+A
A-

إبراهيم الريس .. 36 عامًا من العطاء في قطاع التأمين

تعلمت من الوالد الصبر والطموح ولا أعرف المستحيل

انتدبت لفرع الكويت قبل الغزو ولم أحضره بسبب ولادة زوجتي

في 2003 استدعيت لاستلام الرئاسة التنفيذية بالبحرين

استحوذنا حاليا على 82 % من شركة التكافل الدولية

أول عمل لي بـ ”الإعلام” براتب 95 دينارًا العام 1977

عدد شركات التأمين كبير مقارنة مع حجم السوق

ترعرعت بالحد.. عشنا حياة البساطة والتآلف قبل التكنولوجيا

 

أحد أبرز الرؤساء التنفيذيين لشركات التأمين في البحرين، حيث عمل لمدة 36 عامًا في المجال. وتدرج في الوظيفة شيئا فشيئا وتنقل بين البحرين والانتداب في الكويت حتى وصل إلى منصب الرئيس التنفيذي. ضيفنا من مواليد الحد بمحافظة المحرق في ديسمبر 1957. حصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة بيروت العربية والشهادة المهنية في التأمين من المعهد البريطاني للتأمين، كما حضر الكثير من الدورات التدريبية في مجال التأمين أهمها: الدورة المتقدمة في التأمين البحري في العراق العام 1986، والدورة العملية في التأمين البحري في لندن والدانمرك العام 1987. بدأ العمل في الشركة البحرينية الكويتية للتأمين في يناير 1984 وتقلد فيها مناصب عدة، كما أنه رئيس جمعية التأمين البحرينية، رئيس الصندوق العربي لتأمين الحرب، عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للتأمين، عضو بالاتحاد العام العربي للتامين، عضو مجلس إدارة شركة التكافلية للتامين، عضو مجلس إدارة المجلس الأعلى للصحة. إنه الرئيس التنفيذي للشركة البحرينية الكويتية للتأمين إبراهيم الريس.

حدثنا عن البدايات؟

انتسبت لجامعة بيروت العربية للدراسة وبعد 4 سنوات تخرجت، وأول عمل لي كان في 1977 موظفا بوزارة الإعلام، قسم المحاسبة وتحديدا رواتب الموظفين، وبقيت نحو عام ونصف ثم التحقت بالوالد وإخواني في التجارة العائلية. 4 من إخواني مازالوا مستمرين في العمل، بينما تركته أواخر العام 1983 لألتحق بالشركة البحرينية للتأمين.

كنت أدير أحد محلات العائلية ولكن لم يعجبني العمل في التجارة رغم أنها تكسب الشخص خبرة مختلفة وتواصل دائما مع الناس، إلا أنني أحسستها متعبة إذ يكون الشخص مشغولا طوال اليوم. الآن أنا فقط شريك مع إخواني في التجارة.

 

حدثنا أكثر عن حياتك العملية بالشركة البحرينية الكويتية للتأمين؟

تأسست في العام 1975 وبدأت عملها في العام 1976 والتحقت بها العام 1984 وواكبت جميع المديرين العامين والرؤساء التنفيذيين فيها. في البداية بدأت متدربا تنفيذيا بعد أن أكملت التدريب الخاص، وبعد 4 سنوات تسلمت منصب مدير تأمين البحرين، وبعد عام استقال مدير التسويق الأجنبي فأصبحت بديلا له لمدة 5 سنوات، وأشير هنا إلى أن هناك نحو 80 % من البحرينيين في الشركة بعد أن كانوا قلائل في السابق.

وفي العام 1989 كانت هناك حاجة لذهابي لمكتب الشركة في الكويت، قبل الغزو العراقي بأشهر وتحديدا في ديسمبر 1989، والغزو كان في أغسطس 1990، وأصبحت منتدب لفرع الكويت وعملت مساعد مدير للفرع.

قبل الغزو بأسبوع كانت ولادة زوجتي بابني محمد فعدت للبحرين في 27 يوليو والغزو حدث 2 أغسطس، كنت أخطط لآخذ عائلتي معي إلى الكويت، وفي شهر مارس 1991 بعد التحرير عدت إلى الكويت فوجدتها كئيبة ومدمرة جراء الغزو واستمرار الحرائق حتى كنا نذهب للعمل بالبدلات الرياضية والدخان الأسود يملأ المكان وفي الصباح يتساقط على السيارات ما يشبه زيت التشحيم. وكان الوضع سيئا جدا والماء شحيح حتى أواخر العام 1991 مع إطفاء آخر بئر نفط، وبدأت الأمور بالاستقرار وعودة الكويتيين، وبقيت هناك حتى العام 1994، إذ تم استدعائي في البحرين لمنصب أكبر وهو مساعد المدير لتطوير الأعمال. وفي العام 1999 كانت هناك حاجة من جديد لعودتي إلى الكويت وكنت حينها نائب المدير العام لفرع الكويت، وفي 2001 أصبحت المدير العام للفرع حتى 2003، إذ تم استدعائي لأكون الرئيس التنفيذي للشركة البحرينية الكويتية للتأمين وباشرت العمل منذ 1 يناير 2004 وحتى يومنا هذا.

كيف ترى سوق التأمين في البحرين؟

هناك نمو في السوق خصوصا في تأمين السيارات والصحي، وفي باقي الأنواع مثل تأمين المقاولات والحرائق يعتمد على مشاريع الدولة الكبيرة والبنية التحتية، فمثلا بالسنوات الماضية كانت هناك مشاريع كثيرة مثل مشروع توسعة المصهر السادس في شركة “ألبا” وتوسعة مطار البحرين الدولي، وشركة نفط البحرين “بابكو”، إضافة لمشاريع الإسكان الأخيرة، وكان للدعم الخليجي دور كبير في هذه المشاريع، ونأمل أن تتحسن الأمور، فميزانية البحرين مرتبطة بأسعار النفط مع ارتفاعها تزداد المشاريع ومع تراجع الاقتصاد يكون هناك شح في المشاريع الكبرى.

 

الاندماج هو الحل

أرى أن هناك عددا كبيرا من الشركات بالنسبة لسوق البحرين الصغيرة، والأفضل أن يكون هناك اندماج بين الشركات أو الاستحواذ، حتى أن قوانين مصرف البحرين المركزي تشجع هذا التوجه، إذ مع الاندماج تصبح شركات التأمين أقوى ومن الممكن أن تحقق أرباحا ويساعد ذلك في تعديل أوضاعها. التنافس حاليا يخلق تنافسا على الأسعار فقط، وعند تخفيض السعر فإن هامش الربح أيضا ينخفض.. سعر تأمين السيارات في السابق كان ضعف سعر اليوم وبسبب المنافسة انخفضت الأسعار، وهذه ظاهرة غير صحية،ولهذا فإن معظم الشركات تخسر في تأمين السيارات، ومن الممكن أن تحقق أرباح في الأقسام الأخرى، ولكن هناك طريقة علمية معينة لحساب قسط التأمين على حسب الخبرة السابقة وهامش ربح معين وكلفة المصاريف وغيرها وبذلك يكون السعر، ولكن الأسعار اليوم أقل من المفروض. وبالنسبة لتأمين السيارات هناك ما يسمى التدفق المالي لتغطية المصاريف.

استحوذنا حاليا على 82 % من شركة التكافل الدولية، وإذا أصبحت هناك فرصة جديدة سنقدم عليها، إذ إن الاستحواذ هو أحد الحلول، فالنمو الطبيعي في البحرين صعب في ظل وجود كل هذا العدد من الشركات والنمو البسيط. حتى توسع الشركة لابد أن يكون هناك تفكير للاستحواذ بين هذه الشركات أو اندماجها، فهذا حل من الحلول الضرورية في سوق البحرين. نحن بعد استحواذنا على “التكافل” أصبحت ميزانيتنا واحدة، وأصبح النمو في الأقساط للضعف تقريبا، وهناك موازنة للمصاريف عند الاندماج أو الاستحواذ لتخفيضها، والآن تم دمج قسمَي شؤون الموظفين وإدارة الأخطار بعد حصولنا على موافقة المصرف المركزي، وكل ذلك بهدف تقليل المصاريف وأن يكون هامش الربح أفضل.

وأؤكد أن الموظفين البحرينيين لن يمسهم أي ضرر من هذا الاندماج في الأقسام وتقليل المصارف ومن الممكن أن نخفف الأجانب مع زيادة البحرنة، وبعض الأمور لا تحتاج لدمج بل تحتاج إلى تنسيق.

بالنسبة للفرع قمنا بدمج فرعين في المحرق وسار، وأصبح يعمل في التأمين التكافلي والتقليدي، إذ تم تدريب الموظفين، ومن الممكن أن يكون هناك 3 فروع أخرى سنقوم بدمجها خلال العام الجاري 2019 لتوفير المصاريف، وستكون إدارة المطالبات كلها في مركز واحد، والتأمين التكافلي والتقليدي بمركز في سلماباد، وسيكون هناك مركز اتصال واحد لشركتنا، وبذلك ستكون هناك زيادة لكفاءة الموظفين وليس فقط تقليل المصاريف، وبذلك ندير الفرع بطريقة أفضل من السابق.

 

كيف ترى كفاءات الموظفين في مجال التأمين؟

بفضل معهد البحرين للدراسات المالية (BIBF)، أصبح لدينا خريجون بحرينيون يمتلكون شهادات مهنية عالية، وفي الشركة البحرينية الكويتية للتأمين لدينا حوالي 80 موظفا بحرينيا يمتلكون هذه الشهادات ومتخصصون في الأعمال. اليوم معهد البحرين للدراسات المصرفية خرّج كفاءات قوية في التأمين ولا خوف على المستقبل، إذ إن لدينا كوادر تغطي جميع التخصصات ولن يكون هناك نقص في البحرينيين، بل على العكس أصبحنا نصدر من تلك الكفاءات للخارج.

 

كم حجم أصول الشركة الآن؟

حتى آخر العام 2018 بلغ حجم الأصول 178 مليون دينار.

 

هل هناك منتجات جديدة قريبا؟

سنقوم بتعديل خيارات تأمين السيارات وسنزيد في المزايا التي يختارها العميل، مثل وجود وثيقة تأمين اقتصادية للسيارات القديمة. ومن الممكن أن تتضمن الخيارات التأمين الشامل أو حذف الاستهلاك أو أن تكون السيارة البديلة لمدة أطول، ومن الخيارات تغطية أخطار خارج البحرين، وكلها ستكون بشكل حزم بإمكان المستهلك أن يختار المناسب منها، والتسعير لن يكون مثل السابق، إذ سيتم على حسب الميزة المختارة، مثل التأمين الصحي الذي بإمكان الزبون أن يختار المناسب منه مع المبلغ إن كان يشمل عيادات الأسنان أو العيون وغيرها، وننتظر القرار الرسمي من الحكومة للتأمين الصحي.

 

حدثنا عن آخر الجوائز التي استلمتها في أبريل 2019؟

كانت جائزة تقديرية، إذ تم تكريم أفضل 10 رؤساء تنفيذيين في كل من القطاعات التجارية العشرة المختلفة في دول الخليج، الذين ساهموا في تحقيق نمو هائل لشركاتهم، وربحيتها، وأظهروا حوكمة رائعة للشركات خلال العام الماضي، ضمن لائحة مؤلفة من أكثر من 700 شركة مدرجة في أسواق الأوراق المالية وأنا كنت بالمرتبة الخامسة، وفرحت كثيرا بهذه الجائزة.

 

وماذا عن حياتك في الطفولة؟

كنا 7 أخوان و3 أخوات نعيش في بيت واحد وببساطة مع أهالي الحد، وكانت من أحلى الأيام قبل اكتشاف التكنولوجيا. كان هناك تآلف أكثر بين الناس والقلوب عند بعض لا تحتكر على مستوى العائلة فقط بل للجيران وأهل الفريج.

حتى عندما عملنا مع الوالد في سوق باب البحرين ومع اختلاطنا مع الناس وصداقات الوالد، بغض النظر عن ديانتهم وطوائفهم، الجميع كان على قلب واحد والكل مثل الإخوان وهذا ما كان يميز البحرين، تكاتف الجميع.

 

ماذا تعلمت من الوالد؟

تعلمت منه الصبر والطموح، إذ كان ذا طموح عالٍ لا يعرف المستحيل، وكان لديه إصرار دائما إذا أراد أن يحقق ما يريد، لقد ربانا تربية حسنة.

عندما كنا نعمل معه كان دائما يعطينا أوقاتا للدراسة، إذ كانت ضرورية بالنسبة لمبادئه ويركز عليها وكنا دائما من المتفوقين، وفي الجانب العملي عندما كنا معه في السوق علمنا التعامل مع الناس وأشياء أخرى كثيرة.

هل أنت من محبي الرياضة؟

الرياضات الخفيفة مثل السباحة، وأحب الدوري الإسباني وأنا من مشجعي نادي برشلونة، وفي الدوري الانجليزي نادي ليفربول.

 

ما أول سيارة امتلكتها؟

داتسون “ون فورتي جي”، اشتريتها بقيمة 1700 دينار في بداية عملي بوزارة الإعلام، وكنت أدفع قسطا شهريا بقيمة 25 دينارا، وكان راتبي حينها 95 دينارا فقط.

 

هل أنت من محبي السفر؟

أحب السفر، ولطبيعة عملي فأنا دائم السفر، كوني عضو مجلس إدارة سابق في شركات زميلة مملوكة من مجموعة الخليج للتأمين في الكويت التي تملكها شركة الكويت للمشاريع “كابكو” وشركة كندية، وبحكم عملي تعينت في مجالس إدارات شركات زميلة في مصر لدورة كاملة لمدة 3 سنوات والأردن 6 سنوات.

وخارج العمل، أسافر على الأقل 3 مرات في السنة، وأكثر بلد أسافر له فرنسا ولدي عقار هناك، وأتمنى زيارة جنوب إفريقيا.

 

هل تفكر في كتابة كتاب يومًا ما؟

من الممكن أن أكتب كتاب مذكرات يحكي عن حياتي العملية، وكيف قضيت نحو 36 عاما في مجال التأمين، وكيف تدرجت في جميع الوظائف بالشركة.

 

موقف أثر فيك كثيرا؟

موقف له تأثير ايجابي، كان ينتابني هاجس خوف عندما أخبروني أنه علي العودة من الكويت لاستلام الرئاسة التنفيذية، كنت متخوف لأن المسؤولية كبيرة ولكامل الشركة بعد أن كان هناك شخص يعلوني منصبا وأنا لدي عمل معين أما بعد استلام الرئاسة التنفيذية كل المسؤولية أصبحت علي وأمام مجلس الإدارة والمساهمين.

والحمدلله بدعم مجلس الإدارة تسهلت الأمور، وحققت نتائج ممتازة طوال فترة 15 عاما، وصرنا ندفع أرباح سنويا للمساهمين.

 

ما دور زوجتك أم محمد في حياتك؟

زوجتي أم محمد كويتية الجنسية وبنت خالي، شجعتني كثيرا في موضوع الدراسة حتى في مجال عملي تساعدني كثيرا، حيث أستشيرها في بعض الأمور وآخذ برأيها، فهي لها دور كبير في المكان الذي وصلت له، فهي خريجة علم نفس من جامعة الكويت، عند بداية حياتي معها كنت موظف عادي وراتبها كان أكثر من راتبي إذ كانت من أوائل المعلمات في مدرسة ابن خلدون وبقيت لمدة 15 عاما حتى تقاعدت.