+A
A-

القروض... الطريق الأسهل والأسرع للشباب

اعتاد بعض الشباب البحريني على بدء حياتهم بالقروض، التي تمتد في إلى سنوات طويلة من حياتهم؛ وذلك يعود إلى عدد من الأسباب، ولكن في النهاية هذا القرض يشكل عبئا عليهم كلما طالت المدة، فاستقطاع الراتب أمر مزعج على المدى الطويل، وأحيانا هنالك أشخاص مهووسون بالقروض، فكلما شارف القرض على الانتهاء قاموا بالتجديد وأخذ قرض آخر.

 

وعن الأسباب التي تدفع الشباب إلى القروض، أجرت “البلاد” استطلاعا على الشباب البحريني لمعرفة الأسباب فقالت سارة المرباطي “عن نفسي أنا شابة ولدي طموح وأفكار أرغب في تحقيقها قبل أن أصل إلى سن الـ30، ومعظم هذه الأهداف لا تتحقق إلا برأس مال كبير، ورأس المال لا يمكن الحصول عليه دفعة واحدة إلا عن طريق قرض بنكي، وبينما أدفع في القرض سأكون أحقق أحلامي، ولو انتظرت إلى أن أجمع المال لربما تتوقف الأحلام وتتبخر”.

ووافقها الرأي تماما الشاب معتصم العمري حين أكد أن “هنالك أهدافا وخططا مستقبلية لما بعد التخرج من الجامعة وبداية الحياة المهنية كشراء سيارة أو استقلالية السكن أو فتح مشروع تجاري وجميعها لا تتحقق إلا بوجود المال والمال يأتي بعد جد واجتهاد ومن ثم تحقيق الأهداف، وهذا ما سار عليه آباؤنا وأجدادنا، فالحكمة تقول (من جد وجد ومن زرع حصد) ونحن نقول (من جد وجد ومن تخرج قعد)، فللأسف نحن اليوم لا نريد أن نتعب ثم نلعب، نحن نريد أن نلعب قبل أن نتعب، وهذا ما يجعلنا بمجرد أن نتوظف نأخذ قرضا كأول قرار ليأتي محققا جميع الأهداف بيوم وليلة”.

وأضاف الشاب سياف شاجرة أن هنالك أسبابا عدة وراء ذلك، منها حب التفاخر بين الناس، فيسعى الشباب إلى أخذ قرض من أجل شراء سيارة أو إلكترونيات متطورة دون الحاجة الماسة إلى ذلك، وأيضا تسهيلات البنوك للعملاء وإعطاؤهم المبلغ بوقت قصير، وهنالك فئة الحاجة هي ما دفعتهم للاقتراض بسبب الفقر أو الحالة الطارئة التي لا تحتمل التأجيل.

وأيده الرأي جاسم محمد حين أكد أن الحاجة هي من تدفع البعض إلى الاقتراض؛ نظرا للارتفاع المستمر في غلاء المعيشة والذي يرجع إلى ظروف الاقتصاد العالمي المتأثرة بها كل الدول حاليا، وقال “لا يمكن الحكم على صحة الأمر من عدمه، فلكل شخص ظروفه”.

وتابعت الشابة زهراء غريب بأن الشباب أصبح يبدأ حياته بقرض، وذلك إما بسبب الزواج أو شراء سيارة أو منزل، وفي السابق كانت نسبة الاقتراض أقل وفقط لسد الضروريات في الحياة، لكن اليوم أصبح معظم الناس يقترضون من أجل السيارة أو السفر والرفاهيات ما يؤكد أن الهدف من القروض استهلاكيا وأحيانا استعراضيا، ولكن نظرا لانخفاض الرواتب أصبح من الصعب أن يقوم شاب بالزواج أو شراء سيارة أو حتى فتح مشروع صغير؛ وهو نتيجة عدم وجود وظائف أو حب العمل الحر، فأصبح المعظم يلجأون إلى القروض لتأسيس الحياة، وكما يقال نحن في عصر السرعة والشباب لا يطيق الصبر فيذهب لأسرع الطرق ليحقق ما يريد في غمضة عين، وفي النهاية القروض لابد منها عند بناء منزل وما إلى ذلك، لكن لا تلجأ إليها من أجل السفر والتسوق والترفيه واقنع بما تملك فالقناعة كنز لا يفنى”.

وذكر الشاب علي عبدالحسن “ما بعد الضيق إلا الفرج، بما معنى أن هنالك أشخاصا يخططون للمستقبل ويبنون آمال وأحلام وكلها تتيسر بوجود الوظيفة، وبعد الحصول على الوظيفة يتم اللجوء إلى القرض لتلبية تلك الرغبات والمتطلبات، وهذا ما يجعل الشاب يلجأ للقروض ناهيك عن صعوبة الحياة في الوضع الراهن”.