+A
A-

جمهور الأهلي استفز التحكيم واستهزأ به علنًا

أمر مؤسف للغاية، الفعل المشين الذي قام به جمهور الأهلي في تكرار الهتافات الاستفزازية والاستهزائية لطاقم التحكيم في مباراته أمام المنامة بختام الدور التمهيدي لدوري زين لكرة السلة.

وبغض النظر عن الأخطاء التحكيمية الواردة والمتكرر حدوثها في أية مباراة كانت، إلا أن جمهور الأهلي قد ضرب الأخلاق الرياضية عرض الحائط من دون أن يحترم نفسه والهيكلة التحكيمية التابعة للاتحاد البحريني لكرة السلة، التي يقودها رئيس الاتحاد سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الذي كان موجودا في المقصورة الرئيسة بجانب أعضاء الاتحاد وبعض المسؤولين فضلا عن أن اللقاء كان منقولا على الهواء مباشرة.

نعم، هناك أخطاء كثيرة لأطقم التحكيم وهذا أمر لا غبار عليه، كما أن هناك طرقا أخرى أكثر حضارية وأخلاقية لإيصال الرسالة عن الجانب التحكيمي، ولكن جمهور الأهلي الجالس بأعداد كبيرة على يسار المنصة الرئيسة، أصر على موقفه السلبي، رغم إيقاف المباراة لأكثر من مرة والاستعانة برجال الشرطة ومحاولة بعض لاعبي الأهلي تهدئة الأمر إلا أن ذاك لم ينفع بتاتا. جمهور الأهلي استفز الحكام واستهزأ بهم بالدرجة الأولى وقلل من شخصيتهم ومكانتهم، ومزج أسماءهم بكلمات خارجة عن الإطار الرياضي على أنغام الطرب وكأنهم في مباراة “حواري”، ووضح جليا التقصد بحدوث ذلك حينما كان يستأنف اللعب بين فترة وأخرى، وفي الأخير قاموا بتشجيع الحكام ولكن بطريقة ساخرة للغاية، في موقف أثار حفيظة الحاضرين، إذ لم يكن هناك تدخل حقيقي للعقلاء من رجالات النادي نفسه الجالسين في المقصورة الرئيسة أو من إداريي الفريق بأرضية الميدان؛ لإنهاء هذا الأمر.

الدفاع عن الحكام

الاتحاد البحريني مُطالب بالتحرك السريع للدفاع عن حكامه فيما تبقى من منافسات الموسم، المقبل على مرحلة أكثر قوة وإثارة لمسابقتي الدوري وكأس خليفة بن سلمان.

أيام قليلة وينطلق الدور السداسي، ومن المؤكد أن المواجهات ستكون محتدمة بين الفرق وجماهيرها، وهنا لابد للحكم أن يجد الجو المناسب للقيام بدوره وتأدية واجبه على أكمل وجه، من دون أن يُنتقَص من حقه عبر مثل هذه التصرفات التي من شأنها أن تحبطه نفسيا خصوصا وتسيء للعبة السلاوية عموما.

سن القوانين للجمهور

كما يبدو، أن الطاقم التحكيمي ليس باستطاعته سوى إيقاف المباراة والاستعانة برجال الأمن للبحث عن الشخص المسيء الجالس في المدرجات، ولكن ما حدث بالأمس الأول لم يكن من فرد لكي يتم اصطياده بسهوله، بل مجموعة كبيرة ومن الصعب على الحكم نفسه ورجال الأمن التعامل مع هذا الموقف. على إثر ذلك، لابد من سن القوانين الداخلية لاتحاد اللعبة بحق الجمهور المسيء كما حدث في لقاء الأهلي والمنامة أو المباريات عموما، عبر وجود الغرامة المالية والإنذار بحق النادي نفسه مع حصر تكرار الفعل، وبعدها تكون عقوبة الإيقاف للشخص المسيء أو الجمهور بأكمله كما يقرره ويراه اتحاد اللعبة بحسب الحدث نفسه.

 

لعدم التكرار

ندرك جيدًا أن الجمهور هو “ملح المباريات” كما يُقال ونطالب بوجوده في أية مباراة كانت لإنجاح الحدث، ولكن بالصورة الحضارية التي تستهوي الجميع وتدل على الوعي الفكري والثقافي في هذا الجانب، وبخلاف ذلك سنكون أول من نطالب بإيقاف ومعاقبته؛ حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات ولا تتلوث مسيرة الاتحاد البحريني لكرة السلة المنتهجة بإستراتيجية سمو الشيخ عيسى بن علي التطويرية على مختلف الأصعدة.. وليكون عِبرة لغيره.