+A
A-

قمة “العزم والتضامن”: قرار أميركا بشأن الجولان باطل

نصت مسودة البيان الختامي للقمة العربية التي انطلقت، أمس الأحد، في تونس بحضور عدد كبير من الزعماء العرب، على رفض القرار الأميركي الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتلة.

كما أدانت المسودة، القرار الأميركي المذكور، معتبرة إياه باطلا شكلا ومضمونا، ويشكل انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة الذي لا يجيز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، ولقرارات مجلس الأمن الصادرة بالإجماع، وعلى رأسها القراران 242 للعام 1967، والقرار 497 للعام 1981، الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري.

إلى ذلك، أكدت على حق سوريا استعادة الجولان.

كما اعتبرت القرار الأميركي يتعارض مع مسؤولية الولايات المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن باحترام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات المجلس.

وكان خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز شدد في كلمته الافتتاحية على رفض المملكة القاطع للإجراءات التي من شأنها المساس بالسيادة السورية على مرتفعات الجولان. وشدد العاهل السعودي على أن القضية الفلسطينية تبقى على رأس اهتمامات المملكة.

وفي الشأن اليمني، أكد الحرص على الحل السياسي للأزمة اليمنية، وفقا للقرارات الدولية. وقال: “تستمر المملكة في تنفيذ برامجها التنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني”.

أما في الملف الليبي، فأكد أيضا دعم المملكة لجهود الأممة المتحدة؛ من أجل التوصل لحل بين الفرقاء، مشددا على حرص السعودية على الوحدة الليبية.

وعقب انتهاء الكلمة الافتتاحية، سلم الملك سلمان رئاسة القمة إلى الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي.

“قمة العزم والتضامن”

ثمن الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، في كلمته، رئاسة المملكة وقيادتها الدورة 29 للقمة العربية. واعتبر أن العمق العربي يشكل زاوية إستراتيجية في سياسة تونس.

كما تطرق إلى تفاقم المشكلات التي تستنزف مقدرات الشعوب العربية من كل الجهات، معتبرا أنه من غير المقبول أن تتحول المنطقة العربية إلى ساحة للصراعات الخارجية، ما يستدعي تجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية، وإرساء الوحدة والتضامن بين الدول العربية.

واعتبر أن لا خيار للعرب غير التآزر، ومن هذا المنطلق اقترح إطلاق عنوان “قمة العزم والتضامن” على تلك القمة.

كما أكد أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا يتم إلا بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

وفي حديثه عن الملف الليبي، قال: “أمن ليبيا من أمن تونس وتأزم الوضع الليبي يطال الجميع في المنطقة”، مشددا على أن الحوار والتوافق هما السبيل الأنجع لإنهاء الأزمة الليبية.

إلى ذلك، تطرق إلى الأزمة السورية، قائلا: “يجب على أي حل في سوريا أن يراعي وحدة أراضيها”. كما دعا إلى تسريع وتيرة مسار الحل السياسي في سوريا.

وبشأن الجولان، أكد أن المرتفعات السورية أراض محتلة من جانب إسرائيل، رافضا “أي إجراء لتثبيت الأمر الواقع”.

ودعا الرئيس التونسي إلى “تكثيف الجهود لدفع علاقات التكامل الاقتصادي بين الدول العربية”.

 

أبو الغيط: تدخلات خارجية من إيران وتركيا

وفي كلمته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط على تقديره لجهود السعودية في التعامل مع الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام الماضي. وأشار الأمين العام إلى “معاناة الشعوب العربية في مناطق كثيرة من الإرهاب”، موضحا أن “الأمن القومي العربي تعرض لأشرس التحديات في التاريخ المعاصر”، ومنها التدخلات الخارجية خصوصا من جانب تركيا وإيران. وذكر أن “تدخلات تركيا وإيران فاقمت وأطالت الأزمات في العالم العربي”. وتابع: “لا نقبل أن تكون لدول إقليمية بؤر في منطقتنا العربية”.
وشدد على أنه “لا غالب في الحروب الأهلية” التي تجتاح بعض الدول العربية، مضيفا أن “الأمن القومي العربي وحدة غير قابلة للتجزئة”.
وأوضح أنه من “غير المقبول تدخل قوى خارجية في المنطقة العربية بما يعكس أطماعا إمبراطورية قديمة”. وقال إن المواجهة تكون عبر “الاستقواء بالمظلة العربية ضد التدخلات الإقليمية”. وحول الجولان السورية المحتلة، أوضح أن “الاحتلال الإسرائيلي يحاول تثبيت الواقع وقضم الأراضي”، مشيرا إلى أن “الإعلان الأميركي حول الجولان مناف لكل الأعراف الدولية”.

 

أمير قطر يغادر القمة

غادر أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قمة تونس فجأة إلى المطار، ولم تُعرف أسباب المغادرة. ولم تصدر العاصمة القطرية الدوحة، بياناً عن سبب خروج أمير قطر المفاجئ من القمة قبل إلقاء كلمته أمام القمة، ومغادرته تونس. من جهتها، أفادت مواقع مقربة من قطر بأن الشيخ تميم خرج من القمة احتجاجاً على انتقاد أمين عام جامعة الدول العربية لتدخلات تركيا في شؤون المنطقة.