+A
A-

إنشاء إسطبل للخيل خاص بأطفال التوحد

التوحد ھو إعاقة بالنمو، عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وھي تنتج عن اضطراب في الجھاز العصبي. لایوجد طفل توحد غیر قابل للتغییر، كل طفل له مفتاح للدخول إلى عالمه الخاص، فیجب التنویع في الوسائل والأنشطة لتحقیق الھدف، وفكرة إنشاء إسطبل خاص لهذه الفئة مفیدة للغاية.

حمزة: مرحلة من العلاج

قال مدیر مركز عائشة للتدخل المبكر محمد حمزة إن ھناك دولا ومراكز یبدأون بعلاج أطفال التوحد عن طریق الحیوانات الألیفة، وفكرة أن یكون ھناك خیل تزید من فرصة تكوین العلاقات وتزید ثقة الطفل بنفسه، والفكرة جمیلة وأثبتت نجاحھا في دول أخرى. كما أضاف أنه عندما یكون مستوى حمایة داخل الإسطبل للأطفال، سیوافق الأھالي بإشراك أطفالھم للإسطبل. وأشار إلى أن هناك 10 % من الأطفال مصابین بمرض التوحد.

أمين: مهارة التركيز والشجاعة

یؤكد أستاذ محمد أمین موظف الموارد البشریة في مركز عائشة للتدخل المبكر، بأن ركوب الخیل لطفل التوحد ینمي لدیه مھارة التركیز والشجاعة والإندماج في المجتمع، ولھذا یرحب بھذه الفكرة. وأضاف أن الأھالي عند معرفتھم بفوائد الخیل سیتقبلون فكرة إشراك اطفالھم في الإسطبل وبعض من الأھالي لن یقبلوا بھذا إلا عند إقناعھم.

كما وضح أن الطفل سیعتمد على نفسه ویكسر حاجز الخوف والوحدة ویصبح طفلا طبیعيا، وقد یكون أفضل من الطفل الطبیعي أیضا. وأشار على أن ھناك أعدادا كثیرة في ھذه الأیام لا یقل عن 3 آلاف طفل في البحرین مصاب بالتوحد.

عيسى تؤيد الفكرة

وفي ھذا الشأن أيدت مدربة الأطفال والنساء في مدرسة المحرق للفروسية رحاب عیسى فكرة إنشاء إسطبل خیل؛ كونها لمست بوادر التطور من خلال عملها في مدرسة المحرق للفروسیة وتدريب أطفال التوحد وذوي الاحتیاجات الخاصة؛ كون الخیل لدیه ھرمون حراري یقوي الدورة الدموية للحالات الخاصة.

كما اشارت أن الأھالي سیوافقون على إشراك أطفالھم عندما یرون التطور في حالات أطفالھم، ومن خبراتھا ترى أن ھناك الكثیر من الأطفال مصابین بالتوحد، ویجب على الأھل إبعاد الأجھزة الذكیة عنھم.

غزوان: مبادرة مفيدة للطفل

ویقول مدرب الفروسیة في إسطبل غزوان، سامر غزوان إنه لا یؤید إنشاء إسطبل خیل خاص بھم، بل یؤید وجودھم معنا في الإسطبل لیعیشوا ویكونوا معنا؛ لأنھم جزء من المجتمع.

كما قال إن الأھالي سیوافقون على ھذا الشيء الطیب؛ لأنھا مبادرة مفیده للطفل، ولكي یرى الأھل روح التغیرات التي أصبحت عند أطفالھم من تغیرات سلوكیة وصحیة واستجابة الطفل تكون قویة.

خصوصا عندما یرى الخیل. ویشیر أیضا بأن الخیل یفید الطفل؛ لأنه یجعله یفكر ویحرك حالات عضلات الجسم جمیعھا ویتعلم الطفل التحكم والتوازن. ویضیف أن ھناك 10 حالات تصله في الإسطبل بین فترة وفترة.

عبدالغني: سيعزز صلة التواصل

أشارت متدربة في مدرسة محرق للفروسیة شریفة عبدالغني بأنه من الضروري إنشاء إسطبل خیل خاص بأطفال التوحد وذوي الاحتیاجات الخاصة؛ لأنهم بحاجة إلى التواصل مع الحیوانات، وبالذات الخیل؛ لأنه من الحیوانات الجمیلة، ویمكن للطفل والخیل أن یتواصلا مع بعضھم البعض.

وأضافت أنها ترى الأطفال في الإسطبل قد تطور تصرفاتھم وطریقة تعاملھم مع الخیل ومع الآخرین، كما أن ھذه الفكرة ستفید الطفل؛ لأن الخیل مفید للجسم والعقل والشخصیة، وأطفال التوحد لدیھم مشكلة في التواصل مع الناس وفي شخصیتھم، فالخیل والتدریب سیبني شخصیتھم. وبینت أیضا بأن عدد الأھالي الذین لا یعلمون بوجود مرض التوحد بأطفالھم أعلى نسبة من الأھالي الذین یعرفون بإصابة أطفالھم لمرض التوحد.

أحمد: يجب دعم الأهالي للفكرة

إسراء أحمد متدربة في مدرسة المحرق للفروسیة تقول: من المعروف أن الخیل یساعد على الشفاء من كثیر من الأمراض، ولأن فكرة إنشاء إسطبل خیل لأطفال التوحد في البحرین فكرة جدیدة سیوافقون الأھالي على إشراك أطفالھم، وسیجعل الطفل لا ینشغل بأشیاء أخرى غیر مفیدة. وترى أن الأطفال سیستمتعون عند ركوبھم الخیل. كما أشارت انھا تتوقع 40 % من الأطفال مصابین بھذا المرض.

محمد: الخيل حافز للأطفال

وضحت السكرتارية في مركز عائشة للتدخل المبكر غفران محمد بأن أطفال التوحد وذوي الاحتیاجات الخاصة أو ذوي إعاقة معینة، أن الخیل مفید للجمیع ولیس للطفل فقط.

كما أشارت أن الذي یرید مصلحة طفله ومساعدته في التحسن أو التغییر للأفضل سیوافق على إشراكه في الإسطبل. كما قالت إن ھذا الشيء یعتبر إنجازا للطفل لأن یتغیر من حال إلى حال، ولأن الخیل یكون حافزا له ویساعده على التغییر. كما بینت بأن ھناك من الأھالي یكشفون على أطفالھم عن مرض التوحد، والبعض الآخر يخبئون على أطفالھم ھذا المرض، وأن ھناك نسبة كبیرة من المصابین بھذا المرض.

ماجد: الوقوف معهم لتخطي الصعاب

كما شاطرھا علي ماجد مدرب سابق في إسطبل غزوان بتأید ھذه الفكره وأشار على أن ینبغي للأھالي أن یوافقو على مشاركة أطفالھم للإسطبل؛ لأنها خطوة مھمة لھم ولعدم إضاعة وقت الطفل.

وبین أن ھذه الفكرة تفید الطفل 100 % من المصابین بالمرض، موضحا أنھم لیسوا ضعفاء، بل یحتاجون إلى من یقف معھم لتخطي الصعاب والتغلب على الخوف. قد يبدون انطوائیین أو غیر اجتماعیین، ولكنھم في الحقیقة یحاولون فقط الدفاع عن أنفسھم وعن حواسھم.

ویعتبر الدمج لأطفال التوحد مطلب حضاري وإنساني یضم حق المساواة بینھم وبین أقرانھم ویرفع قیمة الوعي بكیفیة التعامل معھم وربما یتأخرون في التعلم، ولكنھم متفردون في الإبداع.

 

أمل أحمد - طالبة إعلام بجامعة البحرین