+A
A-

«بلومبيرغ»: الركود آتٍ إلى أميركا

قال تقرير لوكالة بلومبيرغ إن جرس إندارأسواق السندات قد ارتفع صوته أكثر من السابق، موضحاً أن انخفاض العائد على سندات الخزانة الأميركية لمدة 30 عاما اقل من %2، وانخفاض عائد السندات لأخل 10 سنوات في العامين الماضيين، وتجاوز جبل الديون ذات العائد السلبي في العالم لـ16 تريليون دولار، كلها عوامل تُنذر بركود اقتصادي في أميركا في الأشهر الـ18 المقبلة.

وقالت «بلومبيرغ» في التقرير: تعزز هذا التوقع في الأسابيع الأخيرة بسبب تدهور العلاقات التجارية بين أميركا والصين، وإشارة تباطؤ الاقتصاد العالمي عززته بيانات ضعيفة لاقتصادي الصين وألمانيا. وأشار التقرير إلى أن انقلاب منحنى العائد في الأسواق الأميركية أثار غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كتب على تويتر: ان رئيس مجلس الاحتياطي الأميركي (البنك المركزي) جاهل.

ونقلت «بلومبيرغ» عن نادر النعيمي رئيس قسم الأسواق في «ايه ام بي كابيتال افستورز ليمتد» – سدني: نتجه نحو ركود عالمي وليس لدى البنوك المركزية العالمية كثير من الأدوات للمواجهة، ان الصدمة الناجمة عن الحرب التجارية بين أميركا والصين قد عوضت أساسا إجراءات البنوك المركزية العالمية.

بدوره، يشير برافين كوراباتي كبير استراتيجيي الأسواق العالمية لدى «غولدمان ساكس» إلى أن البيانات الأوروبية والصينية السيئة كانت السبب الرئيسي لاضطراب السندات العالمية. ولفت تقرير «بلومبيرغ» إلى أن مؤشر آخر للركود تجري مراقبته على نطاق واسع وهو فرق العائد بين سندات الخزانة الأميركية لأجل 3 أشهر و10 سنوات، والذي هبط في مارس الماضي، وكان سلبيا معظم الوقت منذ ذلك الحين، مما افسد توقعات المستثمرين بأن منحنى عوائد السندات سيزداد مع بدء البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة.

كما أدى الاندفاع العالمي للسندات إلى انقلاب منحنى عائد السندات البريطانية لأجل عامين إلى 10 أعوام الأربعاء الماضي. وقالت «بلومبيرغ»: وضع ترامب اللوم على «الانقلاب المجنون لمنحنى عائد السندات الأميركية» بشكل مباشر على البنك الفدرالي، ويعتقد الرئيس الأميركي بان البنك قام برفع أسعار الفائدة بسرعة كبيرة، كما يعتبر أن تردد مجلس الاحتياطي الفدرالي في تخفيف السياسة المالية بقوة اكبر قد أدى إلى كبح الاقتصاد الأميركي.

وأضافت: مع تزايد المخاوف من ضعف الاقتصاد في المستقبل، يقوم المستثمرون بتخفيض عائدات الأصول الطويلة الأجل على أمل انخفاض الأسعار، ما يشكل حافزا آخر لشراء السندات، وهذا يعني أن المستثمرين لديهم مدة أطول لكي يشهدوا ارتفاعا اكبر لأسعار السندات مقارنة بارتفاع فترات استحقاقها.

من جانبه، يقول ريتشارد كيلي رئيس الاستراتيجية العالمية في بنك «تورنتو دومينيون»: كانت سوق السندات الأميركية وجهة لملاذات المستثمرين الآمنة، نظرا لوجود عدد اقل من الأصول ذات العائد الإيجابي.

ويضيف: أن انعكاس منحنى عائد السندات الأميركية إلى مستويات قياسية متدنية يشير إلى حدوث ركود اقتصادي أميركي بنسبة تتراوح بين %55 و%60 على مدى الأشهر الـ12 المقبلة. يمكننا مناقشة ما إذا كانت تلك التوقعات دقيقة، لكن لا يزال يبدو أننا نتجه ببطء إلى الركود ونحتاج إلى بعض المفاجآت الإيجابية لتغيير الاتجاهات الحالية.