+A
A-

أحمد جميل... ترجمة حب الثقافة لمشروع تجاري

ترجم أحمد جميل حب القراءة والاطلاع على ثقافات العالم إلى مشروع ترجمة تجاري ناجح أسسه في العام 2012، وقدم من خلاله مختلف الخدمات للشركات والمؤسسات في البحرين. “البلاد” التقته وأجرت معه دردشة مقتضبة:

متى أسست المشروع وما فكرته؟

تأسس مركز بابيلون للترجمة في العام 2012؛ انطلاقا من عروبة المملكة، إذ يهدف المركز إلى ردم الفجوة العميقة، في الممارسة العملية، بين اللغة العربية الفصحى واللغات الأجنبية في البحرين.

وتركز خدمات المركز في توفير المساعدة للأفراد والمؤسسات من خلال تزويدهم بالمحتوى التحريري، إما بالترجمة بين مختلف اللغات، أو التدقيق اللغوي، أو تحرير النصوص التخصصية، إضافة إلى خدمات الترجمة الشفهية، بنوعيها الفوري والتتابعي للمؤتمرات على المستوى المحلي والخليجي. وفي فترة وجيزة جدا، تمكن المركز من فرض سيطرته في سوق العمل، رائدا بالجودة التي يقدمها لمختلف العملاء من القطاع العام والخاص وللأفراد.

كيف دخلت هذا المجال؟

أكملت دراستي الأكاديمية في جامعة البحرين بتخصص إدارة الأعمال المصرفية، وعملت خلال فترة دراستي في إحدى الشركات في ذات التخصص. ثم انتقلت للعمل في مجال الطيران الجوي، إذ وجدت ضالتي في استكشاف العالم عن طريق السفر. وفي هذه الفترة التقيت العديد من الأشخاص وزملاء العمل من جنسيات مختلفة. بعد ذلك قررت إكمال دراسة الماجستير في تخصص الأعمال التجارية في أستراليا، ومن هناك اكتشفت موهبتي في الترجمة عندما عملت مع بعض الجاليات العربية، ولم يكن أعلم حينها أن الترجمة في أستراليا مهنة تخضع لقوانين تنظيمية كالمحاماة والمحاسبة والطب وغيرها من المهن.

وعندما رجعت إلى البحرين، تبادرت لي فكرة التأسيس لهذه المهنة، ولكن اصطدمت بواقع سوق العمل؛ لعدم وجود قوانين تنظم هذه المهنة، فلجأت إلى التواصل مع المنظمات الدولية المعنية في هذا الشأن للاطلاع على تجاربهم وتطبيقها في مجال العمل وفقا للمعايير المتبعة؛ لضمان أفضل الممارسات والجودة والدقة في العمل.

ما أبرز التحديات في هذا القطاع؟

مما يؤسف له، عدم وجود قوانين تنظيمية لهذه المهنة، ولذلك لم أستفد من تجارب الجيل السابق الذي يتبع أساليب تقليدية في العمل والاعتماد شبه الكامل على الترجمة الآلية التي تنتج أسوأ أنواع الترجمة.  كما أن حديثي التخرج من الجامعات يتجنبون العمل في هذا التخصص لأسباب عديدة، من أبرزها عدم الاستقرار الوظيفي وباب المنافسة الشرسة للمترجمين من كل أصقاع الأرض، والذي انفتح مع تحول العالم إلى قرية صغيرة بفضل الشبكة العنكبوتية.

من هنا، أتت فكرة التوعية والتوسع في مجال التدريب العملي لطلاب الجامعة، ففي العام المنصرم بدأت أولى الحلقات التوعوية التي نظمت بالتعاون مع المراكز الثقافية واستضافة خبراء دوليين لنشر المفاهيم العملية الصحيحة لمزاولة الترجمة.

ما عناصر الناجح التي تراها             بصفتك رائد عمل؟

لا توجد وصفة سحرية للنجاح. فالتحديات التي يواجهها أي عمل حر كثيرة ومتنوعة، ومن أبرزها ضيق الموارد المالية وقوانين العرض والطلب في السوق والوضع الاقتصادي الراهن الذي تمر به كل دول العالم. ولكن من دون شك، فإن وضع الخطط الإستراتيجية وتنظيم العمل الداخلي في المؤسسة؛ لضمان أعلى معايير الجودة التي يرجوها العميل، هي أسس النجاح. والأهم من ذلك، هو الإيمان بالفكرة والعمل الدؤوب والإصرار، ولكل مجتهد نصيب.