قال وكلاء شحن محليون وتجار إن كلفة الشحن إلى البحرين ارتفعت خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ تماشيا مع زيادة شركات التأمين أقساطها ضد مخاطر الحرب على البواخر؛ بسبب التوتر السياسي في المنطقة. وقدّر بعضهم نسبة الارتفاع بين 5 % و7 % على الأقل، وهي تشمل معظم الشحنات والسلع والبضائع المقبلة إلى ميناء خليفة من سلمان عن طريق البحر.

وزادت التوترات في المنطقة بعد أن احتجزت إيران ناقلة نفط بريطانية أخيرا في مياه الخليج.

وبينوا لـ “البلاد” أن قطاع الشحن البحري في المنطقة تحمّل فاتورة الإرهاب الإيراني وزيادة حدة التوترات.

وفضل هؤلاء عدم ذكر أسمائهم أو أسماء شركاتهم؛ لحساسية الموضوع وخوفا من رد فعل زبائنهم.

من جهته أكد رجل الأعمال تاجر المواد الغذائية خالد الأمين أن أسعار الشحن ارتفعت بسبب زيادة أقساط التأمين، وأن ذلك انعكس على كلفة توريد البضائع عموما، لكنه قلل من النسبة ومن تأثيرها المباشر.

واعتبر الأمين، وهو رئيس لجنة الثروة الغذائية بغرفة تجارة وصناعة البحرين، الأمر طبيعيا، إذ يرتبط ارتباطا وثيقا بالأحداث السياسية التي تحدث في المنطقة.  وذكر تقرير لـ “فاينانشال تايمز” أن قطاع الشحن البحري يدفع فاتورة التهديدات الإيرانية للملاحة في ظل ارتفاع تكاليف تأمين عبور مضيق “هرمز”. وقال إن التأمين على ناقلات النفط تضاعف بين 8 و10 مرات، في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي.

وأوضح التقرير أن صناعة الشحن العالمية منقسمة بشأن أفضل السبل لتأمين مضيق هرمز، إذ تستعد لاضطرابات تجارية محتملة في واحد من أهم الممرات المائية في العالم، حيث يمر عبره نحو 20 % من إمدادات الخام العالمية يوميا.

وكانت وكالات شحن عالمية تحدثت عن ارتفاع تكلفة التأمين على السفن بعد الهجمات الأخيرة على ناقلات بالخليج، فيما حددت شركات التأمين على السفن العلاوة الإضافية لمدة 7 أيام عند نحو 0.35 %، مقارنة مع 0.5 % قبل 3 أسابيع، ما يزيد الكلفة نحو 100 ألف دولار للسفينة العملاقة.

ولذلك تحاول شركات الشحن الآن تقليص الوقت الذي تقضيه سفنها في الشرق الأوسط، وتقليص مشتريات وقود السفن من الفجيرة وهي مركز لتموين السفن في الإمارات.

وتتحول الشركات عوضا عن ذلك بصفة أساسية إلى سنغافورة أكبر مركز لإعادة التزود بالوقود في العالم لشراء وقود السفن، بينما يتحول البعض لموانئ أصغر مثل الهند وسريلانكا، بحسب مصادر نقلت عنها وكالات أنباء عالمية. إلى ذلك، دعا وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، منذ أيام، مشتري النفط العالميين لتأمين شحناتهم من الطاقة التي تمر عبر مضيق هرمز.