+A
A-

رئيس الأركان يكرم الحاصلين على الشهادات العليا من منتسبي “الدفاع”

أناب القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، رئيس هيئة الأركان الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي؛ لتكريم عدد من منتسبي قوة دفاع البحرين الحاصلين على الشهادات العليا من حملة الدكتوراة والماجستير؛ بمناسبة عيد العلم العسكري الثاني بنادي ضباط قوة دفاع البحرين.
وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم بعدها ألقى رئيس هيئة الأركان كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
“يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتُوا العِلم درجات”
أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اليوم المبارك الذي نحتفل به بتكريم عدد من الضباط الحاصلين على الشهادات العليا ويسعدني ويشرفني أن أنيب القائد العام باحتفال عيد العلم الثاني في قوة دفاع البحرين، مباركًا ومهنئًا لكم تخرجكم وحصولكم على أعلى الدرجات العلمية في جميع التخصصات، وكما هو معلوم فإن قوة الدفاع منذ التأسيس أولت اهتمامًا خاصًا بمسار التعليم متوازيًا مع مسار التدريب العسكري.
وقد واكب هذا الاهتمام منذ بزوغ الضوء الأول لتأسيس قوة الدفاع الذي وضع لبنتها صاحب الجلالة عاهل البلاد القائد الأعلى، وبمتابعه حثيثة من القائد العام لقوة الدفاع، حيث تم وضع أهداف تتعلق بتنمية كفاءة منتسبي قوة الدفاع عسكريًا وعلميًا مثل كفتي الميزان إيمانًا بمبدأ أن القوة الحقيقية تأتي أولًا من خلال الاهتمام بالتنمية البشرية من منطلق أن تنمية الأوطان وإعمارها تأتي إلى قوة تحتاج إلى قوة تحميها وتحصن مكتسباتها.
وأضاف أن “ما وصلت إليه قوة الدفاع من قفزةٍ نوعيةٍ في دخول المنظومات العسكرية الحديثة التي تحتاج إلى التأهيل العلمي والعملياتي ما كان ليتحقق إلا من خلال تلك الأهداف العريضة المبنية على الكفاءة الإدارية والقدرات العلمية، فأصبحت لدينا منظومة تعليمية وتدريبية ذات مستويات مختلفة في جميع المجالات والمكونات تعمل بشكل منسجم مع متطلبات ومُخرجات كافة الفنون القتالية والإدارية والفنية والعلمية لجميع الرتب.
نحن لا نتحدث اليوم عن الحصول على شهادات جامعية فقط، وإنما نتحدث عن رصيد جديد لقوة العلم والمعرفة، مؤكدين استمرارنا في حمل إرثنا التاريخي الكبير في مجال العلم والتنوير الممتدة جذورها العميقة في أصل التاريخ”.
وختامًا قال “لا يفوتني في هذا المقام أن أنقل شكري وتقديري للقيادة العامة لقوة دفاع البحرين وإلى وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي وإلى جامعة البحرين وجميع الجامعات التي احتضنت وساهمت في تخريج هذه الكوكبة من الضباط على مبادراتهم وجهودهم المستمرة وتقديم الدعم والعون لقوة الدفاع لكافة الاحتياجات في المجال العلمي والتربوي، كما يسعدني أن أعبر عن شكري وامتناني إلى مديرية التدريب العسكري على جهودهم وعملهم الدؤوب في هذا المجال، وأشكر اللجنة المنظمة برئاسة رئيس شعبة التعليم الأكاديمي.
وأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير وعزّ ورفعة العزيز في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة عاهل البلاد.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
ثم ألقى آمر الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني اللواء الركن بحري عبدالله المنصوري كلمة بالنيابة عن المكرمين هنأ خلالها عاهل البلاد القائد الأعلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والقائد العام لقوة الدفاع المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، بالذكرى الحادية والخمسين على تأسيس قوة دفاع البحرين.
وقال “إن مسيرة العلم الحديث في مملكة البحرين انطلقت من رؤية صاحب الجلالة عاهل البلاد القائد الأعلى، وإيمان جلالته العميق بأهمية العلم ودوره في نهضة الشعوب ورقي الأمم وبناء الدول ومنطلقًا ومحورًا للتفاهم بين الدول وإدراك جلالته الراسخ بأن العلم أساس في بناء حضارات الأمم وفهم العالم وفهم الشعوب لبعضها البعض”.
وأكد أن ارتكاز العلم على قواعد وأسس متينة يقود إلى الاستخدام الأمثل للعلوم والمعارف من أجل الاستدامة في التنمية وإحداث نقلة نوعية في مختلف مجالات الحياة وهذا لا يأتي إلى من خلال أرضية علمية خصبة وبيئة وطنية تنعم بالأمن والأمان، وسياسة محنكة خط ملامحها وأبعادها صاحب الجلالة الملك القائد الأعلى.
وأوضح أن قوة دفاع البحرين منذ فجر التأسيس اختطت سياسة للتعليم والتدريب ارتكزت على رؤية صاحب الجلالة الملك القائد الأعلى ببناء قوة عسكرية عصرية محترفة تتمتع بأعلى المستويات من الكفاءة والجهوزية مسلحة بأحدث ما توصل إليه العلم العسكري من العلوم والنظريات العسكرية، وإن ترجمة رؤى وطموح جلالته كفكر ومتزن مستشرفًا للمستقبل كان له عظيم الأثر إلى ما وصلت إليه قوة دفاع البحرين من التميز والاحترافية.
وأشار في كلمته إلى أن لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رؤية بعيدة النظر عندما قال “إن التعليم هو الاستثمار الحقيقي والأساسي لإعداد الكوادر التي تسهم في بناء المستقبل الأفضل لوطننا من خلال صياغة سياسات تعليمية معاصرة تستطيع مواكبة ما يشهده العالم من متغيرات مستمرة وتطورات تقنية متلاحقة في جميع المجالات”.
كما أكد أن هذه الصروح العلمية العسكرية التي شيدت هي خير شاهد على صدق الوعد وعظيم الإنجاز، كما كان للفكر النير بأن يسير التأهيل والإعداد العسكري جنبًا إلى جنب مع التأهيل الأكاديمي له عظيم المردود على الإعداد والتأهيل الشمولي، وعلى أساس ذلك قامت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين بتوفير منح وبعثات دراسية لإكمال الدراسات العليا في مختلف حقول المعرفة والعلوم الإنسانية والتطبيقية لمنتسبي قوة دفاع البحرين من منطلق الواجب وإيمانًا منها بدور العلم والتعليم في بناء وطن مزدهر فلقد كانت أول سنة ابتعاث للدراسات العليا في العام (1980م) وكانت أول المنح الدراسية في أواخر التسعينات الأمر الذي رسخ مفهوم الدور العلمي والتعليمي لقوة دفاع البحرين.
بعدها قام رئيس هيئة الأركان بتكريم منتسبي قوة دفاع البحرين من الحاصلين على شهادات الدكتوراه والماجستير.
حضر الاحتفال وكيل وزارة الدفاع اللواء الركن الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، ومدير أركان الحرس الوطني اللواء الركن الشيخ عبدالعزيز بن سعود آل خليفة، وعدد من كبار المسؤولين من العسكريين والمدنيين بالمملكة، وعدد من الملحقين العسكريين من الدول الشقيقة.
ومن جهتهم، أثنى المكرمون الحاصلون على شهادات الدكتوراه والماجستير، على الجهود التي تبذلها قوة الدفاع لمنتسبيها في توفير الإمكانات المادية والفرص الدراسية لإكمال الدراسات العليا، وأشادوا بدعم ورعاية القائد العام لقوة دفاع البحرين لحفل عيد العلم العسكري الثاني، مؤكدين أن رعايته لهذا الحفل تؤكد عُظم ومكانة العلم والتعليم من قبله، والذي لا يدخر وسعًا ولا يألو جهدًا في توجيه ودفع منتسبي قوة الدفاع نحو التميز في التحصيل العلمي والأكاديمي في مختلف التخصصات العسكرية والأكاديمية.