+A
A-

الصقر: مشكلتنا وجود صالة يتيمة تحتضن جميع الفعاليات

يرى الكاتب والفنان جمال الصقر أن المسرح البحريني بخير وطيب وفي أوج عنفوانه بدليل كثرة الأعمال التي تقدم، والمبهر في الأمر “كما يرى” هو عودة الجمهور إلى مقاعد المسرح بعد هجرة وتوقف، ويضيف الصقر بكل ثقة أن المسرح البحريني سيبقى متميزا، ولكن ما ينقصنا فقط هو زيادة عدد صالات العرض، فالمسرحيون لا يملكون سوى صالة واحدة، وهي الصالة الثقافية التي تحتضن جميع الفعاليات.

“البلاد” التقت الكاتب والمؤلف المسرحي جمال الصقر في لقاء اتسم بالصراحة والموضوعية:

حدثنا عن الجوائز التي حصلت عليها خلال العام المنصرم

لقد فزت في العام 2018 بجائزة إبراهيم بحر للنص المسرحي  في مهرجان الصواري المسرحي الدولي الثاني عشر للشباب عن نص “في الحلوة والمرة”. وهذا اعتبره أبرز إنجاز حققته على مستوى كتابة النصوص المسرحية، رغم أنني قد حصلت من قبل على جائزة الدولة “المركز الأول” عن نص مسرحية “ظمأ المطر” قبل سنوات مضت، وبعدها حصلت على المركز الثالث عن نص مسرحية “في انتظار”، ولكن لجائزة مهرجان الصواري طعهما الخاص بسبب المنافسة الكبيرة بين كبار الكتاب منهم من جورجيا وبقية دول أوروبا ، فحين يبرز اسم كاتب بحريني من بين أولئك الكبار الذين تدرس نصوصهم في المعاهد والجامعات، ولهم من الخبرة الطويلة في مجال المسرح، فبالتأكيد يعد هذا إنجازا ليس لجمال الصقر، وإنما للبحرين.

ما استعدادات فريق مسرحية “نوح العين” التي ستشارك في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الشهر المقبل..؟

نعم، المسرحية كتبت بواقعية وبحس شعبي تراثي وبرائحة “الفرجان” العتيقة، وقد اختيرت المسرحية من جانب لجنة تقييم رفيعة المستوى  للمشاركة في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في فبراير المقبل رغم وجود عروض قوية مثل مسرحية “ البقشة”، ومسرحية “ ظلالوه”، ومسرحية “أحلام مسمومة”، ومسرحية “ في الحلوة والمرة “وغيرها من التجارب، والاستعدادات تسير على أفضل مايرام وفريق العمل مستعد وبروح عالية، وأنا أجزم أن مشاركتنا هذه المرة لن تكون مشاركة عادية “لا تهمنا الجوائز” بقدر ما يهمنا ترك بصمة مؤثرة وتمثيل المسرح البحريني العريق خير تمثيل في هذا المحفل المسرحي الخليجي الكبير.

كيف ترى الحراك المسرحي في البحرين خلال السنوات الثلاث الماضية؟

المسرح البحريني بخير وطيب وفي أوج عنفوانه بدليل كثرة الأعمال التي تقدم والمبهر في الأمر هو عودة الجمهور إلى مقاعد المسرح بعد هجرة وتوقف، وهذا دليل على التصاقه بالمسرح الذي ينقل همومه ومشاكله ويساهم في تنويره أيضا. ولكن ما ينقصنا فقط هو زيادة عدد صالات العرض، فالمسرحيون لا يملكون سوى صالة واحدة يتيمة، وهي الصالة الثقافية التي تحتضن جميع الفعاليات، ومتى ما وجدت صالات أخرى تأكد أن العمل سيتضاعف والمسرحيات لن تتوقف.

كيف ترى النص المسرحي اليوم؟ 

يمكنني القول إن المهرجانات المسرحية بدأت تفرز طاقات في كتابة النص وفي الإخراج أيضا، وغيرها من المجالات، كمهرجان سمو الشيخ خالد بن حمد للمسرح الشبابي، ومهرجان أوال الدولي ومهرجان الصواري، ولكن المسألة المهمة في هذا الجانب هو كيف يطور الكاتب من نفسه، فبعض الشباب يستعجل حب الظهور بمجرد أنه كتب نصا أو نصين أو دخل دورة سريعة، وهذا شيء خاطئ، إذ على الشباب المهتم بكتابة النص المسرحي تعميق قراءة نصوص كبار الكتاب والاطلاع على مختلف التجارب.

ما الذي تتمنى تحقيقه ولم تحققه لحد الآن مسرحيا؟

إذا قال الفنان أو الكاتب إنه وصل، فهذا يعني النهاية باختصار، بل على الفنان أن ينظر إلى الطريق على أنه طويل جدا، ويستحق العناء والاستمرارية، ويرى كل ما هو جديد ولا يكتفي، فالبحث هو النهر الذي يروى الفنان أو الكاتب مهما كان.

طموح جمال الصقر ليس لها حدود، ونحن في حاجة إلى جنون مسرحي، فالجنون يخلق الإبداع.

قال لي المخرج الإماراتي محمد العامري: أين المسرح البحريني من المهرجانات الدولية.. لماذا لا نشاهده مثل السابق ...ما تعليقك؟ 

أتصور أن المخرج العامري كان يرى أن التميز في السابق كان أكثر مما هو عليه اليوم، ففي فترة من الفترات كان الجميع وأقصد في المهرجانات المسرحية المختلفة يُخشى من الأعمال البحرينية؛ لأنها ستتفوق بلا أدنى شك، ولكن يبدو لي شخصيا أن التصاعد عندنا أصبح بطيئا بخلاف السابق، وهذا بطبيعة الحال له أسبابه، وفي نهاية المطاف سيبقى المسرح البحريني متميزا، وأتوقع أن يكون له شأن كبير وقوي في الأيام المقبلة.

ما مشاريعك المستقبلية؟ 

لا أتوقف عند محطة معينة وأقوم حاليا بكتابة أكثر من تجربة مسرحية، وآخر عمل أنجزته هي مسرحية “كوت شعبان” وأيضا مسرحية “محلاك”، وتم تسليم النصين لمخرجيين متميزين، كما أني دائما أبحث عن ميادين جديدة في الكتابه لم أخضها من ذي قبل؛ لأني مؤمن بالتجديد، وسأعود بأعمال.

كيف ترى دعم الصحافة والإعلام؟

“البلاد” حقيقة هي الصحيفة المتميزة في دعم الفنان البحريني.