+A
A-

القفاص: “عذراء” هو العودة لملعبي

طريق طويل من التميز ومن الأعمال التي تبقى في الذاكرة، صنعها من خلال عمله الدؤوب، وحرصه على أن يكون مختلف واهتمامه بالتفاصيل. كانت انطلاقته من خشبة المسرح والتمثيل في أعمال تلفزيونية إلى الخوض في مجال الإخراج لعدد من المسلسلات البحرينية والخليجية منها: هدوء وعواصف، عذاري، زوارة الخميس. وفي هذا العام قدم عملين هما عذراء وأمنيات بعيدة. وفي حوار خاص مع البلاد كشف المخرج محمد القفاص عن بعض تفاصيل مسلسله العذراء والعديد من التفاصيل الأخرى المتعلقة بالإنتاج البحريني، وفيما يلي نص اللقاء:

*ما الذي يميز مسلسل عذراء عن بقية أعمالك؟

هو عمل مختلف، فقد مضت فترة طويلة حوالي سبع سنوات وأنا لم أقم بتصوير أي عمل في البحرين، فعذراء بالنسبة لي العودة، ويذكرني بمسلسلات جميلة قمت بتصويرها هنا مثل: هدوء وعواصف، جنون الليل، عذاري، وعيون من زجاج. وبصراحة أنا أحب التصوير في البحرين كثيرًا، لأنني أعتبره ملعبي، والعذراء كأنه استعاد هذا الملعب ومنحني إياه مرة أخرى. “والواحد لما يلعب في ملعبه وبين جمهوره حماسه يكون أقوى من لما يطلع برا بلاده”

والمميز أكثر في هذا العمل هو أن هناك الكثير من العناصر البحرينية الشابة ضمن طاقم العمل، “حاولنا إعطائهم المجال مثل ما عمرنا كله نحاول نوفر لهم الفرصة”.

وأضاف: وما لا يعرفه الكثير عنه إنه من تأليف بحرينيين تم اكتشافهم لأول مرة في العذراء، وهم الأخوين: محمد شمس وعلي شمس، أما الموسيقى التصويرية فكانت للعبقري الموسيقار جمال قائد ومكساج محمد أرحمه الدواذي والأغنية بصوت هند البحرينية، فببساطة يتميز العذراء بكونه صناعة بحرينية.

*الإنتاج المحلي للأعمال التلفزيونية ضعيف نسبيًا، فما هي الصعوبات التي تواجهه من وجهة نظرك؟

من أهم الصعوبات هي عدم وجود شركات إنتاج كما في السعودية أو الإمارات أو الكويت، بسبب خوف المنتج من خسارة المبالغ الذي سيدفعها على العمل، والصعوبة الأخرى هي الرقابة.

*إلى أي حد تؤثر الرقابة على مستوى الأعمال بشكل عام وعلى إنتاجها بشكل خاص؟

إلى اليوم ونحن لا نملك الرقابة التي تسمح لنا بمناقشة قضايا أكبر من القضايا السائدة التي نطرحها في أعمالنا، “أحنا نزعل لما يجينا شخص من الجمهور ويقول ملينا واحنا نسمع من جاي لنا هالحزة وإنتي طالق!” والمشكلة في أن بعض الجمهور لا يفهمون أننا نصطدم برقابة جدًا قاسية، للحد الذي من الممكن أن نقدم عمل ولكنه بسبب الرقابة لا يرى النور. مثل مسلسل الحلال والحرام الذي قمنا بالعمل عليه أنا والأخ أحمد الفردان، والذي عرض حتى حلقة ١٣ ثم تم إيقافه، فتخيل إن من الممكن أن تتعب على عمل ويتجاوز الرقابة ويتم عرضه ثم يتوقف أثناء العرض، مما يشكل عائق كبير أمام التوسع في الإنتاج الدرامي.

*كمخرج لك باع طويل في هذا المجال، ما هي النصيحة التي توجهها للمخرجين الشباب؟

نحن البحرينيين نتميز بكثرة المخرجين الذين لديهم رؤية إخراجية جميلة، فالبحرين ولادة وتولد مخرجين متميزين بكثرة، ولكن مع وضع الإنتاج عندنا فهناك خيارين: أما إنك تجعل إحباطك يسيطر عليك وتجلس في البيت، وأمانة أنا مازالت أشعر أحيانًا بهذا الاحباط ولكنني أتغلب عليه وأتجاوزه وأذهب لمرحلة ثانية، والخيار الثاني أن تحاول وتعمل لإثبات ذاتك.

فنصيحتي للشباب أن لا يعتمدوا على الإنتاج التلفزيوني أو أن يأتي أحد إليهم ويكتشف موهبتهم أو يمنحهم الفرص، بل هم من يجب أن يحاولوا خصوصًا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، ومن الأمثلة البسيطة أشير للفنان أحمد شريف، فهو لم يبرزه برنامج تلفزيوني أو إعلام، هو من أبرز ذاته. فهذا الزمن أسهل حيث أصبح بإمكاننا أن نثبت رؤيتنا حتى من خلال الهاتف ونحن في الغرفة.