+A
A-

مسافر “ترانزيت” آسيوي يدس مخدرا لآخرين ويسرق أموالهم

بعد ورود بلاغات عدة بشأن فقدان المسافرين العابرين “الترانزيت” للوعي وهم برفقة شخص آسيوي الجنسية، والذي تمكن من سرقة ممتلكاتهم الشخصية بعد تخديرهم، تم تكثيف التحري عن هويته، والوصول لاسمه ورقم جواز سفره، وتبين أنه يضع مادة مخدرة للمجني عليهم في أكواب الشاي والقهوة، وعقب فقدانهم للوعي يسرق ممتلكاتهم.
وتنظر المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في القضية التي تمكن أفراد الشرطة من كشف تفاصيلها بسرعة والقبض على الجاني قبل مغادرته المملكة في رحلة مغايرة للتي حضر عليها، والذي قاوم رجال الشرطة عند القبض عليهم حال صعوده للطائرة، وقررت تأجيل محاكمته حتى جلسة يوم 20 مايو الجاري؛ للتصريح لوكيل المتهم بنسخة من أوراق الدعوى مع الأمر باستمرار حبسه لحين الجلسة المقبلة.
وتتحصل وقائع القضية في أن مديرية شرطة المطار تلقت العديد من البلاغات بشأن فقدان المسافرين للوعي وأنهم بحالة غير طبيعية وهلوسة؛ في صالة المسافرين العابرين “الترانزيت”، وعندما توجه أفراد الشرطة للموقع، اتضح أنهم جميعا آسيويون ويصعب التواصل معهم، إذ إن كلامهم غير مفهوم فضلا عن أنهم في حالة تخدير، إلى أن تمكنوا من الوصول إلى نتيجة واحدة وهي أن شخصا ما قدم لكل منهم كوبا من الشاي وما إن شربوه حتى أصبحوا بهذه الحالة، فتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم. ونظرا إلى حصول حالات سابقة مشابهة عدة، مفادها أن شخصا آسيوي قدم للمسافرين العابرين مشروبات تحتوي على مواد مخدرة أفقدتهم الوعي ومن ثم سرق ممتلكاتهم الشخصية، والذي لم يتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليه، وإنما تم التعرف على اسمه ورقم جوازه فقط، فقد توجه الشرطة لغرفة المراقبة وشاهدوا تسجيلات الكاميرات الأمنية وتم الاشتباه بعد رؤية التصوير الأمنية في شخص واحد كان يجلس مع المجني عليهم في أحد مطاعم المطار، حيث شوهد وهو يضع في الأكواب التي قدمها لهم بعض الأقراص، كما شوهد وهو يسرق مبالغ مالية منهم، إلا أنهم أخذ تلك الأموال إلى مكتب الصرافة وحولها إلى عملة مختلفة وغادر متجها إلى بوابة رحلة غير التي حضر عليها بعدما حجز تذكرة أخرى من مكتب شركة الطيران.
ولم يتمكن الجاني من الهرب من البلاد بعد ارتكابه لجريمته، إذ توجه أفراد الشرطة إلى الطائرة التي سيستقلها المتهم، وتم القبض عليه حال صعوده إياها متجها لإحدى الدول الخليجية.
وبالتحقيق مع اللص الدولي أنكر ما نسب إليه بداية، إلا أنه عند تفتيشه تم العثور بحوزته على تلك الأقراص الممنوعة من التداول في المملكة فضلا عن محلول لتذويب تلك الأقراص المخدرة، فضلا عن المبالغ المالية الخاصة بالمجني عليهم بعد تغيير العملة، وعند سؤاله عن تلك الأموال قرر أن المجني عليهم هم من طلبوا منه تغيير العملة ولم يبرر سبب وجودها معه بدلا من تقديمها إلى أصحابها.
وبعد عودة المجني عليهم إلى وعيهم قرروا أن المتهم هو من حضر إليهم، وطلب منهم التوجه إلى المطعم لاستلام وجبة مجانية للمسافرين، إذ اعتقدوا أنه أحد أفراد طاقم موظفي المطار، وعندما توجهوا للمطعم أحضر لهم المتهم الطعام وجلس معهم هو الآخر، وتناولوه جميعا، ومن ثم توجهوا إلى البوابة انتظار موعد الطائرة برفقته كذلك، وهناك سألهم عما يطلبون من شراب، إذ قرروا له حاجتهم إلى الشاي، والذي ما إن شربوه حتى فقد كل منهم وعيه، ولم يعلموا بما حصل بعد ذلك إلا في المستشفى.

إحالة النيابة

وأحالت النيابة العامة المتهم للمحاكمة على اعتبار أنه بتاريخ 18 نوفمبر 2018، ارتكب الآتي:
أولا: سرق المبالغ النقدية المملوكة للمجني عليهم بطريق الإكراه الواقع عليهم بعد أن قام بدس المؤثر العقلي لهم في الشراب وفقدوا بذلك الوعي والإدراك، وتمكن بتلك الوسيلة من إتمام السرقة والفرار بالمسروقات.
ثانيا: حاز وأحرز بقصد التعاطي المؤثر العقلي المذكور.
ثالثا: اعتدى على سلامة جسم الشرطي المجني عليه وأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي ولم يفض الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن القيام بأعمال الشخصية مدة تزيد عن 20 يوما.