+A
A-

“جنة الإنسان” تعاني من الإهمال البلدي

تحويل الكثير من الساحات والمزارع إلى قسائم ومشاريع سكنية استثمارية

الأنقاض المتراكمة حولت أجزاء من القرية إلى مراكز تجميع لمخلفات البناء

 

تتكدس أطنان من مخلفات البناء وأكوام القمامة وجبال من الصخور وبقايا البناء في مواقع عدة بقرية جنوسان، ما دفع الأهالي لرفع شكواهم إلى المسؤولين ببلدية المنطقة الشمالية والمجلس البلدي للعمل على تغيير هذا الوضع الذي شوه وجه الحقول والساحل، لإنقاذ ما تبقى منها بعد تحول الكثير من المزارع وواجهة الساحل إلى مشاريع استثمارية سكنية.

وفي جولة مصورة لـ “البلاد” مع مجموعة من شباب القرية، يتضح سوء الوضع؛ بسبب كميات كبيرة من المخلفات تنتشر هنا وهناك.

يقول المواطن علي الجنوساني إن القرية كانت وفق مسماها التاريخ “جنوسان أي جنة الإنسان” لجمال بساتينها وسواحلها ونخيلها، إلا أننا لا ننكر حتمية التغير الذي سيطرأ على القرية دون شك، وكم كنا نتمنى أن تبقى مساحة محمية من المزارع، ولكن يبدو أن القرار في يد الملاك، إذ تم تحويل الكثير من الساحات والمزارع إلى قسائم ومشاريع سكنية استثمارية، ولا اعتراض على ذلك، لكن من دون أن تتشوه الكثير من المواقع في القرية، لاسيما الطرق المؤدية إلى الساحل حيث يقضي الأهالي بعض الوقت في الفترات المسائية للتريض أو المشي إلى الساحل، فيما تتكدس هذه الأكوام بمنظر بشع للغاية.

ويشير بكل وضوح إلى أن هناك إهمالا من جانب الجهات التي تنفذ المشاريع هنا، فالبلدية تقوم بدور نلمسه في الحفاظ على نظافة القرية من خلال الشركة المختصة، إلا أن حجم ما يتم التخلص منه من مخلفات أكبر من حجم عمل عمال النظافة وآلياتها، بل والأكثر من ذلك أن هناك بعض الوافدين الذين يأتون في وقت متأخر من الليل بشاحنات صغيرة مملوءة بالمخلفات المنزلية والزراعية ويلقون بها في الساحات القريبة، وكأن الواجهة الزراعية أو البحرية للقرية هي مكب نفايات.

ويتفق معه المواطن حسن إبراهيم، وهو من سكان القرية المهتمين بالزراعة، فيشير إلى أن الأنقاض المتراكمة أدت إلى تحول أجزاء من القرية إلى مراكز تجميع لمخلفات البناء، نعم، تحدثت مع أحد المشرفين على مشروع بالقرية فكان جوابه منطقيًا، وهو أن الأعمال مستمرة وكميات من الصخور الكبيرة ومخلفات البناء الصلبة سيتم استخدامها في العمل، فلها وقتها واستخدامها، لكن ماذا عن الأكوام الكبيرة من المخلفات الزراعية والقمامة، فضلًا عن أن بعض الوافدين يستغلون الأوقات الليلية للتخلص من شحنات القمامة أيضًا.

ويطالب الأهالي الجهات المنفذة للمشاريع بأن تبادر وتعمل على إزالة المخلفات بالتعاون مع البلدية وشركة النظافة، فيما ذكر ممثل الدائرة الأولى بالمجلس البلدي الشمالي شبر إبراهيم الوداعي أن شكوى أهالي قرية جنوسان تخضع للمتابعة وسيتم التواصل مع الجهاز التنفيذي ببلدية المنطقة الشمالية للتباحث؛ من أجل إنهاء المشكلة، لاسيما أن الأهالي يقدرون الجهود التي يقوم بها المفتشون وعمال شركة النظافة، إلا أن استمرارية إلقاء المخلفات وبكثافة يتطلب جهدًا قد يفوق الطاقة المتوفرة للعمل، موضحًا في الوقت ذاته ضرورة تكثيف التفتيش الدوري وإعداد التقارير وتوفير المعلومات أولًا بأول للبت فيها وإنهاء معاناة الأهالي.