوان سرقة الوزير مما أوضح كيد المثقف السياسي حين انتهز خطأ وزير الثقافة بإغفاله ذكر الشاعر أحمد شوقي حال استشهاده بأحد أبياته في اللقاء الرسمي المعروض على التلفاز معتبرا ذلك سرقة أدبية تستحق العقاب الصارم ووجدها بعض المثقفين فرصة لتصفية حساباته مع الوزير من خلال حشد الشارع الثقافي عن طريق ذلك الهاشتاق الصادر، وأضاف الفضيل أنه في حين لو أن الوزير قد اعتذر باليوم التالي في بيان صادر عن عدم ذكر مصدر الأبيات بحجة علمه بأن الحشد الثقافي الحاضر للندوة قد يميز بما لا شك فيه أبيات الشاعر أحمد شوقي لأدى ذلك إلى إسقاط كل النخبة الثقافية التي صدر عنها ذلك الهاشتاق ولكن ذلك لم يحدث.

وأوضح الفضيل في خضم حديثه مدى اندهاشه بصور ظاهرة النسق الثقافي التي مرت عليه بمواقف عديدة وقد تساءل كثيرا كيف يمكن للمثقف المعني أن يتحول في لحظة عابرة من الزمن إلى بوق من أبواق السلطة أيا كان نوعها وأخطرها سلطة المعرفة. كما وضح الفضيل ظاهرة النسق الثقافي على مر العصور ابتداء من عصر ما قبل الإسلام الذي اعتمد فيه النسق الحضري على الأخذ والعطاء وتبعه عصر النبوة الذي ارتكز فيه التفاضل بين الأفراد على النسق الوظيفي من تفاضل في الإطار التشريعي والعمل الإيماني والعمل على التطور الاقتصادي وتبعه العديد من العصور إلى وقتنا الحالي.