+A
A-

طبول الحرب تدق في الشرق الأوسط

حذر موقع أميركي من اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط، تنطلق من سوريا، مشيرا إلى أن حروب الوكالة تسير نحو مواجهة مباشرة، ربما تجر إليها عدة دول. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني داخل الأراضي السورية، محذرا دمشق من محاولة استهداف الأراضي أو القوات الإسرائيلية”.

وارتفع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية وسورية قرب دمشق وجنوبها، إلى 21 قتيلا، معظمهم “إيرانيون”، بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء.

وأوضح المرصد أن الضربات الإسرائيلية استهدفت “مخازن للصواريخ والذخائر تابعة للقوات الإيرانية وحلفائها بالقرب من دمشق، إضافة إلى مراكز الدفاع الجوي السوري على مشارف العاصمة وفي الجنوب”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية أقامتها إيران في دمشق، مضيفا “سنضرب كل من يهدد بمحونا”.

الحرب الكبرى

نشر موقع معهد السلام الأميركي (يو إس آي بي) تقريرا حذر فيه من أن إيران وإسرائيل تتجهان نحو مواجهة كبرى في سوريا، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها قلق دائم من الوجود العسكري الإيراني على حدودها الشمالية، خصوصا في سوريا.

ولفت الموقع إلى أنه رغم تاريخ العلاقات بين طهران ودمشق يرجع إلى العام 1979، إلا أن تلك العلاقات أصبحت أكثر عمقا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا العام 2011، مشيرا إلى أن إيران قدمت دعما كبيرا لدمشق خلال السنوات الأخيرة عسكريا واقتصاديا.

ولفت الموقع إلى وجود احتمالات بأن تتحول حروب الظل في سوريا إلى حرب إقليمية مفتوحة.

وأوضح الموقع أن إسرائيل نفذت منذ العام 2013 أكثر من 100 ضربة جوية ضد القوات الإيرانية وحلفائها في سوريا، شملت الهجوم على مطار التيفور العسكري، التي تلاها إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية طراز “إف 16”.

أهداف إيران وإسرائيل

وقال الموقع إن لكل من إيران وإسرائيل أهدافا خاصة في سوريا، ولكل منهما محاذير، مشيرا إلى أن هدف إسرائيل هو الكشف عن مواقع القوات الإيرانية في سوريا والتعرف على حجمها خصوصا في العام 2018. وتسعى إسرائيل إلى وضع خطوط حمراء للقوات الإيرانية في سوريا والحد من قدرتها على تهديد إسرائيل، لاسيما فيما يتعلق بالمنشآت الصاروخية.

وتسعى إسرائيل إلى تدمير تلك المنشآت؛ لحرمان إيران من استخدامها في إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه، ضد إسرائيل، حسب الموقع. أوضح الموقع أن هدف إيران من الوجود في سوريا عسكريا، هو زيادة نفوذها في المنطقة، وتأمين ممر بري يسمح لها بالوصول إلى البحر المتوسط عبر سوريا.

وقال الموقع إن إسرائيل تفضل مواجهة “حزب الله” وإيران في سوريا وليس في لبنان، خصوصا منذ 2011، مشيرة إلى الحرب الأهلية في سوريا فتحت المجال أمام الدولتين لخوض حرب وكالة ومواجهات غير مباشرة لامتلاك النفوذ في المنطقة. وأضاف “كانت تلك الحرب تجري في لبنان قبل العام 2011؛ لأن الحدود السورية كانت هادئة خلال تلك الفترة”، أما الآن فأصبح بإمكان إسرائيل استخدام الحرب السورية ذريعة لتنفيذ هجمات ضد مواقع “حزب الله” اللبناني والقوات الإيرانية.

وتمتلك إيران وجودا عسكريا غير مسبوق في سوريا يصل إلى آلاف عدة من الجنود والمقاتلين، خصوصا من فيلق القدس، حسب التقرير، الذي أوضح أنها خسرت نحو 550 فردا منهم خلال وجودهم في سوريا.

الخطر الأكبر

حذر الموقع من أن الخطر الأكبر في المواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا هي وصول المواجهة إلى لبنان، أو مناطق أخرى، بصورة تهدد باندلاع مواجهة إقليمة واسعة، ربما لا تسعى إليها أي من تلك الدول.