+A
A-

الطاير لــ “البلاد”: الاستعانة بالتكنولوجيا لتسريع الانتقال

أكد رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر سعيد الطاير أن أهداف المنظمة سامية ترمي إلى التحول للاقتصاد الأخضر، وفق إستراتيجيات الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا المتطورة لتسريع عملية التحول. وقال الطاير بلقاء خص به “البلاد”: “اهتممنا بهذا الموضوع في دبي، مع الاعتماد العالمي المتسارع على الطاقة الشمسية، ناهيك بأن المبادرة طاقة نظيفة، بصفر انبعاثات كربونية، ومن ناحية اقتصادية أرخص، حيث وصل السعر الى أحد عشر فلسا، لكل كيلو وات”. وفيما يلي نص الحوار:

متى كانت أولى المبادرات الإماراتية فيما يتعلق بــ (الاقتصاد الأخضر)؟

المبادرة الأولى كانت في العام 2006 من لدن سمو الشيخ محمد راشد المكتوم، بطموح بالغ من سموه في أن تتحول إمارة دبي للطاقة النظيفة بالكامل مع مطلع العام 2050، وهو ما نحاول باهتمام أن ننفذه على أرض الواقع، بمنفعة يستفيد منها المواطن، والإنسانية ككل.

 

ما النجاحات التي حققتها (دبي) بهذا المضمار؟

لدينا اليوم بإمارة دبي أكبر مشاريع الطاقة في العالم، منها على سبيل المثال لا الحصر المشاريع التخزينية للطاقة، وبطاقة نظيفة تعمل ليلاً ونهاراً، بشكل دءوب نطمح خلاله أن نحول رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد إلى حقيقة ملموسة ومعاشة.

اهتممنا بهذا الأمر مع تزايد لاعتماد العالمي على الطاقة الشمسية، ناهيك بأنها طاقة نظيفة، بصفر انبعاثات كربونية، وبكلفة اقتصادية رخيصة، حيث وصل السعر إلى أحد عشر فلسا لكل كيلو وات.

 

هل تعمل منظمة الاقتصاد الأخضر بشكل مستقل؟

هذه منظمة عالمية، لا دخل لها في الحكومات، وعملها وإستراتيجيتها ترتكز على سبع منصات، الدول إحداها، والقطاع الخاص كذلك، والأمر الجديد هنا تركيزنا الرئيس على القطاع الخاص في تنشيط عمل المنظمة وممارساتها، وهو دور نراه مهم جدا.

ما الاهتمامات والمساعي العالمية التي تقدمها المنظمة؟

تهتم المنظمة (ومقرها دبي) بتقديم الاستشارات للعالم، والتدريب، والتطوير، في مجال الطاقة النظيفة، وهنالك منصات للشباب، وللمنظمات العالمية غير الربحية، وهنالك أهداف واسعة في بناء القدرات البشرية، ونقل أفضل الممارسات العالمية للدول، وكذلك التمويل الأخضر.

المنظمة عالمية، حتى من حيث وجود الحوافز والشراكات، بحيث إنها تقدم العون والمساعدة حتى للدول الفقيرة، وعليه فإن نجاحنا اليوم مهم للجميع، وليس للإمارات فقط، ولأنه لا يوجد هنالك منظمة مثيلة لها في العالم، ناهيك أن أغلب المنظمات الموجودة مدعومة من قبل الحكومات والدول، وليست مستقلة.

ما أهم التحديات التي تواجه عملكم؟

أهمها كان بتخزين الطاقة الشمسية نفسها، لكننا ومع تكنولوجيا (الملح المنصهر) أصبحنا قادرين على تخزينها والاستفادة منها بالشكل الصحيح.

أضف أن السعر كان من العقبات التي تعترضها عملنا، ونجاح الإقبال على الطاقة المتجددة، لكن أسعارها أضحت اليوم بمتناول اليد، وهي أرخص من سعر (الغاز)، ناهيك على أهمية بناء القدرات والكفاءات؛ لأن لهذا العلم تقنياته الحديثة كثيرة ومتشعبة، وهنالك تسارع بهذه التقنيات وهذا العلم تتطلب المواكبة ووفرة الكفاءات.

 

وماذا عن تمويل مشروعات الاقتصاد الأخضر؟

التمويل مهم جدا، ولقد كان التحدي الأكبر في السابق لعملية التحول للاقتصاد الأخضر هو الأسعار، لكن التمويل اليوم متوفر، منه مثالا في مدينة دبي، والتي لها محفظة استثماريه تقدر بخمسمئة مليون دولار، وعليه نسعى للحصول من جهات متنوعة، لا تكون البنوك والمصارف منها؛ تجنبا لأسعار الفائدة.

هذه الشروط (كلها) مترابطة فيما بينها بحال توفره الشروط اللازمة والمحيطة من تكنولوجيا وبناء القدرات والطاقة النظيفة، فمثلا في الخليج لدينا الطاقة الشمسية، في حين بدول أخرى طاقة الرياح كلا حسب الطبيعة المناخية.

 

ماذا عن التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، هل تصنفه بالظاهرة؟

هنالك تقليل مستقبلي عالمي للغاز والفحم، يقابله توجه العديد من دول العالم نحو الطاقة الشمسية، منها الصين وكوريا، والتي تعتمد على 30 % من طاقتها اليومية على الطاقة المتجددة، وبالنسبة لأميركا، فإن خمسين بالمئة من المستخدمين هنالك يعتمدون على الطاقة المتولدة من الفحم.

وجود طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمائية تلزم الدولة بالحرص على كفاءاتها سواء على مستوى المصانع وحتى في مؤسسات الطاقة نفسه.