+A
A-

ظريف: الانسحاب من الاتفاق النووي خيار مطروح

في تصريحات تعكس عمق الأزمة التي يتخبط بها النظام الإيراني من جراء أنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، شن المرشد الإيراني علي خامنئي، هجوما حادا على مسؤولين أميركيين، قبل أن يعترف بأن عقوبات الولايات المتحدة تضغط على بلاده. وقال خامنئي في خطاب ألقاه في طهران، أمس الأربعاء “ بعض المسؤولين الأميركيين يتظاهرون بأنهم مجانين.

لكنني بطبيعة الحال أرفض ذلك، إلا أنهم حمقى من الدرجة الأولى”، وفق ما نقلت “فرانس برس” عن وكالة أنباء “فارس” الإيرانية.

ووجه خامنئي انتقاداته للمسؤولين الأميركيين الذين توقعوا أن يحدث تغيير في النظام في إيران بنهاية 2018.

وقال “قبل فترة قال أحد المسؤولين الأميركيين في حديثه أمام حفنة من الإرهابيين ومثيري الشغب بأنه يأمل بأن يحتفل بعيد الميلاد للعام 2019 في طهران. وقد مر عيد الميلاد قبل أيام”.

ولم يتضح من هو المسؤول الأميركي الذي كان يشير إليه خامنئي، إلا أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوا إلى تغيير النظام الإيراني، وتوقعوا حدوث ذلك قريبا.

ومن بين هؤلاء مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، المعروف عنه دعوته منذ فترة طويلة لتغيير النظام الإيراني، وقد تحدث مرات عديدة في تجمعات لحركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي تعتبرها طهران منظمة “إرهابية”.

اعترف بقوة العقوبات

اعترف مرشد النظام الإيراني في الخطاب نفسه بتأثير العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، على طهران في 2018، بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

وقال خامنئي “العقوبات تضغط على البلاد وعلى الشعب. الأميركيون يقولون بكل سرور إن هذه العقوبات غير مسبوقة في التاريخ... نعم إنها غير مسبوقة. والهزيمة التي سيواجهها الأميركيون ستكون غير مسبوقة”.

وأبدى النظام الإيراني مكابرة إزاء العقوبات مع بداية فرضها، قائلا إنها لم تؤثر عليه، إلا أنه سرعان ما بدأ يعترف شيئا فشيئا بتداعيات هذه العقوبات التي تحرمه من عائدات كثيرة يستخدمها في دعم الميليشيات الإرهابية في المنطقة.

وفي ديسمبر الماضي، أقر الرئيس الإيراني حسن روحاني، في حديثه عن موازنة العام المقبل، بتأثير العقوبات الأميركية، قائلا إنها ستؤثر على المعيشة والنمو في إيران.

ظريف والاتفاق النووي

قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إن الانسحاب من الاتفاق النووي، الذي أبرم العام 2015 مع قوى عالمية هو خيار متاح بالنسبة لطهران، لكنه ليس الخيار الوحيد على الطاولة.

وقال ظريف أمس الأربعاء خلال زيارة للعاصمة الهندية نيودلهي إن إيران ستستمر في برنامجها الفضائي رغم التحذيرات الأميركية، مضيفا أنه ليس هناك قانون دولي يحظر مثل هذه البرامج.

وأصدرت الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر تحذيرا استباقيا لإيران من المضي قدما في إطلاق 3 صواريخ إلى الفضاء قالت إنها تنتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ لأنها تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.

صفعة أوروبية جديدة

أضاف الاتحاد الأوروبي وحدة مخابرات إيرانية لقائمة الإرهاب؛ ردا على محاولة شن هجمات إرهابية لصالح النظام الإيراني على الأراضي الأوروبية.

وقال الاتحاد، في بيان أمس الأربعاء، إنه أضاف إيرانيين اثنين وإدارة الأمن الداخلي التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية، إلى قائمة الإرهاب الخاصة بالاتحاد.

وأضاف بيان الاتحاد الأوروبي “تبنى المجلس هذا الإدراج في إطار رده على هجمات أحبطت مؤخرا على أراض أوروبية”.

واتفق وزراء الدول الأعضاء بالاتحاد في اجتماع في بروكسل، الثلاثاء، على هذا الإجراء الذي يبدأ تنفيذه الأربعاء ويعني تجميد أصول المدرجين.

وشهدت دول أوروبية عدة، في الأشهر الأخيرة، محاولات شن هجمات إرهابية قادتها خلايا تابعة للنظام الإيراني.